المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    مأرب على صفيح ساخن.. معارك الحسم تطرق أبواب التحالف

    عادت المواجهات العسكرية، اليوم الثلاثاء، إلى صدارة المشهد في...

    القوات اليمنية تسقط طائرة أمريكية نوع (MQ9) وتؤكد استعدادها لأي تطورات قادمة

    أعلنت القوات اليمنية، مساء اليوم الثلاثاء، إسقاط طائرة أمريكية...

    أجواء باردة وأمطار متفرقة على أجزاء من السواحل الشمالية الغربية

    توّقع المركز الوطني للأرصاد أجواء صحوة وباردة نسبيًا بالمرتفعات...

    رسالة اليمن للقمة العربية: فلسطين قضية الأمة المركزية ومواجهة التطبيع خيار لا مفر منه

    وجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، رسالة إلى القمة العربية المنعقدة في القاهرة، حملت في طياتها تحذيراً واضحاً من المخاطر المحدقة بالأمة العربية جراء استمرار التطبيع مع الكيان الصهيوني والتخاذل أمام مشاريع الهيمنة الأمريكية. جاءت هذه الرسالة في ظل وضع إقليمي خطير يفرض على القادة العرب اتخاذ مواقف حازمة تجاه القضية الفلسطينية والتهديدات التي تتعرض لها المنطقة.

    في مستهل رسالته، أشار الرئيس المشاط إلى أن القمة تعقد في ظل وضع استثنائي يتطلب وعياً عميقاً بالتحديات التي تواجه الأمة. وأكد أن المشاريع والمخططات التي يعلنها الأمريكي والصهيوني ضد الدول العربية، بدءاً من “جريمة القرن” التي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى محاولات فرض هذه الخيارات على بعض الدول، ليست سوى نتيجة للموقف العربي المتخاذل الذي شجع الغزاة على التمادي في عدوانهم.

    وشدد المشاط على أن العدو الإسرائيلي وأسياده الأمريكيين، الذين خرجوا من غزة مهزومين بعد 15 شهراً من الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية، لن يتمكنوا من تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه عسكرياً عبر السياسة والصفقات المشبوهة. كما أكد أن الاتفاقيات السابقة، مثل كامب ديفيد وأوسلو، لم تكن سوى أوهام وسراب، ولم تفضِ إلى أي نتيجة حقيقية، لأن الكيان الصهيوني “كما وصفه الله سبحانه وتعالى” لا يحترم العهود ويستمر في نقضها.

    فلسطين: القضية المركزية للأمة

    وأكد المشاط أن فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني فقط، بل هي القضية المركزية التي تتمحور حولها كل قضايا الأمة، وهي قضية كل عربي ومسلم وكل جيل. وفي هذا السياق، جدد موقف اليمن الثابت والمبدئي بمساندة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، سواء في غزة أو لبنان أو أي منطقة عربية مستهدفة من قبل الكيان الغاصب. وأشار إلى أن الخيار الوحيد الذي أثبت فاعليته هو الجهاد والمقاومة، مؤكداً أن الانسحابات الإسرائيلية المهينة من غزة وجنوب لبنان لم تتحقق إلا بالقوة وليس عبر البيانات والمؤتمرات.

    ودعا الرئيس المشاط إلى رفض أي قرار يسعى للاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الضفة الغربية، مؤكداً أن المرحلة تتطلب عملاً جاداً لكسر الحصار المفروض على غزة وإعادة إعمارها بأسرع وقت ممكن. كما طالب بدعم الشعب الفلسطيني بالمساعدات اللازمة لمواجهة خطط التهجير القسري، وعدم التعويل على قرارات الأمم المتحدة أو وعود الوسيط الأمريكي المنحاز.

    وفي إطار التضامن العربي، أكد المشاط على أهمية تفعيل مبدأ الدفاع العربي المشترك في الجامعة العربية، وإيقاف التطبيع مع الكيان الصهيوني بشكل كامل. دعا إلى سحب الاعتراف بهذا الكيان المجرم، وطرد سفرائه وممثلياته، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية وقطع الإمدادات البترولية عنه. كما أكد على ضرورة توسيع التضامن العربي لدعم الدول المستهدفة، وعلى رأسها فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر والسعودية.

    وشدد المشاط على أن مواجهة المخططات التوسعية الأمريكية والإسرائيلية لن تكون إلا من خلال الوحدة العربية والتعاون بين الدول العربية لحل الأزمات والخلافات الداخلية. دعا إلى إنهاء الاحتلال الأمريكي في سوريا والعراق، ودعم كل الدول المستهدفة بكل الوسائل الممكنة، مؤكداً أن الشعارات والتصريحات وحدها لن تكون كافية لمواجهة هذه التحديات.

    في ختام رسالته، أكد المشاط على حق الشعب اللبناني في استخدام كل الوسائل المتاحة لطرد الاحتلال الإسرائيلي من القرى اللبنانية المحتلة، مطالباً بسرعة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية.

    تمثل رسالة الرئيس المشاط نداءً عاجلاً للقادة العرب لتحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه القضية الفلسطينية والمخاطر المحدقة بالأمة. فالوقت ليس وقت بيانات أو تصريحات، بل وقت عمل جاد وتحرك شامل لحماية الأرض العربية والكرامة الإنسانية.

    spot_imgspot_img