المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    مجاهدي القسام يرفعون صور مفتي عمان خلال تسليم جثامين الصهاينة في غزة

    رفع مجاهدين من “كتائب القسام”، الجناح العسكري للمقاومة الاسلامية...

    زياد النخالة: نقدر بطولات اخواننا في اليمن

    أعرب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد...

    في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين نصر الله واليمن

    يحتل حزب الله وأمينه العام الشهيد السيد حسن نصر...

    بصمت.. أمريكا تستولي على نفط حضرموت

    بالتوازي مع وصول قوات أميركية إلى محافظة المهرة شرقي...

    وجبة “سحاوق وزبادي” بـ 6 آلاف ريال.. معاناة المواطن في الجنوب بانهيار العملة وغلاء فاحش يفوق طاقة التحمل

    باتت الحياة اليومية للمواطنين في مناطق سيطرة حكومة المرتزقة جنوب وشرق وغرب اليمن، شبيهة بجحيم لا يُطاق، حيث تتفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية بشكل غير مسبوق.

    الانهيار التاريخي للعملة المحلية، وتوقف المرتبات، وغياب الخدمات الأساسية، أغرق ملايين اليمنيين في دوامة الفقر والجوع، مما يهدد بكارثة إنسانية قد تنهي حياة الملايين.

    انهيار تاريخي للعملة في عدن

    في مدينة عدن، مركز سلطة المرتزقة الموالية للتحالف، شهد الريال اليمني انهيارًا كارثيًا خلال الأيام الأخيرة، حيث بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 2361 ريالًا في التعاملات غير الرسمية، وهو أدنى مستوى له على الإطلاق. هذا الانهيار لم يكن مجرد رقم اقتصادي، بل أصبح واقعًا مريرًا يعيشه المواطنون يوميًا، حيث فقدت العملة قيمتها الشرائية بشكل كامل، وأصبح توفير لقمة العيش تحديًا يوميًا مستحيلاً.

    وجبة “سحاوق وزبادي” بـ 6 آلاف ريال: قصة معاناة يومية

    في مشهد يعكس واقع الغلاء الفاحش، نشر مواطن من تعز تكاليف وجبة غذائية بسيطة لم تكن لتتجاوز في الماضي بضع مئات من الريالات. الوجبة التي تألفت من زبادي صغير، وسحاوق الطماطم والفلفل، بالإضافة إلى رغيف خبز، بلغت تكلفتها 6300 ريال.

    وتوزعت التكاليف بين 2100 ريال لزجاجة الزبادي الصغيرة، و1700 ريال لتكاليف السحاوق، و2500 ريال للرغيف. ومع ذلك، أكد المواطن أن هذه الوجبة لم تسد جوعه وعائلته، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الناس.

    هذه القصة ليست استثناء، بل هي جزء من الواقع اليومي الذي يعيشه ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة التحالف، حيث أصبح الحصول على الغذاء الأساسي ضربًا من المستحيل بالنسبة للكثيرين. الغلاء الفاحش، وتدهور القدرة الشرائية، وغياب أي مصدر دخل ثابت، حوّل حياة المواطنين إلى كابوس مستمر.

    انهيار الخدمات وغياب المرتبات

    إلى جانب الانهيار الاقتصادي، توقفت المرتبات في معظم القطاعات الحكومية، مما زاد من معاناة الموظفين وأسرهم الذين يعتمدون على هذه الرواتب كمصدر رئيسي للدخل. كما تشهد المحافظات الجنوبية تدهورًا كارثيًا في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، حيث يعيش السكان في ظلام دائم ويعانون من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب. هذه الأوضاع المتدهورة تجعل الحياة اليومية شبه مستحيلة، وتدفع السكان نحو حافة اليأس.

    استقرار العملة في صنعاء: تباين واضح

    على النقيض من الانهيار الكارثي في عدن والمناطق الجنوبية، أعلنت السلطات في صنعاء استقرارًا تامًا للعملة المحلية، حيث حافظ البنك المركزي على أسعار صرف العملات الأجنبية عند مستويات مستقرة.

    ووفقًا للبيانات الرسمية، بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 530.50 ريالًا، بينما استقر الريال السعودي عند 140 ريالًا. هذا الاستقرار النسبي في صنعاء يعكس الفجوة الكبيرة بين إدارة الأزمات في الشمال والجنوب، ويبرز مدى التخبط والإخفاق في مناطق سيطرة التحالف.

    احتجاجات شعبية وسياسات قمعية

    وسط هذا الانهيار الاقتصادي والمعيشي، خرج المواطنون في عدة محافظات جنوبية إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم الأساسية، بما في ذلك صرف المرتبات وتحسين الخدمات العامة. ومع ذلك، وبدلاً من الاستجابة لمطالبهم، لجأت السلطات إلى سياسات القمع والاعتقالات، مما زاد من حالة الاحتقان الشعبي وأثار مزيدًا من التوترات في المنطقة.

    الأوضاع في الجنوب تسير نحو مزيد من التصعيد، مع استمرار الانهيار الاقتصادي وغياب أي حلول عملية من قبل السلطات الموالية للتحالف. المواطنون هناك يواجهون كارثة مجاعة حقيقية، حيث أصبحت حتى أبسط الوجبات الغذائية بعيدة عن متناولهم. ومع استمرار غياب الخدمات الأساسية وارتفاع معدلات البطالة، يبدو أن المستقبل يحمل في طياته مزيدًا من المعاناة والتحديات التي قد تؤدي إلى انهيار كامل للبنية الاجتماعية والاقتصادية في هذه المناطق.

    ختامًا، معاناة المواطن اليمني في الجنوب ليست مجرد أزمة اقتصادية، بل هي كارثة إنسانية شاملة تهدد حياة الملايين. الانهيار الكامل للعملة، وغياب المرتبات، وتدهور الخدمات، كلها عوامل ترسم صورة قاتمة لمستقبل المنطقة. وبينما يحاول المواطنون التكيف مع هذا الواقع المرير، تبقى الحاجة ماسة إلى تدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

    spot_imgspot_img