المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    يوم خرج شعب النور لمواراة الشمس

    قبل بزوغ الفجر، خرجوا كالشمس من رحم الليل، أفواجًا...

    رغم عمليات القمع.. مظاهرات عدن تتواصل في وجه قوى التحالف “فيديو”

    شهدت مدينة عدن الخاضعة لسيطرة التحالف اليوم الاثنين وقفة...

    بدء صرف الإعاشة لأبناء الشهداء والمفقودين لشهر فبراير بمبلغ مليار و155 مليون ريال

    بدأت الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء اليوم صرف الإعاشة...

    أكبر سرقة رقمية.. “هاكرز” يسرقون 1.5 مليار دولار من بورصة “بايبت”

    منصة "Bybit" تناشد "أذكى العقول" في مجال الأمن السيبراني...

    موقع أمريكي يكشف تشغيل الإمارات لمطار “غامض” في سقطرى

    كشف موقع أمريكي مختص بالشؤون البحرية، أن الاحتلال الإماراتي...

    سيلًا هادرًا كان … عجائبَ رأوا

    حربٌ شعواء شُنَّت، حصارٌ مورِسَ، شركاتُ طيرانٍ ألغت رحلاتها، شركاتٌ أغرت موظفيها، وأخرى هددتهم بالفصل وبالعقوبات، حرب إعلاميةً خيضت استُعملت فيها أنواع الأسلحة كافة، ولم توفر الطقس كسلاح كيميائي.

    رغم كل هذا، جحافلُ زحفت من كل حدب وصوب، متلحفةً الثلج رداءً، مستبقةً الحدث بليلةٍ لتجتمع في ضاحيةِ العِزة التي لم تنم، وتوجهت فجراً إلى مكان التشييع.

    سيلاً هادراً كانوا. ملؤوا المدرجات والباحات وكل الشوارع المؤدية. أطفالٌ، ونساءٌ، وشبانٌ وشيوخٌ، يحملون العلم اللبناني وعلم المقاومة هاتفين لبيك يا نصر الله. وفودّ شعبية ورسمية تقاطرت من عشرات الدول.
    رجالُ دينٍ من كل الطوائف، سياسيون ودبلوماسيون.

    سيلاً هادراً كان هذا التشييع المهيب الذي أظهر مدى قيمة هذا الشهيد الأسمى في قلوب ووجدان محبيه في الداخل وفي الخارج. كما أظهر تأييد جمهور المقاومة لنهجها وثباته على عهد الشهيد.

    في الخارج وفي الداخل، راهنوا على انتهاء المقاومة، وعلى أن “إسرائيل” قضت عليها، وأن أثماناً في السياسة ستدفعها، وأن قوتها أصبحت من الماضي.

    كُثرٌ لبسوا ربطات عنقٍ للمشاركة في دفن المقاومة، ليُصدموا اليوم بحجم مؤيديها ومحبيها وبقدرتها.

    خافوه حتى في حفل تشييعه، فأطلقوا العنان لأبواقهم لتتقيأ كل ما في جوفها من قذارات، علهم يشوهون صورة الشهيد الذي يعلم في سره القاصي والداني أنه أنبل وأطهر وأنقى وأشرف وأصدق وأرقى وأوفى وأشجع وأقوى رجل في العالم، وأنه فضح خنوعهم وتزلفهم وعمالتهم جميعاً، لذلك لحقوا به إلى لحده.

    طائرات “إسرائيلية” مرت مرتين على علوٍ منخفض فوق مكان التشييع في عاصمة لبنان بيروت، معتقدة أنها سترهب المحتشدين الذين فور مرورها هتفوا بحناجر صادحة ”الموت لإسرائيل”.

    لا استنكار ولا تعليق من أحد في لبنان على هذا الخرق الفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار ولسيادة لبنان.

    مدعو السيادة ابتلعوا ألسنتهم التي كانت تلعلع صبحاً ظهراً و مساءً. أين السيادة والسياديين؟

    لن أتحدث عن الأرقام، لكن السيل الهادر الجارف يتحدث عن نفسه ولا حاجة لإحصاءات.

    تضخيمٌ مقصودٌ ليلاً عن عدد القادمين من الدول العربية بغرض إيهام الرأي العام بأن هذه الحشود كلها من هؤلاء وأن اللبنانيين كانوا قلة.

    يكذبون ويكذبون ويكذبون حتى باتوا يصدقون أكاذيبهم.

    لا أحد يستطيع القضاء على المقاومة. المقاومة هي حق مشروع لكل مضطهد ولكل من تُحتل أرضه. هذا حق أخلاقي وشرعي وقانوني.

    اليوم كانت رسالة للداخل والخارج أن المقاومة باقية. مهما فعلتم فهي باقية.
    ــــ
    منير شحادة – العهد الأخباري

    spot_imgspot_img