رحبوا بزمانكم المكسور أيها العرب في مملكة الحقد اليهودي وشعب اللمم الإجرامي، رحبوا بالبرنامج الانتخابي لأكبر رئيس مهرج أراجوز فارغ يتقلد مفاتيح أكبر قوة في العالم.
مائة طائرة فقط يا ترامب لتحرق شعب غزة؟ لماذا لم ترسل يو اس اس كول أو بارجة هاري ترومان لتنضم إلى البحرية والمدفعية الاسرائيلية كي تشارك في احتفالية حرق الخيام عند السحور؟ لماذا لم ترشد صبيك اليهودي إلى استخدام النابالم المفضل لديكم كما فعلتم في فيتنام؟
على ماذا تتمرجلون يا كلاب الزمان؟ على خيام يلفحها البرد والمطر والجوع والعطش؟ على من تشنون حربكم المزعومة أيها الجبناء؟ على أطفال نيام ونسوة زهدت بهن الحيــأة؟ لأجل ماذا تستخدمون كل هذه التقنيات والمقذوفات؟ لأجل محاصرين وشعب مسكين ذاق كل ويلات الدنيا في سنتين من الموت والعذاب المفتوح؟ بمن نستغيث؟ هل من بقي من أحد ليسمع صراخنا؟ هل بقي من أحد ليرى أطفالنا المحترقين؟ خذوا صور الأطفال الشهداء والقوا بها على وجه حكام الذل كي يصابوا بالعمى الأزلي، خذوا مشهد الأمهات والزوجات قرب أكفان أبنائهم وأزواجهم وهن مصابات بالذعر من الحياة، خذوها ولا تخجلوا والقوا بها أمام الشعوب الساهرة والقوافل الفاجرة، هل لنا الا انت يا رب العالمين؟
نعم سادتي نموت جميعا ليحيى الحلم الاسرائيلي، حيث يموت الجميع وهم نيام يحلمون بملابس أو ماء أو طعام أو سترة، هذا هو العالم الجميل لترامب ونتانياهو وبن زفير والقذر الأشقر، هذا هو الحلم الاسرائيلي الذي ينتظر كل عالم العرب والشرق الاوسط، ما قيمة اربعمائة فلسطيني او الف او خمسين الف؟ فلتتقاسم دول العروبة جثامين الفلسطينيين، فلتستضيف دول ترامب بعض الجثث في حدائقها العامة كي تقر عينا وترتاح من هم الفلسطينيين وتستبدل التهجير بالدفن الأزلي، فليتفرج هذا العالم على مباراة التجويع والتعطيش ومنع العلاج في غزة لكي يراهنوا على أي السبل تقتل منهم أكثر وليتناولوا البوب كورن بمعية ذلك، عادي جدا أن يضرب الصهاينة في اليمن أو سوريا أو لبنان أو العراق فقد أصبحنا جميعا حديقة خلفية لهذا السرطان وضاع الزمان وضاع المكان واستوت سفينة العذاب على الجودي .
يريد زامور المجرم الجديد أن يستخدم القوة المفرطة لتلقين غزة الدرس القاسي، ويريد كاتس المفبرك ان يفتح ابواب الجحيم على غزة كما قالها الذي من قبله، ويريد ترامبو أن يفتح الجحيم بأبوابه السبعة على اليمن وجماعة أنصار الله، ولا نعلم كم بابا بقي من الجحيم لكي يتم فتحها على غزة او اليمن أو سوريا؟ كم بقي من أبواب الجحيم المخصصة للبلاد المنتظرة على الدور؟.
