كتب/ الشيخ عبدالمنان السنبلي
لأنهم ليسوا سوى ظاهرةً صوتيةً متخمةً بالغرور و الثروة، يشعرون في قرارة أنفسهم دائماً أنهم دون الآخرين و هم فعلاً كذلك، فحياتهم ضياع و أوقاتهم فراغ و نعيمهم بؤسٌ و شقاء و أمنهم فزعً و خوف و عقولهم خواء !! يحسدوننا في كل شئٍ .
في أرضنا و تاريخنا و حضارتنا، يحسدوننا في أعيادنا و أفراحنا و حتى في أحزاننا و أتراحنا .. هكذا هم كانوا و مازالوا مستعربو الجزيرة و الخليج على مدى عقودٍ كاملةٍ من الزمن !! لأنهم لا يفرحون ، فلا يريدوننا أن نفرح، إذ كيف لنا أن ننتزع الفرحة من بين فكي الألم و نعيشها حقيقةً بينما هم من يعيشون في ظل أجواءها و تحت أفياءها لا يجدونها أو حتى يشعرون بها، لذلك لا يدخرون حيلةً و جهداً في محاولة تنغيص أفراحنا و النيل من لحظاتها القليلة !!
فلاغرابة إذاً .. إن هم ألقوا اليوم قنابل صوتية مدويّة على العاصمة صنعاء في الوقت الذي كنا نعيش فيه لحظات الفرح و الإبتهاج بعيد الوحدة التي قد طالما ناصبوها العداء و الكراهية، فذلك ليس سوى تلخيصاً لحالة التيه و العجز التي يعيشونها أصلاً واقعاً و وهما !!
ظنوا بذلك أننا سنفزع أو نفر كما يفزعون و يفرون ليتلذذوا بعدها بمشاهد الخوف و الهلع التي إعتقدوا وهماً أنها قد تصيبنا من هول و ضخامة الإنفجارات و كأنما هم لم يَخبِرونا طوال أكثر من عام من المواجهة التي لم تلن لنا فيها قناة أو توهن لنا عزيمة !!
أيها التائهون في متاهات العُجْب و نشوة الغرور .. من لم يفر من أمام طائراتكم و صواريخكم الفتاكة و قنابلكم الفراغية و العنقودية في جبهات القتال حتى أجبروكم على الفرار كالنساء لا تخيفهم أصوات قنابل صوتية مهما إهتزت لصداها الأرجاء و الآفاق، فليست في قاموسنا سوى صورةً غبراء تعكس حقيقة هشاشة و ضعف ممالككم و مشيخاتكم الفقاعية…