المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    خبراء يحذّرون من استنزاف “البحرية الأمريكية” في البحر الأحمر

    حذر خبراء عسكريون من أن الحملة العسكرية التي تقودها...

    ما هو مسار المعركة عسكرياً بين الولايات المتحدة واليمن؟

    يقدم العرض التالي تحليلاً مفصلاً لمسار العملية العسكرية الأمريكية...

    الغارات الأمريكية أبعدُ عن ردع اليمن.. اليمنيون ينفذون تهديداتهم

    يتجلى بوضوح تراجع القدرات الأمريكية أمام صمود اليمنيين، فالقوات...

    عودة جبهة الإسناد اليمنية: صنعاء تضرب في عمق الكيان

    استأنفت صنعاء عمليات جبهة الإسناد لقطاع غزة، بعد ساعات...

    وصول رئيس الوزراء العراقي إلى العاصمة صنعاء

    وصل رئيس الوزراء العراقي السابق، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة...

    العدوان الأمريكي يتراجع: تلاشي الضبابية وعودة اليمن إلى الصدارة

    في مستهل هذا الأسبوع، شرعت الولايات المتحدة في حملة عسكرية واسعة النطاق ضد اليمن، استهدفت خلالها البنية التحتية العسكرية، وذلك في مسعى منها لدرء فتيل تصعيد قد يهدد المصالح الأمريكية في عرض البحر أو على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

    وقد توخت العمليات العسكرية تحقيق نتائج حاسمة وسريعة، تضع حدًا للتهديدات المحتملة، وتكفل للولايات المتحدة الحفاظ على مواقعها الإستراتيجية في المنطقة، فضلاً عن إيجاد حلول للأزمات المتفاقمة التي تعصف بالمنطقة.

    ومع ذلك، فقد جاءت مجريات المعركة على غير ما اشتهت السفن، إذ خاضت القوات الأمريكية قتالاً ضاريًا على مدى ثلاثة أيام متتالية ضد القوات اليمنية، وشنّت غارات جوية مكثفة على المدن اليمنية باستخدام أسلحة إستراتيجية.

    بيد أن الأمور لم تسر وفقًا للمخطط، فقد أخفق الهجوم الأمريكي، الذي كان يهدف إلى تحقيق نتائج سريعة وفعالة، في بلوغ أهدافه المنشودة، وأسفر عن تحولات غير متوقعة على أرض الواقع.

    المواجهة الجوية والبحرية: ضبابية المشهد في بداية الهجوم

    مع بداية العدوان، كانت القوات الأمريكية تتطلع إلى إحداث تأثير فوري، حيث شنّت غارات جوية مكثفة على العديد من المواقع الحيوية في اليمن، مستخدمة جميع قنابلها وصواريخها الإستراتيجية.

    كما سعت الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغوط على الحكومة اليمنية لتقديم تنازلات يمكن من خلالها تفادي مزيد من الهجمات البحرية على مواقعها في البحر الأحمر أو على الأراضي المحتلة في فلسطين.

    لكن ما حدث كان مختلفًا تمامًا. إذ انقلبت الحسابات الأمريكية على رأسها، حيث بدأت القوات اليمنية بتوجيه ضربات قوية، تمثلت في هجمات صاروخية استهدفت البوارج الحربية الأمريكية في البحر الأحمر.

    وعلى الرغم من القوة الجوية الأمريكية المتفوقة، إلا أن هذه الهجمات، والتي تم إطلاقها بثلاث موجات على مدار 48 ساعة فقط، وضعت القوات الأمريكية في موقف غير مريح وأظهرت أن أسطولها في البحر الأحمر أصبح هدفًا مكشوفًا.

    مع مرور الوقت، ونتيجة لتكثيف الهجمات اليمنية، بدأ الوضع يتضح بشكل أكبر. فقد تراجعت وتيرة الهجمات الأمريكية بشكل ملحوظ منذ ساعات الصباح الباكر، ولم تُسجل أي غارات جوية أو عمليات عسكرية في خلال ساعات النهار، ما يعكس تراجعًا كبيرًا في النشاط العسكري الأمريكي.

    وقد صرحت القوات اليمنية في أحدث خطاباتها بأنها استطاعت أن تُجبر حاملة الطائرات الأمريكية على التراجع نحو 1300 كيلو متر بعيدًا عن سواحل البحر الأحمر، مما يجعل من المستحيل على الطائرات الأمريكية الاستمرار في شن الهجمات ضد الأراضي اليمنية.

