في خطاب استراتيجي شامل، أكد قائد أنصار الله، عبد الملك الحوثي، مساء الأربعاء، دخول قرار حظر ملاحة سفن العدو الإسرائيلي في منطقة العمليات المعلنة حيز التنفيذ، معرباً عن أن هذه الخطوة تأتي كرد فعل عملي وضروري على الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار إلى أن استهداف أي سفينة إسرائيلية تعبر في منطقة العمليات المحددة يعد جزءاً من الموقف الأخلاقي والإنساني الذي يجب أن تقوده الأمة العربية والإسلامية. واصفاً التجويع الممنهج لمليوني فلسطيني في قطاع غزة بأنه “جريمة كبرى”، بل وأحد أخطر الجرائم ضد الإنسانية والقانون الدولي.
صمت عربي رسمي وتنسيق مشبوه
وأكد السيد الحوثي أن الصمت العربي الرسمي تجاه هذه الجريمة ليس مجرد تقاعس وإنما خطيئة كبيرة تعكس تخاذلاً غير مقبول أمام عدوان واضح ومباشر.
وأوضح أن سقف المواقف الرسمية العربية والإسلامية لا يتعدى البيانات الخافتة التي لا تحمل أي تأثير عملي أو سياسي، مما يجعلها غير متناسبة مع حجم الكارثة الإنسانية في غزة.
وانتقد السيد الحوثي بشدة الأنظمة العربية الكبرى، معتبراً أنها متواطئة بشكل مباشر أو غير مباشر مع العدوان الإسرائيلي من خلال الدعم اللوجستي والاقتصادي، بل وحتى فتح مسارات برية للالتفاف على الحصار اليمني ضد العدو الإسرائيلي.
وأشار إلى ما كشفه البنك الدولي مؤخراً بشأن هذه المسارات البرية، وهو ما يعكس مستوى التنسيق المشبوه بين بعض الأنظمة العربية والكيان الإسرائيلي.
وشدد على أن الدعم الأمريكي السخي للعدو الإسرائيلي يمنحه الشجاعة لاتخاذ خطوات عدوانية أكثر وحشية، بدءاً من منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وصولاً إلى سياسات التهجير القسري.
وأكد أن الإدارة الأمريكية، خاصة في عهد ترامب وبعده بايدن، تلعب دوراً محورياً في تحريض العدو على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني والمسلمين عموماً.
خيارات تصعيدية أخرى سيتم اللجوء إليها
وأشار الحوثي إلى أن الخطوات العملية مثل قرار حظر الملاحة الإسرائيلية ليست سوى بداية، وأن هناك خيارات تصعيدية أخرى سيتم اللجوء إليها إذا استمرت إسرائيل في حصار غزة ومنع دخول المساعدات.
وأكد أن الخيارات كلها مطروحة على الطاولة، وأن الهدف الأساسي هو الضغط على العدو للتراجع عن سياساته العدوانية.
وعبر السيد الحوثي عن استغرابه من حالة الانفصام بين الواقع العربي والعالمي، حيث يتم تقديم دعم كبير لأوكرانيا بينما القضية الفلسطينية تواجه تجاهلاً شبه كامل.
كما ندد بالتوجه العربي نحو قضايا بعيدة عن هموم الأمة الإسلامية، بينما يتم التخلي عن القضية المركزية للأمة وهي فلسطين.
ودعا السيد الحوثي، في نهاية كلمته، كافة شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى عدم ربط مواقفهم بمواقف الأنظمة المتخاذلة، مؤكداً أن الوقوف مع الحق والعدل واجب إنساني وديني وأخلاقي.
وطالب بتوجيه كل الضغوط السياسية والإعلامية والجماهيرية نحو العدو الإسرائيلي وأمريكا كداعم رئيسي له، مشدداً على ضرورة أن يكون الموقف العربي والإسلامي أكثر صلابة وفعالية في مواجهة هذا العدوان المستمر.