المشهد اليمني الأول/
قياسا بصمود الاتفاقات التي وقعتها اللجان المحلية لتهدئة ومراقبة وقف اطلاق النار في محافظتي مأرب وتعز، بدا النظام السعودي في اسوأ حالاته مع استمراره في انتهاك الاعلان الأممي لوقف النار طوال سبعة أيام تلت الإعلان الأممي بوقف النار الذي بدأ سريانه فجر الإثنين الــ 11 من ابريل الماضي وختمتها في اليوم السابع بسلسلة غارات على الضواحي الشرقية للعاصمة وتحليق كثيف لطائراتها الحربية والتجسسية في اكثر المحافظات اليمنية.
وعزت دوائر سياسية وثيقة الاطلاع تحدث اليها “المستقبل” استمرار انتهاك النظام السعودي لإعلان وقف النار إلى ضغوط يواجهها النظام السعودي في اطار محاولاته التنصل عن التزاماته حيال الحرب الشعواء التي أشعلها في اليمن مدى سنة من العدوان على اليمن ومخاوفه من أن تقود مفاوضات الحل السياسي إلى حلول تفرض عليه التزامات سياسية وانسانية وفاتورة أعباء كبيرة على صلة بترميم الخراب الذي احدثه العدوان.
ويشير هؤلاء إلى أن احتفاظ الجيش واللجان الشعبية بأوراق ميدانية في العمق السعودي عزز مخاوف النظام السعودي من التزامات قد ترغمه على تسويات ليست في صالحه، مشيرة إلى أن استمرار العدوان السعودي في انتهاك إعلان وقف النار اكد سعيه المبكر إلى اجهاض أي تقدم في مسار الحل السياسي للأزمة اليمنية ورهانه على تسويات ثنائية على خط الحدود تسبق أي مفاوضات لحل الأزمة اليمنية خصوصا بعدما يأس من تحرير أراضيه الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية في عسير ونجران وجيزان والتي تشكل قلقا للنظام السعودي نظرا لآثارها الاقتصادية التي تهدد النظام برمته.
النظام السعودي يمارس الكذب بوقاحة
ورغم اعلان النظام السعودي وقيادة تحالف العدوان الذي تقوده الرياض الاستجابة لطلب قدمه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لوقف العمليات العسكرية التي يشنها التحالف على اليمن واعلانه الاستجابة لهدنة وفقا للموعد الذي حددته خطة المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ في الــ 10 من ابريل الماضي، الإ أن النظام السعودي استمر وبشكل منفرد بعيدا عن التحالف ا لذي بدا أنه قد انفرط كليا، في انتهاك اعلان وقف النار لمدة ا سبوع كامل في ظل صمت أممي ودولي مريب.
وقياسا بتصريحات أعلنها مستشار وزير الدفاع السعودي نقلتها وسائل اعلام سعودية رسمية ووسائل عربية ودولية أعلن فيها التزام السعودية بالخطة الأممية لوقف النار وافساح الطريق للجهود الأممية في الحل السياسي فقد أعلنت قيادة التحالف الذي تهيمن عليه السعودية موقفا مشابها في بيان تخلله تصريحات للناطق باسم تحالف العدوان مستشار وزير الدفاع السعودي العميد احمد عسيري ونشرته وكالات الانباء الخليجية والعربية والدولية.
وجاء في البيان الذي بثته وكالات الانباء الخليجية مساء الاثنين 10 ابريل الماضي “بناءً على ما أبلغناه لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد بموافقتنا على وقف إطلاق النار بتاريخ 10 إبريل 2016 م تمهيداً للمشاورات التي ستجرى في الكويت بتاريخ 18 إبريل 2016 م، فإن الحكومة اليمنية قررت إعلان وقف إطلاق النار بتاريخ 10 إبريل 2016 م.
وأن يستمر إلى الساعة 12:00 من ظهر اليوم التالي من تاريخ انتهاء المشاورات في الكويت ما لم يتم الاتفاق على تمديد وقف إطلاق النار، وستقوم الحكومة اليمنية بإبلاغ قيادة قوات التحالف عن التمديد في حالة الاتفاق عليه، مع احتفاظ قوات التحالف بحق الرد في حال قيام مليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بخرق وقف إطلاق النار”.
وأضاف بيان التحالف أنه “انسجاماً مع الجهود التي ترعاها حكومة المملكة العربية السعودية التي تهدف لإيجاد تهدئة شاملة ووقف إطلاق النار بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها لحقن الدماء ومواصلة إدخال مواد طبية وإغاثية للمحافظات والمناطق المتضررة.
وبما يدعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد أجواء إيجابية تمهيداً لإطلاق المشاورات في الكويت، فإن قوات التحالف سوف تلتزم بوقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة “2359” بتاريخ 10 إبريل 2016، مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار.
وقيادة التحالف إذ تعلن ذلك لتؤكد استمرارها في دعم الشعب اليمني والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار في اليمن ، والتفرغ لمكافحة الإرهاب”.
ولم يكن هذا البيان الذي بدا اقرارا من سائر الدول الخليجية والعربية المشاركة في التحالف الوحيد إذ شهدت الساحة الخليجية سلسلة تصريحات مؤكدة لهذا التوجه ومباركة له، غير أنها جميعا غابت عن المشهد مع معاودة النظام السعودي انتهاك إعلان وقف النار بصورة يومية منذ دخول اعلان وقف النار حيز التنفيذ فجر الاثنين 11 ابريل وصولا إلى الموعد الذي حددته الأمم المتحدة لاطلاق مفاوضات الحل السياسي في الكويت.
ورغم هذا الاعلان الذي حظي بترحيب الكثير من عواصم العالم وفي المقدمة الأمم المتحدة إلا أن طيران العدوان السعودي عاود انتهاكه من الساعات الأولى من فجر يوم الإثنين الماضي في سلسلة غارات استهدفت العديد من المحافظات اليمنية وعمليات تحليق كثيف لطيرانه الحربي والتجسسي بالتزامن مع معاودته عمليات انزال مظلي لشحنات الأسلحة للمرتزقة والتي استمرت على وتيرتها في العديد من الجبهات الداخلية ناهيك بدفعة مرتزقته في الجبهات الداخلية إلى انتهاك اعلان وقف النار في وقائع سجلت مئات المرات على مدى الاسبوع الماضي.