في حوار خاص مع قناة “المسيرة”، تحدث جواد نصر الله، نجل شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله، عن الإرث الكبير الذي تركه والده كرمز للجهاد والنضال والإنسانية. وأكد جواد أن السيد حسن كان ينظر إلى الشعب اليمني والسيد عبد الملك الحوثي بعين التقدير والاحترام، معتبراً دعمه لليمن من أكثر الأمور التي كان يفتخر بها. وأشار إلى أن والده كان يتابع التطورات في اليمن عن كثب، حيث رأى في الشعب اليمني نموذجاً فريداً للمقاومة لم يقتصر فقط على تطوير السلاح بل تميز بالصمود والإرادة الفولاذية التي أظهرها اليمنيون في مواجهة العدوان.
جاءت شهادة جواد نصر الله لتسلط الضوء على الإرث العظيم الذي تركه السيد حسن نصر الله، الذي امتد ليشمل الجهاد العقائدي والنضال السياسي والعمل الإنساني. وقال جواد إن والده استشهد وهو في أعز وأشرف قضية، مؤكداً أن دماء الشهداء القادة ستكون دافعاً لتحقيق انتصارات أكبر في المستقبل، خاصة مع التحولات الإيجابية التي تشهدها المنطقة.
تحدث جواد عن بدايات والده في المقاومة، حيث نشأ السيد حسن نصر الله في بيئة شهدت القتل والاحتلال والدمار على أيدي العدو الصهيوني. ومع انتصار الثورة الإسلامية في إيران، بدأ السيد حسن مع رفاقه تحت قيادة السيد الشهيد عباس الموسوي بتأسيس النواة الأولى للمقاومة التي انطلقت من بعلبك نحو الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية. وأوضح جواد أن والده كان يؤمن بأن العمل الجهادي ينبثق من عقيدة راسخة، وأن الانطلاقة كانت تستند إلى البعد العقائدي والفكري، مما ساهم في بناء مجتمع قوي قادر على تحقيق الانتصارات الكبرى.
أشار جواد إلى أن الجنوب اللبناني كان دائماً في قلب الصراع، متأثراً بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. وأوضح أن الاحتلال حاول تشويه صورة المقاومين الأحرار عبر تصويرهم كقطاع طرق أو متمردين، بينما كانوا في الحقيقة طلاب حرية. وأكد أن ثقافة المقاومة ترسخت بشكل أكبر مع الإمام موسى الصدر، الذي ركز على الوعي والتعبئة الشعبية إلى جانب الدعم العسكري.
كشف جواد عن الجانب الشخصي لوالده، حيث كان يؤمن بأن الأفعال أبلغ من الأقوال. وكان السيد حسن نموذجاً للتواضع وحب العائلة واحترام الوالدين، وربى أبناءه على الارتباط بالله وتحمل مسؤولية خياراتهم. كما أكد جواد أن والده كان حريصاً على احترام خصوصيات الآخرين وعدم نقل الكلام الذي قد يؤذيهم. وأشار إلى أن والده كان محباً للعلم والعلماء، وكان حريصاً على زيارتهم وتوقيرهم، وهو ما انعكس في شخصيته القيادية التي جمعت بين الروحانية والبصيرة السياسية.
أكد جواد أن السيد حسن نصر الله كان يتمتع بكاريزما خطابية لافتة منذ صغره، حيث صعد المنبر لأول مرة في سن السادسة عشرة، وتميز ببلاغته وفصاحته التي كانت محل إعجاب الجميع. ورغم مرور العقود، بقي على ذات النهج في خط تصاعدي من التواضع والالتزام بالقيم الأخلاقية والروحية. ومن بين أبرز المواقف السياسية التي تطرق إليها جواد، أكد أن والده كان يرى في أمريكا قوة ليست فوق الطبيعة، وحث الجميع على عدم الخشية منها. وأشار إلى أن السيد حسن نصر الله كان يؤمن بأن هزيمة إسرائيل تتم بالنقاط وليس بالضربة القاضية، وهو ما انعكس في تعامله مع المعارك الأخيرة، خاصة في سياق عملية “طوفان الأقصى”.
اختتم جواد حديثه بالإشارة إلى أن السيد حسن نصر الله استشهد وهو في ساحة مواجهة، نال أجمل ختام. وأكد أن دماء الشهداء ستكون دافعاً لتحقيق انتصارات أكبر، معبراً عن ثقته بأن المقاومة ستستمر في تحقيق الإنجازات بفضل الإرث الكبير الذي تركه والده، الذي سيظل رمزاً خالداً في وجدان الأمة الإسلامية والعربية.