في تحليلٍ لاذع، رأت مجلة “تايم” الأمريكية أن قرار إدارة ترامب تصنيف حركة “أنصار الله” اليمنية كـ “منظمة إرهابية أجنبية” يُمثل خطوةً استعراضية أكثر منه إستراتيجية فاعلة، مُؤكدةً أن تأثيره الفعلي على الحركة أو على الأرض في اليمن سيكون محدوداً، بينما قد يُفاقم التوترات الإقليمية ويُهدد الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي.
نقلت المجلة عن خبراء وصفوا القرار بأنه “محاولة من إدارة ترامب لتعزيز صورتها الداخلية عبر التمايز عن سلفها إدارة بايدن”، مشيرين إلى أن العقوبات المصاحبة للتصنيف لن تُضعف قدرات صنعاء العسكرية أو السياسية، بل قد تُعزز من حالة الغليان في المنطقة.
وأوضح نادر هاشمي، الأكاديمي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة جورج تاون، أن “التصنيف قد يُستخدم كذريعة لاستمرار الهجمات على السفن في البحر الأحمر، مما يُرفع تكاليف الشحن ويُجبر الشركات على تغيير مساراتها، وهو ما سيتحمل تكلفته المستهلكون في النهاية”.
من جهتها، حذرت أبريل لونجلي ألي، الخبيرة في شؤون اليمن، من أن الضغوط الاقتصادية الناتجة عن التصنيف قد تدفع اليمنيين إلى مزيد من التصعيد العسكري، مُشيرةً إلى أن “التهديدات الحوثية بالرد داخل اليمن وخارجه ليست جديدة، لكن الإجراءات الأمريكية قد تُسرع من وتيرتها”.
كما أشارت إلى مخاطر “الإفراط في الامتثال” للعقوبات من قبل القطاع الخاص اليمني والدول الراغبة في تجنب المشاكل مع الخزانة الأمريكية، مما قد يُعطل المساعدات الإنسانية التي يحتاجها 80% من السكان.
ويرى التقرير أن القرار الأمريكي يعكس فشلاً في فهم تعقيدات الصراع اليمني، حيث أن الحركة الحوثية متجذرة في البنية الاجتماعية والعسكرية للبلاد، وأن العقوبات لن تُغير من واقع أنصارها، بل ستُعمق الشعور بالvictimization وتُقوي خطابها المُعادِي للغرب. كما حذرت المجلة من أن تسييس الملف الإنساني سيعود بالضرر على المدنيين، الذين يدفعون ثمناً باهظاً لصراعٍ لا ناقة لهم فيه.
في المحصلة، يُظهر التقرير أن تصنيف “أنصار الله” إرهابياً ليس سوى حلقة في سلسلة المواقف الأمريكية المُتناقضة تجاه اليمن، حيث تُقدم واشنطن على خطواتٍ رمزية تُرضي اللوبي الصهيوني وحلفاءها الخليجيين، بينما تتجاهل التداعيات الكارثية على الاستقرار الإقليمي والاقتصاد العالمي.