أكد قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي، في كلمة هامة بمناسبة يوم القدس العالمي، الذي يوافق 27 رمضان 1446هـ الموافق 27 مارس 2025م، أن الإمام الخميني قد أعلن آخر جمعة من شهر رمضان يوماً للقدس ليكون يوماً لليقظة والوعي للأمة الإسلامية. وأشار إلى أن هذه المناسبة تأتي لتذكر الأمة بمسؤوليتها الكبرى تجاه المقدسات الإسلامية والمظلومية العظمى التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وتزامن يوم القدس هذا العام مع تطورات خطيرة وغير مسبوقة في عدة اتجاهات، حيث استمرت جرائم الإبادة الجماعية ضد غزة، إلى جانب سياسات التجويع والاستباحة الشاملة للشعب الفلسطيني. وشدد على أن التحرك السياسي والإعلامي المشترك بين الكيان الإسرائيلي وأمريكا أصبح مكشوفاً بشكل واضح، بهدف تصفية القضية الفلسطينية واستكمال المشروع الصهيوني من النيل إلى الفرات. وأوضح أن الحديث الأمريكي لم يعد يدور حول ما يسمى بالسلام أو التسوية، بل صار العدو يتحدث علناً عن التهجير والاستئصال.
وأشار الحوثي إلى استمرار السعي الصهيوني لتهويد المسجد الأقصى وتعميق سياسات التهجير القسري في الضفة الغربية المحتلة. ومع ذلك، أشاد بصمود الشعب الفلسطيني في غزة الذي يعتبر تطوراً غير مسبوق في تاريخ القضية الفلسطينية، خصوصاً بعد عملية “طوفان الأقصى” التي شكلت نقلة نوعية في الأداء العسكري للمقاومة الفلسطينية. وأكد أن العدو الإسرائيلي، الذي واجه وضعية مهزوزة ومربكة، لجأ إلى الأمريكي والغرب للتدخل بشكل غير مسبوق دعماً له، لكنه فشل في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي والأمريكي انتهجا سياسة الإبادة الجماعية والتدمير الشامل بدلاً من مواجهة المجاهدين، في محاولة للضغط على الحاضنة الشعبية بغزة لكسرها وإنهاء ثباتها. لكنه أكد أن صمود الشعب الفلسطيني في ظل هذه الظروف الصعبة يمثل تطوراً تاريخياً غير مسبوق حتى في سجل الشعب الفلسطيني نفسه.
وأشاد قائد أنصار الله بجبهة الإسناد التي مثلتها العديد من الدول والفصائل الإسلامية، وعلى رأسها حزب الله في لبنان، الذي قدم تضحيات كبيرة واستثنائية في دعم الشعب الفلسطيني ومجاهدي غزة. كما أشاد بدور اليمن الذي كان حاضراً بإسناد شامل عبر العمليات العسكرية التي استهدفت العدو الإسرائيلي ومنعت الملاحة البحرية، بالإضافة إلى القصف بالصواريخ والمسيرات في عمق فلسطين المحتلة. كما أشاد بالتحرك السياسي والإعلامي والشعبي في اليمن، الذي تمثل في خروج شعبي مليوني وغير مسبوق في العالم.
وأكد “السيد الحوثي” على الدور الكبير الذي لعبته فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران كانت المحور الأساسي في دعم الشعب الفلسطيني ومجاهديه، سواء من خلال الدعم المستمر أو عبر عمليات “الوعد الصادق”. وأشار إلى أن العدو يدرك أهمية دور إيران ويسعى للضغط عليها عبر أسلوب “الضغوط القصوى”، لكن موقف الجمهورية الإسلامية بقي ثابتاً منذ انتصار الثورة الإسلامية وما زال مستمراً في وجه التحديات.
وأبرزت هذه المناسبة، بحسب الحوثي، انكشاف واقع الأمة والحالة الرسمية في العالم العربي بشكل غير مسبوق، حيث برز التخاذل العربي والإسلامي في هذه الجولة من المواجهة مع العدو الإسرائيلي. كما كشفت عن عجز المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية، عن القيام بواجباتها في مواجهة الظلم والعدوان.
وأكد قائد أنصار الله أن الأمة تقف اليوم أمام اختبار حقيقي لتحمل مسؤولياتها التاريخية في الدفاع عن المقدسات ونصرة الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الصمود والإسناد الشامل من قبل محور المقاومة يشكلان الرد الأقوى على مخططات العدو.