كشفت صحيفة “فورين أفيرز” الأمريكية عن معركة مرتقبة في محافظة حضرموت، إحدى أغنى مناطق اليمن بالنفط والموارد الطبيعية، حيث تتصاعد وتيرة الاحتقان بين الفصائل الموالية للسعودية وتلك المدعومة من الإمارات.
وفي تقرير بعنوان “الخلل القاتل في الشرق الأوسط”، ركزت المجلة على الخلافات المتزايدة بين الطرفين وتأثيرها على استقرار اليمن، محذرة من أن البلاد تتجه نحو سيناريو مشابه للوضع في ليبيا، حيث تنقسم السلطات وتتفاقم الفوضى.
وتشهد حضرموت تصاعداً في التوتر بين “حلف قبائل حضرموت”، المقرب من السعودية، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً. هذا التوتر بلغ ذروته مع قرار الحلف قطع إمدادات الوقود عن عدن، المعقل الرئيسي للانتقالي، ما أدى إلى انفجار شعبي في عدن ولحج وأبين بسبب انقطاع الكهرباء وسط موجة حر شديدة. هذه الخطوة زادت من الغضب الشعبي ضد المجلس الانتقالي، وكشفت عن هشاشة التحالف السعودي-الإماراتي في اليمن.
في غضون ذلك، برزت الولايات المتحدة كلاعب رئيسي في المشهد اليمني، حيث كثف السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، لقاءاته مع قيادات الفصائل المختلفة في حضرموت.
يأتي هذا التحرك بالتزامن مع تقارير عن نشر قوات أمريكية في المنطقة، في خطوة تشير إلى رغبة واشنطن في تعزيز نفوذها والاستفادة من الثروات الطبيعية التي تزخر بها المحافظة. هذا التحرك يعكس أطماع القوى الغربية في استغلال الصراعات المحلية لتحقيق مكاسب استراتيجية.
التقرير يحذر من أن الانقسامات بين الفصائل الموالية للسعودية والإمارات قد تقود اليمن إلى المزيد من الفوضى والانهيار، خاصة مع تصاعد التنافس الإقليمي والدولي على الموارد الطبيعية. كما أن الصراع في حضرموت له تداعيات إنسانية خطيرة، حيث يعاني السكان المحليون من نقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والوقود، نتيجة للتوترات السياسية والعسكرية.
تحركات الولايات المتحدة في حضرموت تعكس رغبتها في لعب دور الوسيط بين السعودية والإمارات، لكنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات حول مدى التزام واشنطن بإنهاء الصراع في اليمن، أم أنها تسعى فقط لتعزيز نفوذها في المنطقة على حساب استقرار اليمن وشعبه. وبينما تستمر الأطراف الإقليمية والدولية في استغلال معاناة الشعب اليمني لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، يبقى السؤال حول مستقبل اليمن وسط هذه الصراعات المتشابكة.