المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    مسلسل “معاوية بن أبي سفيان”: بين وحدة المقاومة والانقسام المفتعل

    أحدث مسلسل "معاوية بن أبي سفيان" جدلًا واسعًا قبل...

    صنعاء تفتتح أول مركز لإيواء المشردين (المرضى النفسيين)

    افتتحت صنعاء، اليوم الأحد، مركز الإحسان لرعاية وإيواء المتشردين...

    من زيلينسكي الى مؤتمر القمة القادم!

    “المتغطي بالأمريكان عريان”، أعلنها متأخرا الرئيس حسني مبارك، وفعلها...

    واشنطن تستنفر قواتها في الشرق الأوسط: هل تلوح معركة “الكبرى” في الأفق؟

    رفعت الولايات المتحدة من مستوى التأهب القصوى لقواتها المنتشرة في الشرق الأوسط، وسط ترقب تصعيد محتمل يشمل عدة دول عربية وإسلامية. هذه الخطوة الاستراتيجية تأتي بالتزامن مع تصاعد التوترات بين الاحتلال الإسرائيلي وقوى المقاومة في المنطقة، خاصة مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى من اتفاق غزة وتهديدات نتنياهو باستئناف العدوان على القطاع.

    ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مقاطع فيديو تُظهر مناورات لقاذفات استراتيجية من طراز “بي-52″، والتي أجرتها في منطقة عمليات القيادة المركزية للقوات الأمريكية بالخليج. رغم أن البنتاغون لم يحدد موقع المناورات بدقة، إلا أنها تشير إلى استعدادات أمريكية مكثفة لمواجهة أي سيناريو قد يتطور في المنطقة.

    وتتزامن هذه الاستعراضات مع تقارير إعلامية أمريكية تتحدث عن قرار الرئيس دونالد ترامب رفع القيود على القيادات العسكرية لاستهداف قيادات فصائل عراقية محسوبة على إيران، ما ينذر بتصعيد جديد في العراق.

    إيران والعراق واليمن: حلقات متداخلة في دائرة التصعيد

    الخطوات الأمريكية الجديدة لا تتوقف عند حدود العراق، بل تمتد إلى إيران واليمن، حيث تعمل واشنطن على إعادة تفعيل الفصائل الموالية لها في الساحل الغربي اليمني. كما تعكس هذه التحركات مخاوف الإدارة الأمريكية من تبعات عودة التصعيد الصهيوني في فلسطين، وما قد يترتب عليه من مواجهات كبرى تشمل دولًا عربية وإسلامية.

    وكانت المقاومة العراقية خلال أشهر “طوفان الأقصى” قد شكلت جبهة قوية داعمة لغزة، حيث لم تقتصر عملياتها على استهداف القواعد الأمريكية فقط، بل طالت أيضًا المدن المحتلة في فلسطين.

    غزة ليست الوحيدة

    في الأثناء، يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يستعد لسيناريو معركة فاصلة في الأراضي الفلسطينية، مدفوعًا بدعم أمريكي واضح. رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يجري مشاورات مكثفة مع مجلسه الأمني المصغر لبحث استئناف العدوان على غزة، بعد فشل مفاوضات القاهرة في تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.

    ويبدو أن نتنياهو، تحت ضغط اليمين المتطرف، يتجه نحو تصعيد عسكري جديد لتجنب انهيار حكومته، وهو ما يتماشى مع خطط الإدارة الأمريكية التي وافقت مؤخرًا على صفقة أسلحة جديدة للاحتلال بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

    لكن التصعيد لن يقتصر على غزة، إذ أعلن الاحتلال عن خطط لتهويد القدس عبر مشروع “مدينة القدس الكبرى”، الذي يهدف إلى سحب إدارة الأقصى من هيئة الأوقاف الفلسطينية. كما يواصل الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية إلى الضفة الغربية، حيث ينفذ سياسات تهجير قسرية ضد الفلسطينيين، ضمن خطط جديدة لتغيير التركيبة السكانية في المناطق الشمالية.

    خطة ترامب: فرض الأمر الواقع بالقوة

    عودة التصعيد العسكري تشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد بدأت في تنفيذ خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، بعد أن باءت المحاولات الدبلوماسية بالفشل. وعلى الرغم من الجهود المصرية لطرح خطة بديلة، إلا أن واشنطن والاحتلال الإسرائيلي يرفضان أي حلول لا تتوافق مع أجندتهما. هذا النهج يعزز من احتمالية تحويل خطة ترامب إلى أمر واقع، مما يفرض على كل الأطراف التعامل مع التداعيات الوشيكة.

    التطورات الحالية تعكس تصعيدًا استراتيجيًا واسع النطاق، حيث تسعى الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي إلى استباق أي تحركات قد تعيق تحقيق أهدافهما في المنطقة. ومع ذلك، فإن أي مواجهة عسكرية كبيرة قد تؤدي إلى انفجار شامل يتجاوز حدود فلسطين، ليشمل العراق وإيران واليمن، مما يجعل المنطقة بأسرها على حافة مواجهة غير مسبوقة.

    في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبدو أن العالم يقف أمام لحظة فاصلة قد تعيد رسم خريطة الصراع في الشرق الأوسط، حيث ستكون الكلمة الأخيرة للمقاومة الشعبية التي تتحدى القوى الكبرى بصمودها وإرادتها.

    spot_imgspot_img