يستعد هواة الفلك حول العالم لمشاهدة حدثين سماويين بارزين خلال شهر مارس 2025، حيث يشهد الشهر خسوفاً كلياً للقمر يتبعه كسوفاً جزئياً للشمس، في ظاهرة نادرة تجمع بين جمال الطبيعة ودقة الحسابات الفلكية.
الخسوف الكلي للقمر: ليلة احتفال علمي وروحي
في ليلة الجمعة 14 مارس 2025، سيُحدث خسوف كلي للقمر يتزامن مع بدر شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ، حيث سيغطي ظل الأرض نحو 118% من سطح القمر، مما يمنحه لوناً نحاسياً مائلاً للاحمرار.
وسيكون هذا الخسوف مرئياً في مناطق واسعة من العالم، تشمل أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، والأمريكتين، والمحيطين الأطلسي والهادئ، بالإضافة إلى القطبين الشمالي والجنوبي. وتستمر مراحل الخسوف الكلي لمدة ست ساعات وثلاث دقائق، بينما تبلغ مدة مرحلتي الخسوف الجزئي ثلاث ساعات وثمانيًا وثلاثين دقيقة.
كسوف الشمس الجزئي: حدث يعقب الخسوف بسرعة
بعد أسبوعين بالضبط، في 29 مارس، سيشهد العالم كسوفاً جزئياً للشمس، يتزامن مع اقتران شهر شوال. سيُغطي قرص القمر نحو 94% من قرص الشمس عند ذروة الكسوف، الذي سيُرى في أوروبا، وشمال آسيا، وغرب أفريقيا، والأمريكتين الشمالية والجنوبية، والمحيط الأطلسي، والقطب الشمالي.
وتستمر مراحل الكسوف الجزئي لمدة ثلاث ساعات وثلاث وخمسين دقيقة، دون أن يُرى في مصر، بينما ستكون كندا وجرينلاند وأجزاء من أوروبا وآسيا أفضل المواقع لرصده.
قراءة علمية للظاهرتين: بين الظل والنور
يوضح الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، أن الخسوف الكلي للقمر يحدث عندما يعبر القمر خلال ظل الأرض بالكامل، مما يُكسبه لوناً أحمر بسبب انكسار أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي الأرضي.
ويؤكد أن الخسوف لا يحدث إلا في حالة البدر، بينما يرتبط الكسوف الجزئي للشمس بمرور القمر بين الأرض والشمس أثناء مرحلة المحاق، مما يؤدي إلى حجب جزء من قرص الشمس.
أهمية الظواهر الفلكية في تحديد الأشهر القمرية
وتُعد ظاهرتا الكسوف والخسوف أدوات دقيقة لتأكيد بدايات ونهايات الأشهر الهجرية، إذ يعكسان حركة القمر حول الأرض والأرض حول الشمس. فخسوف القمر يحدث في منتصف الشهر الهجري (البدر)، بينما يرتبط كسوف الشمس ببداية الشهر (المحاق). هذه الظواهر لا تُظهر فقط عجائب الكون، بل تُذكر البشرية بانسجامها مع القوانين الكونية التي تحكم حركات الأجرام السماوية.