نحن يا سادة أمام خطة مستمرة ماضية دون عوائق أعيد تجديد القسط الثاني منها بعد إزاحة حزب الله كأكبر تهديد وجودي للمستعمرة الاسرائيلية، القسط الجديد هدفه الماستر هو رأس ايران بغض النظر عن أية اتفاقات او صفقات مرواغة لأنه تبين بالدليل القاطع بأن كل الاتفاقيات والعهود هي مجرد عقود مكتوبة بالماء، انه الانتهاز الآكبر للحظة التاريخية التي يتجلى فيها ضعف سوريا المبيت وانهيار مناعة لبنان وهشاشة مصر والعراق ومسك الخليج من عنقه وتحييد الرئيس الايراني الراحل ابراهيم رئيسي، إن النار التي اشعلت فجر الأمس في غزة سوف تتمدد بذريعة (الرهائن ) المحتجزين والذين يقعون في آخر اهتمامات الفريق المجرم لتنتقل الى لبنان مرة اخرى وسوريا ثم ايران وعودة أخرى إلى مصر والأردن، الثمن المطلوب من المنطقة العربية يتعدى تحرير رهائن وايقاف سيطرة حماس على اراضي غزة، إن الثمن هو الحكم العربي بأكمله واستباحة الآرض العربية على اتساعها وازالة الملوك والاستيلاء على ملكهم، وإزالة الجمهوريات والاستيلاء على جماهيرها.
تبث قناة الجزيرة بالأمس صورة الرجل وهو يحمل جثمان ابنه بعمر السنتين وعيونه تنبض بالرضى وهو يقول الحمد لله، اللهم صبرنا ودبرنا، الساحة في المشفى المعمداني تفترشها جثامين الشهداء واللوعة من الفقدان هي عنوان كل الوجوه، لكن في الوجوه عزيمة وإصرار وألم فائق لا يمكن لأحد أن يتصوره، هذا الألم يا نتانياهو سينمو ويصبح شجرة تزحف نحوكم كل يوم خطوة، هذا الدم يا نتانياهو لا يمكن مسحه بكل أدوات العالم وسبله، هذا الوجع يا ترامب لا يمكنه الرحيل لأنه مقيم حتى رحيلكم، هذه الطفولة البريئة الضاحكة التي سرقتموها ستعود لكم كتائب وفصائل وسننتزع منكم خمسين الفا وتحرق سدوم وتدمر بيوتها على رؤوسكم وتعيد لكم حكاية الحصار كما فعلتم بالضبط .
مقابل هذا العالم الترامبي -النتنياهوي البشع يقف الجمال والبهاء بأحلى تجلياته، لأول مرة في التاريخ تأتي العقلية العربية الصحيحة للتعامل مع العدو الصهيوني بما يليق به، والمخصوص بالذكر هنا هي المقاومة الفلسطينية التي تلعب بكل دراية وكرامة أمام سياسة البلطجة الترامبية والوساخة الصهيونية الاجرامية، ولآول مرة في التاريخ تتمكن دولة عربية شعب عربي، والمخصوص هنا هو اليمن، من فرض جغرافيا سياسية خارجة عن حدوده وذلك من خلال صواريخ الكرامة والشهامة التي وصلت البحر الابيض و تعدت البحر الاحمر وتحررت من قرارات العبودية الامريكية التي تختم المنطقة منذ عقود، ليس هذا فحسب بل اخترق اليمن المحظور السرمدي عندما ضرب البوراج الأمريكية التي تعتبر من تخصصه الأساسي بما يتناسب مع عظمته .
إن هؤلاء الذين يقفون على ارض النار في غــزة ويتحملون ما لا تطيقه الجبال لا يقاتلون ولا يفاوضون لأجل تحرير اسرى فلسطينين وادخال مساعدات الى اهل غزة المنكوبة، وهؤلاء الذين يقفون بعزة ورجولة في أرض اليمن ويتحملون الموت والعقوبات لا يرجمون نارهم إلى فلسطين المباركة لكي يحظوا ببعض المكتسبات، بل هم يقاتلون كي يطلقوا سراحنا نحن ويضمنوا بعض الحياة لنا غدا، نحن المنتشرين مثل الجراد في عواصم بني اسرائيل العربية، من سيكتب المستقبل هو غزة واليمن وكل من ينضم الى حلف البقاء، وانتظروا إنا معكم منتظرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
خالد شحام