المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    اليمنيين بين فبراير 2011 و 2015

    حلت على اليمن، الثلاثاء، ذكريات في يوم واحد ،...

    تفاصيل وتحليل.. خطاب “السيد الحوثي” بمناسبة ذكرى الهروب المُذل للمارينز الأمريكي من صنعاء

    "خاص" في الذكرى السنوية لانتصار الشعب اليمني بقيادة أنصار الله...

    11 فبراير 2015.. نهاية الهيمنة الأمريكية على اليمن

    يُحفَرُ تاريخ الحادي عشر من فبراير 2015 في ذاكرة...

    11 فبراير 2015.. نهاية الهيمنة الأمريكية على اليمن

    يُحفَرُ تاريخ الحادي عشر من فبراير 2015 في ذاكرة اليمنيين كيومٍ تاريخيٍّ شهد تحوُّلاً جذرياً في مسار الصراع مع الهيمنة الخارجية، إذ شهدت العاصمة صنعاء خروج القوات الأمريكية في مشهدٍ اعتُبِرَ إعلاناً صريحاً عن فشل المشروع الاستعماري في البلاد. غادر المارينز الأمريكيون السفارة تحت سيل من الإجراءات الاستعجالية، تاركين خلفهم أدلة على محاولة يائسة لإخفاء جرائمهم عبر تدمير الوثائق الحساسة وطحن أجهزة الخوادم، في خطوةٍ فُسِّرَتْ كمحاولة لطمس أدلة تورطهم في ممارسات عدائية ضد الشعب اليمني.

    إتلاف الوثائق.. محاولة لطمس الأدلة

    وفقاً لشهود عيان مجاورين للسفارة الأمريكية، لوحظ تصاعد أدخنة كثيفة من مبنى السفارة في اليوم السابق لمغادرتها، والتي تبين لاحقاً أنها ناجمة عن عمليات إحراق ممنهجة للوثائق والمحفوظات التي تضم تفاصيل العمليات الاستخباراتية وأسماء العملاء المحليين الذين تعاونت معهم واشنطن لتنفيذ أجندتها. هذه الخطوة أكّدت مخاوف الأمريكيين من كشف شبكة المصالح الخفية التي نسجوها خلال عقود من التدخل المباشر.

    نقل المحطة الاستخباراتية.. اعتراف بالهزيمة

    كشفت مصادر أمنية أمريكية عن نقل وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لمحطتها الإقليمية من صنعاء إلى مسقط، مُعللة ذلك بتدهور الأوضاع الأمنية. وجاء هذا القرار بعد سنوات من تواجد الوكالة في اليمن، بدءاً من حقبة نظام علي عبد الله صالح، الذي اعترف علانيةً بتعاونه مع الأجهزة الأمريكية قبل اندلاع ثورة 2011. وأفادت تقارير إعلامية، منها تقرير لصحيفة واشنطن بوست، بإجلاء عشرات العناصر الاستخباراتية والعسكرية الأمريكية عبر قوافل مصفحة انطلقت من السفارة باتجاه مطار صنعاء، حيث غادروا على متن طائرة عُمانية إلى وجهة مجهولة.

    السلطات اليمنية تُعيد الهيبة

    في تفاصيل لافتة، فرضت القوات اليمنية في مطار صنعاء إجراءات تفتيش مشددة على الأمريكيين المغادرين، مما دفعهم إلى تحطيم أسلحتهم التي صودرت منهم، في مشهدٍ يعكس مدى الإذلال الذي تعرضوا له. ووصف مسؤولون في الـ(CIA) عملية الخروج بأنها “انتكاسة استراتيجية”، خاصة بعد أن فقدت الوكالة شبكة علاقاتها مع الأجهزة الأمنية اليمنية التي راكمتها لاستهداف خصوم واشنطن في المنطقة.

    السفير الأمريكي.. الحاكم الفعلي لليمن

    أكد قائد أنصار الله، عبد الملك الحوثي، قائد الثورة اليمنية، في خطاب له بمناسبة ذكرى ثورة 21 سبتمبر، أن السفير الأمريكي كان “الحاكم الفعلي” لليمن بموجب تفويض من مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى تدخله المباشر في تعيين الوزراء وتوجيه السياسات العامة، بما في ذلك إضعاف النظام التعليمي لتفكيك اللحمة المجتمعية. وأشار إلى أن اليمن كان على حافة الانهيار الكامل بسبب السياسات الأمريكية، قبل أن تعيد الثورة تشكيل المسار.

    10 سنوات على التحرر

    يرى الناشط السياسي ماجد المطري أن إتلاف الوثائق الأمريكية قبيل سقوط السفارة يُعد اعترافاً ضمنياً بفشل المخططات التي نُفذت عبر “وكر المؤامرات” في فندق شيراتون صنعاء، حيث خططت واشنطن لعقود لتفريغ اليمن من مقومات صموده عبر تغذية الانقسامات الداخلية وتمكين الفاسدين. ويضيف أن ثورة 21 سبتمبر 2014 قطعت الطريق على هذه المخططات، وأنهت حقبة الوصاية التي جسدها السفير الأمريكي.

    الأرشيف المحروق.. شاهد على الجرائم

    من جانبه، أوضح الشيخ صالح السهمي، الأمين المساعد لحزب شباب التنمية، أن إحراق الأرشيف الأمريكي يكشف حجم الخوف من فضح سياسات التدمير الممنهج التي انتهجتها واشنطن، بدءاً من اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي مروراً بدعم الأنظمة العميلة. وأكد أن العدوان السعودي-الإماراتي المدعوم أمريكياً منذ 2015 لم يكن سوى محاولة فاشلة لاستعادة النفوذ المفقود، لكنه اصطدم بإرادة شعبية متجددة وقدرة قيادية حكيمة.

    الخلاصة

    شكل خروج الأمريكيين من صنعاء نقطة تحول في تاريخ اليمن الحديث، حيث تجلّى فشل المشروع الخارجي في تحقيق أهدافه، مقابل صعود وعي شعبي رافض للهيمنة. ورغم محاولات واشنطن المستمرة لاختراق الوضع عبر أدوات محلية أو حروب بالوكالة، تبقى الثورة اليمنية شاهدةً على أن إرادة الشعوب قادرة على إعادة رسم الجغرافيا السياسية بعيداً عن وصاية القوى العظمى.

    spot_imgspot_img