تشهد مدينة عدن وبقية المناطق المحتلة تصاعداً في وتيرة الاحتجاجات الشعبية، التي تندد بتدهور الأوضاع المعيشية وتردي الخدمات الأساسية، في ظل سياسات القمع والاعتقالات التعسفية التي تنتهجها مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.
ورغم الانتشار الأمني الكثيف الذي شهدته المدينة أمس، خرجت مسيرات جماهيرية غاضبة في مختلف المناطق، مطالبة برحيل المحتلين ومرتزقتهم الذين أوصلوا البلاد إلى حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي.
وقد بلغت معاناة المواطنين ذروتها مع انهيار غير مسبوق للعملة المحلية، حيث تجاوز سعر الدولار الأمريكي حاجز 2300 ريال، والسعودي 630 ريالاً، مما فاقم الأوضاع المعيشية وأثقل كاهل السكان الذين يعانون من ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية ونقص الخدمات الحيوية.
هذه الأوضاع دفعت الآلاف إلى النزول إلى الشوارع، مطالبين بوضع حد للفساد وإنهاء الاحتلال الذي يعتبرونه السبب الرئيسي لهذه الأزمات.
وفي إطار محاولاتها لقمع التحركات الشعبية، شنت مليشيات المجلس الانتقالي حملة قمعية واسعة النطاق في مديرية المنصورة، استخدمت خلالها القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين السلميين، ونفذت اعتقالات طالت عدداً من المحتجين.
وأفادت مصادر محلية بأن الأطقم العسكرية انتشرت بكثافة في شوارع المديرية، مستخدمة أساليب ترهيبية ضد المدنيين، في خطوة وصفها ناشطون بأنها محاولة لإخماد الغضب الشعبي المتزايد.
إلا أن هذه الإجراءات القمعية لم تثني المحتجين عن الاستمرار في تحركاتهم السلمية، حيث أكد المتظاهرون عزمهم على مواصلة احتجاجاتهم حتى تحقيق كافة مطالبهم المشروعة. وأشاروا إلى أن حقهم في التعبير عن آرائهم بحرية يمثل ركيزة أساسية لنضالهم، محذرين في الوقت ذاته من أي محاولات لاستخدام العنف ضد المدنيين أو التضييق على حرية التعبير.
وفي هذا السياق، طالب المتظاهرون بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الذين تم توقيفهم لمجرد مشاركتهم في المسيرات السلمية، مؤكدين أن هذه الممارسات التعسفية لن تزيد الشعب إلا إصراراً على مواصلة نضاله حتى تحقيق العدالة واستعادة الحقوق المسلوبة.
وسط هذه الأجواء المشحونة، يبدو أن الوضع في عدن يتجه نحو مزيد من التوتر، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي وتمسك المحتجين بمطالبهم، بينما تستمر المليشيات في اتباع سياسات القمع والإرهاب لمواجهة التحركات الجماهيرية.
وبينما تتسع دائرة الاحتجاجات، تشير التطورات إلى أن الأوضاع قد تشهد تحولات كبيرة إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الأزمات المستفحلة والاستجابة لمطالب الشعب.