في خطابٍ مفصّلٍ ألقاه قائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي في 14 شعبان 1446هـ، تم التأكيد على الموقف اليمني الثابت تجاه القضية الفلسطينية والتصعيد الأمريكي-الإسرائيلي في المنطقة. جاء الخطاب في ظل تهديدات أمريكية-إسرائيلية جديدة بمواصلة العدوان على قطاع غزة، حيث أكد الحوثي على استعداد اليمن للتدخل العسكري حال حدوث أي انتهاكات أو تصعيد.
وشدد الحوثي على رفض التبادل غير المتكافئ للأسرى، مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية لن تفرط في أوراق القوة التي تمتلكها. وأشار إلى أن أي محاولة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين دون إتمام تبادل عادل ستُرفض، مما يعكس استراتيجية المقاومة في استخدام الأسرى كأداة تفاوضية لتحقيق مكاسب سياسية وإنسانية.
كما حذّر من أن أي تصعيد أمريكي-إسرائيلي سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، مؤكدًا أن اليمن لن تتردد في التدخل عسكريًا لدعم الشعب الفلسطيني. يأتي هذا التحذير في إطار استراتيجية اليمن لردع أي عدوان جديد على غزة.
ودعا الحوثي إلى موقف عربي وإسلامي قوي وصريح في مواجهة “لغة الطغيان” الأمريكية والإسرائيلية، معتبرًا أن الذلة أمام هذه القوى تتنافى مع العزة الإيمانية التي يتمتع بها الشعب اليمني.
وأعلن أن القوات المسلحة اليمنية ستكون على أهبة الاستعداد للتدخل العسكري في حال تنفيذ التهديدات الأمريكية-الإسرائيلية، مؤكدًا أن اليمن ستستهدف العدو الإسرائيلي والأمريكي معًا في حال استمرار العدوان.
ودعا الحوثي الشعب اليمني إلى الخروج في مظاهرات مليونية لتوجيه رسالة تحذيرية قوية للعدو الإسرائيلي والأمريكي، مؤكدًا أن الشعب اليمني لن يتوانى عن دعم الشعب الفلسطيني في كل المجالات، بما في ذلك الخيار العسكري. وأكد أيضًا على التنسيق المستمر مع إخوة المقاومة في فلسطين ومحور المقاومة الإقليمي، مشددًا على أن اليمن لن تترك الشعب الفلسطيني وحيدًا في مواجهة العدوان.
على الصعيد السياسي
ويعكس الخطاب استراتيجية اليمن في تعزيز دورها كفاعل رئيسي في محور المقاومة، حيث تُعيد تأكيد التزامها الكامل بدعم القضية الفلسطينية. كما تُظهر الدعوة إلى موقف عربي وإسلامي موحد محاولة اليمن لتعزيز التضامن الإقليمي في مواجهة التهديدات الأمريكية-الإسرائيلية.
ويرسل الخطاب رسالة سياسية قوية إلى المجتمع الدولي مفادها أن اليمن لن تتردد في اتخاذ إجراءات عسكرية في حال استمرار العدوان على غزة.
أما على الصعيد العسكري
فإن التأكيد على الاستعداد العسكري للتدخل يُظهر أن اليمن تمتلك خطة استراتيجية لمواجهة أي تصعيد، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
ويعكس التهديد باستهداف العدو الإسرائيلي والأمريكي معًا تطور القدرات العسكرية اليمنية وقدرتها على خلق ردع استراتيجي.
ويشير التنسيق مع محور المقاومة إلى تعاون عسكري واستخباراتي مع فصائل المقاومة في فلسطين وحلفاء إقليميين آخرين.
في الختام
يؤكد الخطاب أن اليمن تُعتبر لاعبًا رئيسيًا في محور المقاومة، مع قدرة عسكرية وسياسية على التأثير في الأحداث الإقليمية. وتشير التهديدات الأمريكية-الإسرائيلية إلى احتمالية تصعيد عسكري واسع في المنطقة، خاصة مع استعداد اليمن للتدخل. يعكس الموقف اليمني إستراتيجية طويلة الأمد لدعم القضية الفلسطينية ومواجهة الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية.
على القوى الإقليمية والدولية أخذ التهديدات اليمنية على محمل الجد، حيث أن أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة. ويجب تعزيز التضامن العربي والإسلامي لدعم الشعب الفلسطيني ومواجهة العدوان، وعلى المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات.
خطاب السيد عبدالملك الحوثي يعكس إستراتيجية متكاملة لليمن في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة التهديدات الأمريكية-الإسرائيلية. مع استمرار التصعيد، قد تشهد المنطقة تحولات جيوسياسية وعسكرية كبرى، حيث تُعيد اليمن تعريف دورها كقوة إقليمية فاعلة في محور المقاومة.