المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    “اليمن” يفرض معادلات جديدة لتفكيك هيمنة أمريكا في “البحر الأحمر”

    لم يعد البحر الأحمر ساحة مفتوحة للهيمنة الأمريكية كما...

    “إعلام العدو” يكشف تسارع الاستيطان في “الضفة الغربية”

    كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أنه منذ بداية عام...

    الكيان الصهيوني على المحك… هل تنزلق “إسرائيل” نحو حرب أهلية بسبب نتنياهو؟

    تواجه “إسرائيل” في الوقت الحالي أزمة غير مسبوقة قد تجرها إلى حافة حرب أهلية، حسب تحذيرات المؤرخ الإسرائيلي إيلي بارنافي، الأزمة السياسية التي يشهدها الكيان الصهيوني تبدو أكثر تعقيدًا مما يمكن تصوره، في ظل تمسك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسلطة عبر استراتيجيات قد تهدد استقرار الكيان، بما في ذلك تفعيل الحرب كأداة لبقائه في السلطة، فما الذي دفع “إسرائيل” إلى هذا المنعطف الحرج؟ وما هي احتمالات وقوع حرب داخلية بسبب هذه الصراعات الداخلية؟

    لعبة السلطة المستمرة

    منذ بداية ولاية نتنياهو، كان جليًا أنه يسعى إلى الهيمنة على كل مؤسسات الكيان الصهيوني، بما في ذلك القضاء والجيش، في محاولة لضمان استمراره في السلطة، ومع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد سياساته، وتحركاته للحد من صلاحيات المحكمة العليا، يظهر نتنياهو وكأنه لا يتوانى عن تنفيذ أي خطوة تضمن له البقاء على رأس الحكومة، حتى وإن كانت على حساب تفكيك ركائز الديمقراطية نفسها، وفي هذا السياق، استدعى بارنافي استخدام الحرب كأداة لتمكين مكانته السياسية، وهو ما يعكس المخاطر الجمة التي قد تواجهها “إسرائيل” في ظل استمراره في هذا النهج.

    “إسرائيل” بين شقي الانقسام… حرب أهلية في الأفق؟

    منذ سنوات، أصبحت “إسرائيل” منقسمة بشكل واضح إلى معسكرين متصارعين، الأول هو “إسرائيل تل أبيب” العلمانية والديمقراطية التي تنادي بإصلاحات حقيقية، والتخلي عن السياسات التي تقوض النظام القضائي، الثاني هو “إسرائيل يهودا” التي تضم المتطرفين واليهود الأرثوذكس الذين يدعمون نتنياهو، وهم متحدون حول مصالح سياسية ودينية تهدف إلى تقوية السلطة الحاكمة في يد اليمين المتطرف، هذا الانقسام العميق لم يعد مجرد خلاف سياسي، بل تحول إلى صراع داخلي قد يترتب عليه تبعات دموية إذا استمر نتنياهو في سياسته التصعيدية.

    وفي ضوء هذا الانقسام، باتت “إسرائيل” في وضع صعب للغاية، ففي الوقت الذي يرفض فيه حوالي 70% من الإسرائيليين سياسات نتنياهو، نجد أن نحو ربع السكان، الذين يشكلون قاعدته الشعبية الصلبة، يواصلون دعمه، هذا التباين العميق يعكس هوة واسعة لا يمكن تجاوزها بسهولة، وهو ما يعزز المخاوف من اندلاع صراع داخلي مدمر.

    التهديدات العسكرية والمظاهرات الشعبية… انفجار وشيك؟

    لقد وصل الوضع إلى ذروته بعد إقالة رئيس جهاز الشاباك، التي كانت بمثابة الحافز لتصعيد الأزمة، فقد حذر بارنافي من أن عدم احترام نتنياهو لقرارات المحكمة العليا سيؤدي إلى أزمة دستورية قد تفجر العنف في البلاد، وهذا التصعيد يشمل أيضًا تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تزايدت حدتها، حيث اندلعت المظاهرات بشكل دوري منذ أن بدأت الحكومة في تبني سياسات تهديدية ومناهضة للقضاء، في المقابل، هناك تزايد في العنف من قبل الشرطة التي تحت سيطرة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، ما يعمق الجروح الاجتماعية والسياسية.

    في هذا السياق، يصبح الحديث عن التدخل العسكري في السياسة أكثر احتمالاً، لكن بارنافي يستبعد تدخل الجيش بشكل مباشر في السياسة، إلا أن هناك مؤشرات على تمرد متزايد بين الاحتياطيين الذين يرفضون الخدمة بسبب عدم اقتناعهم بحرب غزة أو السياسات العسكرية لنتنياهو.

