أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، فشل مساعيها للتوصل إلى اتفاق مع حركة أنصار الله “الحوثيين”، في خطوة تعكس تعثر الجهود الدبلوماسية لاحتواء التصعيد المستمر في اليمن.
وجاء هذا الإعلان متزامناً مع دخول قرار تصنيف الحركة على لائحة الإرهاب حيز التنفيذ رسمياً، بعد أسابيع من التأجيل، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
وتأتي هذه الخطوة عقب اتصالات أجراها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيره العماني بدر البوسعيدي، الذي يلعب دور الوسيط الإقليمي بين صنعاء وأطراف النزاع الإقليميين والدوليين.
ووفقاً لمصادر أمريكية، تركزت المحادثات حول وقف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، إلا أن فشل التوصل إلى تسوية يشير إلى استمرار حالة الجمود السياسي بشأن ملفات الصراع.
ويبدو أن القرار الأمريكي جاء مدفوعاً بمخاوف من استئناف العمليات العسكرية اليمنية في ظل مؤشرات انهيار اتفاق غزة، الذي تعتبره صنعاء شرطاً أساسياً لخفض التصعيد.
وتسعى واشنطن من خلال هذه الخطوة إلى استخدام استراتيجية الضغوط القصوى، في محاولة لتحقيق أهداف محدودة، لكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل تعنت الأطراف المتنازعة.
من جانبها، أكدت صنعاء أن القرار الأمريكي يغلق بشكل رسمي باب السلام، حيث أوضح عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، محمد البخيتي، أن القرار يلزم “عملاء أمريكا”، في إشارة إلى القوى اليمنية الموالية لها جنوب البلاد، بوقف أي تواصل مع صنعاء.
وأشار البخيتي، في تغريدة على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن الشعب اليمني أصبح أمام خيار وحيد هو التحرك العسكري لتحرير كل شبر من أراضيه، في إشارة واضحة إلى استئناف الحرب.
وكانت الخارجية الأمريكية قد سبقت قرارها الأخير بإدراج قيادات بارزة في حركة أنصار الله، على رأسهم رئيس وفد المفاوضات محمد عبدالسلام، على لائحة العقوبات الدولية.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لإغلاق ملف السلام رسمياً في اليمن، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني في البلاد، ويفتح الباب أمام تصعيد عسكري جديد قد يعيد رسم ملامح الصراع في المنطقة.