خاص
من رحم الشهر المبارك حيث تتنزل الرحمات، تتنزل أيضاً صواعق الحق لتشق عتمة الوقت بأربع أيام للوسطاء ثم تقوم الساعة التي يلعن فيها نتنياهو اليوم الذي أحضرته بولندا إلى فلسطين.
حكيم اليمن السيد القائد يحاضر العالم بمقتضى المسؤولية الدينية والإيمانية، فرمضان ليس مجرد أيام، بل عهد يجدد ميثاق التقوى بين الأمة وخالقها، فكان إعلان ديني إيماني كالصاعقة تخترق ظلمات الصمت: “إن صوم الأجساد ليس كصوم الأرواح عن الظلم” فالأخيرة أقسى من صوم الأبدان، وإغلاق المعابر خطوة خطيرة جداً على مذبح الإيمان، ولا يمكن السكوت عليها، ولا التجاهل لها، ولا التغاضي عنها، بل “سنعطي مهلة أربعة أيام للوسطاء فيما يبذلونه من جهود لدخول المساعدات إلى غزة”.
أربع مهلات تنبض بنبضات الزمن الأخير، قبل أن تنقلب موازين الأرض والبحر، فإما أن تخرج غزة من أسر الحصار، أو تخرج أمة الأنصار إلى ميدان البحار، ونقابل الحصار بالحصار، ولسنا جمهوراً في مسرح الموت العنصري بل قادة المنتخب الأخلاقي في عام عقوبات الفيل وبيانات قمم الحمقى واللئام، وهي الصاعقة الثانية على رأس لائحة الإرهاب ليتسنى لراعي البقر شرب حقين قراراته المبتلة بغزارة الموقف اليماني الأصيل حنظلاً في بحرٍ مسجور.
وكلام الأقحاح واضح وليست عبارات، بل نص محوري في كتاب المحور المقاوم، في صفحة الشهر السادس عشر، في باب مراقبة الاتفاق، ومن يسرقون أرواح الأطفال والجياع في غزة، عليهم دفع تكاليف الحماقة بالعملة الصعبة والبسيطة والواضحة، “لا ملاحة صهيونية حتى فك الحصار”، كلمة عربية قح واضحة تماماً تخرج من أعماق قلب اليمن، وهذا هو لغز القوة والاقتدار “أن تكون الكلمة بلا تعقيد” كالنصل لايحتاج لتمهيد، كبساطة المياه التي ستبتلع سفن الكيان غير آبهةٍ بشهر الصيام، فالصيامُ من بعد أذان مدفع غزة حرام، إما أن تفتحوا الأبواب لغزة، أو تفتح أبواب الجحيم على سفن الكيان.
وبعد الأربعة أيام إن لم يفتح المعبر، سنلقي القلم في لجَّة البحر ليرضع من مداد أعماقه ما يخط به على موجة إذاعته ملحمة من أثمن البشارات، ويعلنها برج الحكمة عبدالله بثاً حياً على أثير العدالة “بشارة بشارة بشارة”: هنا كانت إمبراطورية القطب تنتخب كؤوس الظلم على أشلاء أبناء بني العرب، وكانت أمةٌ تضاجع الخوف على ضفاف الشطآنِ، حتى ذُخِّر البحر باليمن، وإيمانهم، بالمد والجزرِ، بكل تقواهم، “لا للاستفراد… لستم وحدكم”، وهكذا فُرضت المعادلة بصاعقتين كلتاهما حريق، إما الإذعان وفتح المعبر.
وبذلك يُعلن انتصار معادلة الحصار بالحصار لتبدأ كرة القطب الأرعن بالتدحرج إلى هاوية سقوط أوثان العولمة والنيوليبرالية، أو تنقضي أربعة أيام والخامسة إصبعاً في زناد البندقية لقنص رأس غرور القطب وإحضاره مضرجاً بالعدالة قبل اقتلاع أنيابه وتعليقها على رقبة اليمن، كما يعلق الصيادون أنياب الدببة والنمور في أعناقهم رمزية الشجاعة والإقدام، وتلك شهادة ميلاد العالم الجديد بقائدٍ كريم ضاقت بحميته البحار وأعلن حرباً مفتوحة بلا أسقف وضوابط على كل مفردات الظلم والجاهلية والإستكبار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحرر السياسي
المشهد اليمني الأول
8 رمضان 1446هـ
8 مارس 2025م