أثارت العمليات العسكرية اليمنية الأخيرة ضد أهداف حيوية وعسكرية في فلسطين المحتلة حالة من الغضب والارتباك في دوائر صنع قرار الاحتلال الإسرائيلي، حيث خرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتصريحات متشنجة توعد فيها بما وصفه بـ”رد قاسي على اليمن”.
جاء ذلك في أعقاب تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عمليتين نوعيتين استهدفتا منطقة عسقلان وأم الرشراش “إيلات”، ما كشف عن هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
واتهم نتنياهو الأطراف الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالفشل في احتواء الدعم اليمني المتواصل للشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في نوفمبر الماضي.
وفي خطوة تصعيدية، هدد بتوسيع دائرة المواجهة لتشمل لبنان وإيران، في رسالة واضحة تعكس محاولاته الضغط على واشنطن التي تقود جهودا للتهدئة في المنطقة.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في ظل تصاعد العمليات اليمنية التي أصبحت تمثل تهديدا مباشرا للكيان الإسرائيلي. فقد أكدت القوات المسلحة اليمنية، عبر المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع، تنفيذ عمليتين نوعيتين خلال الساعات الماضية؛ الأولى استهدفت هدفا عسكريا في عسقلان بطائرة مسيرة من طراز “يافا”، والثانية أصابت هدفا في أم الرشراش “إيلات” بطائرة مسيرة من نوع “صماد 1”.
ولم تتوقف العمليات اليمنية عند هذا الحد، بل شملت أيضا استهداف حاملتي الطائرات الأمريكيتين “ترومان” و”فينسون” في البحرين الأحمر والعربي، بالإضافة إلى عدد من القطع البحرية المرافقة لهما. وحققت هذه العمليات أهدافها بنجاح، ما يعكس القدرات العسكرية المتزايدة لليمن في مواجهة التحالف الأمريكي-الإسرائيلي.
ويرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو المتشنجة تعكس حالة من الهلع والارتباك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، خاصة بعد أن أصبحت اليمن طرفا فاعلا في معادلة الصراع الداعم للقضية الفلسطينية. وتؤكد هذه التطورات أن الخيارات الإسرائيلية للتعامل مع هذه التهديدات باتت محدودة ومكلفة، في ظل استمرار العمليات اليمنية بوتيرة متصاعدة.
وفي الوقت الذي تحاول فيه واشنطن احتواء التصعيد في المنطقة، يبدو أن التهديدات الإسرائيلية بتوسيع دائرة المواجهة ليست سوى محاولة للضغط على الأطراف الدولية والإقليمية لحماية مصالح الاحتلال. ومع ذلك، فإن استمرار العمليات اليمنية يشير إلى أن أي محاولات للتنصل من دعم الشعب الفلسطيني ستواجه بردود فعل قوية وغير متوقعة.