المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صفقة ترامب الجديدة: هل يتجاوز الرفض العربي مرحلة “التحصين السياسي”؟

    يمكن النظر إلى اللقاء الذي جمع الملك الأردني عبد...

    ما وراء مطالبة وزراء في الليكود بضم الضفة الغربية

    توجه اثنا عشر وزيرا من حزب الليكود (9 شباط/فبراير)...

    مصر وتجديد ثوابتها تجاه فلسطين.. رفض التهجير ومواجهة الضغوط الدولية

    في ظل التوترات المتصاعدة حول القضية الفلسطينية، أعادت مصر...

    مصر وتجديد ثوابتها تجاه فلسطين.. رفض التهجير ومواجهة الضغوط الدولية

    في ظل التوترات المتصاعدة حول القضية الفلسطينية، أعادت مصر تأكيد موقفها الثابت الرافض للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني، مشددةً على رفضها القاطع لأي مخططات تهجير قسري.

    وجاءت تصريحات الخارجية المصرية في سياق زيارة وزير الخارجية بدر عبد العاطي إلى واشنطن، حيث ناقش مع مسؤولين أمريكيين وإقليميين تطورات الأوضاع في غزة والمنطقة.

    وفي ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، تتخذ مصر موقفًا حاسمًا دفاعًا عن الحقوق الفلسطينية، مؤكدةً أن أي تسوية عادلة يجب أن تستند إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، فهل ينجح المجتمع الدولي في فرض حل منصف، أم إن المنطقة على أعتاب تصعيد جديد؟

    وأكدت مصر مجددًا موقفها الثابت والراسخ تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، مشددةً على ضرورة إنهاء الظلم التاريخي الذي تعرض له هذا الشعب، وضمان حقه في تقرير المصير، والبقاء على أرضه، والاستقلال الكامل وفقًا لحدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

    وجاء هذا التأكيد عبر بيان رسمي لوزارة الخارجية المصرية، شددت فيه على رفضها القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشيرةً إلى وجود إجماع عربي حول رفض هذه الممارسات التي تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والمواثيق الحقوقية العالمية.

    كما دعت الخارجية المصرية المجتمع الدولي إلى التوحد خلف رؤية سياسية عادلة تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق العودة للاجئين الذين أُجبروا على مغادرة ديارهم قسرًا.

    التحركات الدبلوماسية المصرية في واشنطن

    في إطار الجهود الدبلوماسية المصرية، جاءت زيارة وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، إلى واشنطن، حيث عقد عدة لقاءات مع مسؤولين أمريكيين بارزين، من بينهم السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، والسيناتور ماركو روبيو، إضافةً إلى مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومنسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي، واريك تريجر.

    وخلال هذه اللقاءات، أكد عبد العاطي على ثوابت الموقف المصري والعربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني، كما تطرقت المباحثات إلى قضايا إقليمية ملحّة، مثل الأوضاع في غزة وسوريا وليبيا والسودان والقرن الأفريقي والبحر الأحمر، وذلك في سياق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة.

    الموقف المصري من التهديدات الأمريكية والإسرائيلية

    تأتي هذه التحركات المصرية في وقت تتزايد فيه الضغوط السياسية من قبل الولايات المتحدة و”إسرائيل”، ولا سيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد حركة حماس بـ”جحيم حقيقي” في حال لم تُفرج عن المحتجزين الإسرائيليين لديها بحلول ظهر السبت المقبل، كما أعلن عن احتمال فرض عقوبات على مصر والأردن في حال عدم قبولهما باستقبال اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من قطاع غزة، وهو المقترح الذي سبق أن رفضته مصر بشكل قاطع.

    ورفضت القاهرة، وفقًا لمصادر دبلوماسية، ثلاثة مقترحات أمريكية تتعلق بغزة، جميعها تضمنت التهجير وعدم العودة، مؤكدةً أن موقفها في هذا الملف واضح وثابت، حيث ترفض المساس بحقوق الفلسطينيين وترفض أي ترتيبات إقليمية تتعارض مع مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية.

    الانعكاسات الميدانية في غزة وردود الفعل المحلية

    على الأرض، انعكست تهديدات ترامب والتصعيد الإسرائيلي على الأوضاع في قطاع غزة، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن رفع الجهوزية وتعليق الإجازات للجنود، تحسبًا لأي عمليات عسكرية مستقبلية، كما دفع الاحتلال بتعزيزات إضافية إلى الحدود، ما أثار مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وخاصةً بعد عودة آلاف الفلسطينيين إلى منازلهم المدمرة شمال قطاع غزة.

    وشهد الشارع الغزي حالة من الترقب والقلق، حيث عبر مواطنون عن خشيتهم من تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية في حال نفّذ ترامب تهديداته، وقال المواطن الغزي صابر حجازي إنه يخشى عودة القصف بعد أن بدأ السكان في إعادة بناء حياتهم، فيما تساءلت سهاد فتحي بغضب عن مصير الفلسطينيين إذا ما استؤنفت الحرب مرة أخرى.

    يحمل بيان الخارجية المصرية عدة رسائل سياسية واضحة:

    تأكيد الثوابت المصرية: جددت مصر موقفها الرافض لأي مساس بحقوق الفلسطينيين، مؤكدةً ضرورة تسوية القضية وفق قرارات الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية جنيف الرابعة.

    رفض التهجير القسري: أوضحت القاهرة رفضها القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، سواء إلى مصر أو إلى أي دولة أخرى.

    الدعوة إلى تحرك دولي منصف: دعت مصر المجتمع الدولي إلى تبني رؤية عادلة لا تفرق بين الشعوب، وضرورة إنهاء المعاناة المستمرة للفلسطينيين.

    التأكيد على المصالح الاستراتيجية المصرية: رغم العلاقات القوية مع الولايات المتحدة، شددت مصر على أن سيادتها وقراراتها الوطنية لا تخضع للضغوط الخارجية، ولا سيما فيما يتعلق بقضية فلسطين.

    إدانة الانتهاكات الإسرائيلية: جاء البيان في سياق تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، ما يعكس موقف مصر الداعي إلى وقف العدوان وضمان حماية الفلسطينيين.

    تبرز مصر كلاعب رئيسي في المشهد السياسي الإقليمي، حيث تسعى إلى الحفاظ على استقرار المنطقة وحماية الحقوق الفلسطينية في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، ويبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن أن تستمر هذه الضغوط؟ وهل سينجح المجتمع الدولي في فرض حل عادل للقضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية، أم إن المنطقة تتجه نحو مزيد من التصعيد والمواجهات؟

    الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات، في وقت تبقى فيه مصر صامدةً في مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية أمن قومي عربي، لا يمكن التهاون بشأنها.

    spot_imgspot_img