    ويبدو أن التأثير البالغ للهجمات اليمنية قد أحدث تغييرًا في موقف الولايات المتحدة. فقد أظهرت التقارير أن الأسطول الأمريكي بات خارج المعادلة العسكرية في البحر الأحمر، وأصبحت القوات الأمريكية تواجه صعوبة في استعادة زمام المبادرة.

    على الرغم من التهديدات المتكررة بـ”الضربات المميتة”، إلا أن الواقع العسكري قد دفع الولايات المتحدة إلى تقليص عملياتها الجوية والبحرية في المنطقة.

    الهجوم الصاروخي اليمني: رصد عجز الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية

    في وقتٍ لاحق من المواجهات، تأكدت ضبابية المشهد بشكل أكبر بعد أن اعترف الاحتلال الإسرائيلي بتعرضه لهجوم صاروخي استهدف مواقع مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

    وقد تبنت اليمن هذا الهجوم، قائلةً إن الصاروخ كان باليستيًا فرط صوتي، قادرًا على تجاوز الأنظمة الدفاعية الحديثة.

    لم يكن هذا الاعتراف مجرد إشارة إلى نجاح الهجوم، بل كان تأكيدًا واضحًا على عجز الأسطول الأمريكي، خصوصًا البوارج العسكرية التي كانت تواكب حاملة الطائرات، عن اعتراض الصاروخ أو حتى رصده قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية.

    الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول فعالية الأنظمة الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية في مواجهة التهديدات الصاروخية اليمنية، في ظل التقارير التي تشير إلى أن البوارج الأمريكية كانت عاجزة تمامًا عن اعتراض الهجوم.

    الاحتلال الإسرائيلي: اعتراف بنجاح الهجوم اليمني

    في تطور مفاجئ، اعترف الاحتلال الإسرائيلي في تقارير رسمية بأن الهجوم اليمني كان دقيقًا وفعالًا، وأن الصاروخ الذي تم إطلاقه نجح في استهداف القواعد العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

    وأكدت التقارير أن الهجوم لم يكن مجرد تهديد على القوات الأمريكية، بل كان له تأثير مباشر على الإستراتيجية العسكرية للكيان الإسرائيلي أيضًا. في الوقت نفسه، فشلت البوارج الأمريكية التي كان من المفترض أن تكون لها القدرة على اعتراض مثل هذه الهجمات في القيام بمهمتها بشكل فعّال.

    هذا الاعتراف من قبل الاحتلال الإسرائيلي يشير إلى نقطة حاسمة في المعركة: نجاح اليمن في تجاوز الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية، ما يعكس تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية اليمنية في مواجهة التحديات الكبرى.

    التطورات المستقبلية: هل سيؤدي هذا إلى صفقة جديدة مع اليمن؟

    مع تصاعد الهجمات اليمنية على الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر، وتراجع الغارات الأمريكية على الأراضي اليمنية، بدأ السؤال الأكثر إلحاحًا يُطرح: هل ستكون هذه المواجهات بداية لصفقة جديدة بين الولايات المتحدة واليمن؟. هل تستطيع الولايات المتحدة في ظل هذه التطورات أن تحقق أهدافها وتفادي المزيد من الهجمات على سفنها أو على الأراضي الفلسطينية؟.

    تشير العديد من التحليلات إلى أن التطورات الأخيرة قد تفتح بابًا جديدًا للتفاوض بين الجانبين، حيث قد تسعى الولايات المتحدة إلى تقديم تنازلات لليمن لتجنب مزيد من التصعيد العسكري. وبالرغم من أن السيناريو لا يزال غامضًا، إلا أن الواقع العسكري الجديد قد يُسهم في إعادة تشكيل المعادلات السياسية في المنطقة.

    خاتمة: اليمن في صدارة المعركة

    ما بدأ كعدوان أمريكي واسع النطاق، انتهى بتعاظم القوة اليمنية على الأرض. في ضوء الهجمات الصاروخية الناجحة ضد البوارج الأمريكية والاعتراف الإسرائيلي بالعجز أمام هذه الهجمات، أصبح من الواضح أن اليمن قد استعاد المبادرة وأصبح قوة رئيسية في المعادلة الإقليمية.

    بينما تتراجع العمليات العسكرية الأمريكية، تبقى الأنظار مشدودة إلى كيف ستتطور الأوضاع في الأيام القادمة، وما إذا كان هذا التصعيد العسكري سيؤدي إلى انفراجة سياسية في المنطقة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تقرير| عبدالرزاق علي

    المصـــــــــــدرعرب جورنال
    spot_imgspot_img