المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    مجلس النواب يثمّن دعم البرلمانات والدول المساندة للشعبين اليمني والفلسطيني

    ثمن مجلس النواب مواقف البرلمانيين والدول المساندة للشعبين اليمني...

    الأرصاد: أمطار رعدية متفاوتة الشدة متوقعة على المحافظات خلال الساعات القادمة

    توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية والإنذار المبكر هطول أمطار...

    بسبب دعم إماراتي خفي.. دخول حرب السودان عامها الثالث بعشرات آلاف قتلى وملايين النازحين

    تدخل الحرب في السودان، اليوم الأربعاء، عامها الثالث، منذ اندلاع حرب شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل/نيسان 2023، مخلفة وراءها أزمات لا تُحصى من الضحايا وتدمير البنى التحتية وقصصا لا تنتهي من الألم، فضلا عن نزوح أكثر من ثلث سكان البلاد فيما يعد الأكبر في العالم حسب تصنيف الأمم المتحدة.

    ولم تعد أهداف الحرب في السودان وأجندتها محلية، بل أصبحت عابرة للحدود، إذ تقوم الإمارات مستغلة وزنها الإقتصادي وتأثيرها السياسي والدبلوماسي بالدعم والتمويل بالعدة والعتاد وأعداد كبيرة من المرتزقة من دول مختلفة للمشاركة في الحرب.

    إبادة جماعية بدعم إماراتي

    واتهمت السودان الإمارات، أمام محكمة العدل الدولية، بـ”انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها بدعمها قوات شبه عسكرية في إقليم دارفور”. وقال القائم بأعمال وزير العدل السوداني، معاوية عثمان، أمام المحكمة، الخميس: “تُرتكب إبادة جماعية ضد قبيلة المساليت غربي بلادنا”. وأكد أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية ترتكب إبادة جماعية بـ”دعم وتواطؤ من الإمارات”.

    بدورها، كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، تفاصيل تقرير داخلي لخبراء الأمم المتحدة ومصنف على أنه سري للغاية، ويثير مخاوف جديدة بشأن دور الإمارات في حرب السودان. وأشارت إلى أنه بعد تسريب التقرير السري للأمم المتحدة، فإن تساؤلات جديدة تظهر حول دور الإمارات في الحرب المدمرة في السودان، منوهة إلى أنه قد تم توجيه تهم إلى أبو ظبي بتزويد المليشيات السودانية بالأسلحة سرا عبر دولة تشاد المجاورة.

    ونقلت “الغارديان” مطالبة دبلوماسي رفيع مطلع على التقرير المسرب، للسلطات البريطانية بشرح كيفية استجابتها للمجازر المرتكبة بحق الأطفال وعمال الإغاثة، بينما تستضيف الإمارات في مؤتمرها في لندن، والذي يهدف إلى الدعوة لإنهاء الحرب في السودان.

    وذكرت الصحيفة أن التقرير الذي اطلعت عليه مؤلف من 14 صفحة، وتم إنجازه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وأُرسل إلى لجنة العقوبات الخاصة بالسودان، وكتبته لجنة مكونة من 5 خبراء أممين، وثقوا فيه “نمطا ثابتا” من رحلات الشحن بطائرات “إليوشن”.

    وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الطائرات انطلقت من الإمارات إلى تشاد، ورصدوا ثلاث طرق برية على الأقل يُحتمل استخدامها في نقل الأسلحة إلى السودان، منوهة إلى أن الخبراء وجدوا أن رحلات الشحن من مطارات الإمارات إلى تشاد كانت منتظمة بدرجة أنها شكلت فعليا “جسرا جويا إقليميا جديدا”.

    وتابعت: “لاحظوا أن بعض الرحلات كانت تتسم بالغرابة، حيث تختفي الطائرات أحيانا خلال محطات حاسمة من الرحلة، وهو نمط قال الخبراء إنه يثير تساؤلات حول احتمال وجود عمليات سرية”. واستدركت بأنه “مع ذلك أضاف الخبراء أنهم لم يتمكنوا من تحديد ما كانت تحمله تلك الطائرات، كما أنهم لم يعثروا على أدلة تؤكد أنها كانت تنقل أسلحة”.

    وعلى مدار عام ونصف العام، اجتاحت قوات الدعم السريع غرب السودان ووسطه، بينما تراجع الجيش شرقا وقام بنقل الحكومة من الخرطوم إلى بورتسودان على البحر الأحمر.

    وفي 26 مارس/آذار الماضي، هبطت طائرة رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في مطار الخرطوم الدولي، الذي كانت تسيطر عليه قوات الدعم السريع وتستخدمه قاعدة عسكرية. وبالتوازي مع ذلك، تمكنت قوات الجيش من استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم الذي ظل لنحو عامين خاضعا لسيطرة الدعم السريع.

    وبعد فقدانها مواقعها الإستراتيجية في العاصمة، اندفعت قوات الدعم السريع نحو تصعيد هجماتها على مدينة الفاشر (مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد)، وارتكبت السبت الماضي “مجزرة” راح ضحيتها أكثر من 320 شخصا بين قتيل وجريح، حسب “منسقية مقاومة الفاشر” (لجنة شعبية بالمدينة).

    خسائر فادحة

    واتسمت الحرب بالعنف المروع ضد المدنيين، لكن أيضا بعدم وجود حصيلة مؤكدة للقتلى. ففي العاصمة الخرطوم وحدها، لقي أكثر من 61 ألف شخص حتفهم خلال الأشهر الـ14 الأولى من الحرب، من بينهم 26 ألفا نتيجة العنف المباشر، وفقا لكلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

    وقال مبعوث واشنطن السابق إلى السودان توم بيرييلو في مايو/أيار من العام الماضي إن بعض التقديرات تشير إلى أن إجمالي عدد القتلى يصل إلى 150 ألفا. واتهم كلا الجانبين باستهداف المدنيين عمدا ونهب المنازل وعرقلة وصول المساعدات المنقذة للحياة.

    وتقول تقارير الأمم المتحدة إن السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث إن ثلث السكان نازحون، بما يمثل أكثر من 12 مليون شخص نزحوا داخليا، بالإضافة إلى 3.8 ملايين لاجئ على الحدود، وأضافت التقارير أن البلاد ما زالت تئن تحت ثقل كارثة إنسانية خلفت الدمار والجوع والمرض والعنف الجنسي وذخائر غير متفجرة.

    ويتفاقم الجوع مع إعلان المجاعة العام الماضي في 5 مناطق في كل أنحاء البلاد، بما في ذلك 3 مخيمات رئيسية للنازحين في دارفور وأجزاء من الجنوب. ووفقا للأمم المتحدة، يعيش 8 ملايين شخص حاليا على شفا مجاعة شاملة، بينما يواجه قرابة 25 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان، جوعا حادا.

    Exit mobile version