في يومه الثالث، واصل المؤتمر الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” أعماله بالعاصمة اليمنية صنعاء تحت شعار “لستم وحدكم”، حيث أكد المشاركون من مختلف الدول العربية والإسلامية على حرمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يواصل ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية. وشددوا على ضرورة توحيد المواقف الإقليمية لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كأولوية للأمة الإسلامية.
شهدت الجلسات المتعاقبة تقديم العديد من الأوراق البحثية التي تناولت قضايا محورية، بدءاً من تاريخ الاستيطان الصهيوني في فلسطين مروراً بتداعيات التطبيع العربي وصولاً إلى دور المقاطعة الاقتصادية في دعم حقوق الفلسطينيين. كما تم تسليط الضوء على آثار العدوان الإسرائيلي على القطاع الصحي في غزة، وعلى أهمية تعزيز الوعي العالمي تجاه القضية الفلسطينية عبر عمليات مثل “طوفان الأقصى”.
تناولت الأبحاث أيضاً استراتيجيات المقاومة الإلكترونية والتأثيرات التكنولوجية لعملية “طوفان الأقصى” على الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى استعراض الرؤية القرآنية بشأن زوال هذا الكيان. كما تم تحليل أدوار الجامعات الغربية في كشف جرائم الحرب الإسرائيلية، وتمحورت نقاشات أخرى حول حتمية الصراع بين الأمة الإسلامية والعدو الصهيوني في ضوء الرؤية القرآنية.
وفي سياق متصل، أبرزت الأوراق المقدمة الدور اليمني في دعم القضية الفلسطينية، مشددة على أهمية الجهاد المقدس كجزء من معركة الفتح الموعود. كما تم تناول العلاقات المعقدة بين الصهيونية العالمية وبعض الأنظمة العربية، إضافة إلى تحليل تأثير الحفريات الإسرائيلية في القدس على الهوية الإسلامية للمدينة المقدسة.
يأتي هذا المؤتمر كمنصة فكرية وسياسية تهدف إلى إعادة تشكيل المواقف الإقليمية والدولية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الدفاع عن فلسطين ليس مجرد موقف سياسي بل هو التزام ديني وأخلاقي تجاه الأمة بأسرها.