    فشل في حماية المحتجزين

    إن مسألة حماية المحتجزين في غزة التي باتت على وشك الانفجار تؤثر بشكل كبير على التماسك الاجتماعي والسياسي داخل “إسرائيل”، في حال فشل نتنياهو في هذا الملف، سيجد نفسه أمام غضب شعبي هائل قد يساهم في تسريع وقوع الأزمة، فكلما طال أمد الاحتلال والحرب، زادت احتمالية تصاعد السخط الشعبي، ما قد يعجل من حدوث انقسامات أعمق داخل المجتمع الإسرائيلي، وربما يدفع البلاد نحو الهاوية.

    مستقبل مجهول.. أفق الحل أم تفجر الأوضاع؟

    السيناريو الذي يقدمه المؤرخ بارنافي حول مستقبل “إسرائيل” لا يبدو مشجعًا، وخاصة في ظل حالة الفوضى السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، فهل ستكون “إسرائيل” قادرة على تجنب الصدام الشامل؟ أم إن السياسة التي يتبعها نتنياهو ستؤدي في النهاية إلى مواجهة داخلية طاحنة لا يمكن التنبؤ بعواقبها؟ في الوقت الذي تسعى فيه تل أبيب للبقاء على قيد الحياة، تظل الأسئلة مفتوحة بشأن قدرتها على الحفاظ على تماسكها في ظل هذا التفكك المتسارع.

    إن الصراع في “إسرائيل” لم يعد مجرد مواجهة بين حاكم ومعارضيه، بل تحول إلى أزمة وجودية قد تقود البلاد إلى صراع داخلي مدمّر، فهل ستنجح القوى المحلية والدولية في تهدئة الأوضاع، أم إن الحرب الأهلية باتت قاب قوسين أو أدنى؟

    فضيحة نتنياهو… صراع على السلطة يعزز احتمالية حرب أهلية في “إسرائيل”

    في ضوء تصاعد التوترات الداخلية وكشف الحقائق التي أدلى بها رئيس الشاباك السابق رونين بار، تتكشف ملامح خطيرة لصراع سياسي داخلي في “إسرائيل”، يبدو أن إقالة بار قد تكون نقطة تحول في مسار الأزمة السياسية التي يتسبب فيها بنيامين نتنياهو، محاولات رئيس الحكومة للتمسك بالسلطة بأي ثمن، بما في ذلك إبعاد الشخصيات الأمنية البارزة، تفضح أسلوبه الملتوي الذي قد يكون سببًا في إشعال شرارة حرب أهلية حقيقية، التصريحات المتبادلة والاتهامات العلنية قد تفتح الباب لمرحلة جديدة من الصراع بين المؤسسات الحكومية، ما يهدد استقرار الدولة.

    هل تتحول “إسرائيل” إلى ساحة حرب أهلية؟

    يتصاعد القلق داخل “إسرائيل” بعد تصريحات رئيس الشاباك السابق رونين بار التي تفضح التلاعب السياسي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رفض نتنياهو أي محاولة للتسوية وأصر على استخدام ملفات الأمن والتبادل السياسي لتحقيق أهدافه الشخصية، ما يزيد من عمق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، التوترات الراهنة، المتمثلة في تصاعد العنف السياسي ورفض تسوية ملفات أمنية، تخلق ظروفًا قد تقود البلاد إلى حالة حرب أهلية بسبب الاستقطاب المتزايد بين التيارات السياسية والشعبية.

    في النهاية، في خضم الأحداث المتلاحقة والتصعيدات السياسية في “إسرائيل”، يتضح أن الوضع الراهن يشير إلى خطر داهم قد يعصف بالاستقرار الداخلي، من خلال تعنت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في التمسك بالسلطة بأي ثمن، بما في ذلك إقالة الشخصيات الأمنية المهمة ورفض التسويات السياسية، يزداد احتمال انزلاق “إسرائيل” نحو حرب أهلية، تصريحات رونين بار حول التلاعب في مفاوضات تبادل الأسرى وتصفية الحسابات السياسية أظهرت حجم الأزمة العميقة التي تعيشها الدولة العبرية.

    تزايد التوترات بين السلطات والمستوطنيين، والانقسامات السياسية المتعمقة بين الأطراف المختلفة، تضع “إسرائيل” على حافة انفجار داخلي قد يكون له تداعيات كبيرة ليس فقط على الداخل الإسرائيلي، ولكن على الاستقرار الإقليمي أيضًا.

    التحديات التي يواجهها نتنياهو في المحافظة على السلطة في ظل الغضب الشعبي المتزايد قد تخلق أزمة دستورية عميقة تفتح الباب لتطورات غير محسوبة، مع استمرار الضغط الداخلي والخارجي، لا يبدو أن الوضع سينتهي إلا بتغيير جوهري في المشهد السياسي الإسرائيلي، ما سيحدث في الأيام القادمة قد يُحسم بمواجهة عنيفة بين القوى المتناقضة داخل الكيان الصهيوني، فهل ستتمكن “إسرائيل” من تجنب هذا المسار الخطير؟ الوقت وحده سيكشف.

    spot_imgspot_img