المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    تحديث الجيش المصري وتصعيد التوترات الإقليمية.. إشارات إلى أزمة محتملة في الشرق الأوسط

    شهدت الساحة السياسية والإعلامية في الأيام الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا...

    إيران والاتحاد الأوراسي.. فتح الحدود للتجارة والطاقة والعبور

    وضعت إيران في السنوات الأخيرة على جدول أعمالها بشكل...

    مخاوف أم تجييش للصرفة؟.. انسحاب أمريكا من اليمن يجبر الإصلاح بإعادة تشييد منظومته العسكرية بـ16 لواء جديد

    كشف حزب الإصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، اليوم الأحد، موقفه من قرار الإدارة الأمريكية الجديدة الانسحاب المبكر من المعركة في اليمن. وأفادت وسائل اعلام الحزب بوجود صدمة من قرار سحب حاملة الطائرات الأمريكية الأخيرة في البحر الأحمر.

    ونشر موقع “مأرب برس” المقرب من الحزب نص ما وصفها بدراسة بحثية لاحد مراكز الحزب يؤكد فيها بأن الاعتماد على أمريكا في معركة اليمن لم يعد مجدي.. وأشارت الدراسة إلى أن من وصفتهم بـ”الحوثيين” لا يمكن هزيمتهم.

    وجاء نشر الدراسة بعد يوم على اعلان إدارة ترامب سحب حاملة الطائرات “يو اس اس هاري ترومان”. وترومان تعد رابع حاملة طائرات يتم سحبها من البحر الأحمر خلال المواجهات مع القوات اليمنية والتي امتدت لأكثر من عام في البحر الأحمر.

    وكان “الاخوان” يعولون على الوجود الأمريكي في البحر الأحمر باتجاه تصعيد صوب الساحل الغربي لليمن. وجاء نشر التقرير مع تخبط للحزب في مدينة مأرب، اخر معاقله شمال اليمن.

    ويخشى الحزب ان يدفع الانسحاب نحو التوجه صوب اخر معاقله خصوصا مع تصاعد جرائمه بحق المعتقلين هناك.. يذكر ان القوات الأمريكية كانت ادارت في عهد الإدارة السابقة معركة مأرب لصالح الحزب بعد ان توعد المبعوث الأمريكي للرئيس بايدن بمنع سقوطها في محاولة للدفع نحو تسوية يمنية – أمريكية تتضمن وقف العمليات اليمنية.

    ويضاف سحب “ترومان” إلى قائمة طويلة من وقف الدعم الأمريكي للفصائل اليمنية الموالية للتحالف وتحديدا الإصلاح الذي كانت إدارة بايدن تحاول اعادته لصدارة المشهد في اليمن مؤخرا. وتوقف الدعم كليا مع قرار ترامب أيضا وقف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والتي كانت تمول الحزب سياسيا وعسكريا.

    إعادة تشييد المنظومة العسكرية

    على ذات السياق، بدأ حزب الإصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، محاولة لإعادة تشييد منظومته العسكرية.. يتزامن ذلك مع تلويحه بانقلاب على شركائه في سلطة المرتزقة الموالية للتحالف جنوب اليمن.

    وفتح الحزب باب التجنيد لـ16 لواء عسكري في مدينة مأرب، اخر معاقله شمال اليمن، وفق ما ذكره مدير إذاعة أبين سابقا، صالح الحنشي. وأشار الحنشي إلى أن التجنيد الجديد تم بدعم من التحالف.

    واعادت السعودية صرف “مكرمة الملك سلمان” لمقاتلي الحزب لنحو 5 أشهر بعد أكثر من عام على وقفها. ولم يتضح ما اذا كان الحزب قد تلقى ضوء سعودي جديد بإعادة تكوين فصائله التي تم تفكيكها وتدميرها خلال سنوات الحرب الأولى من قبل التحالف بمن فيهم السعودية ذاتها، ام انه يحاول جنى مزيد من الأموال من التحالف باستحداث مزيد من الألوية الوهمية.

    وجاء قرار الحزب فتح باب التجنيد مع حديث وسائل اعلامه وناشطيه عن توجه لتشكيل مجلس حرب بدلا عن “الرئاسي”. ولم يعرف بعد ما اذا كانت هذه الخطوات مناورة لتحقيق مكاسب سياسية ام تعكس توجه لانقلاب من قبل الحزب الذي أعاد تصدير قائد جناحه العسكري ونائب الرئيس الأسبق علي محسن إلى صدارة المشهد مجددا في اليمن، لكن توقيتها يشير إلى توجه لتصعيد جديد.

    معركة مأرب.. مخاوف أم تجييش للصرفة ؟

    على مدى الأيام الأخيرة، نفذ حزب الإصلاح، سلطة الأمر الواقع بمأرب، استعراضات عسكرية وقبلية بالتوازي مع حملة إعلامية لتضخيم سقوط منبع النفط شمال اليمن، لكن هل تعكس هذه الخطوات مخاوف حقيقية في ضوء المتغيرات بالمنطقة ام مجرد ابتزاز لرعاته ؟

    الحزب الذي تم تقليص دوره خلال السنوات الماضية عسكريا وسياسيا يحاول العودة إلى صدارة المشهد وقد جند بضعة مئات من مقاتليه للاستعراض تارة باسم فصيله المعروف بـ”الجيش الوطني” وأخرى باسم قبائل ارحب وفي ثالثة باسم قبائل حاشد وبكيل، مع ان التقارير الإعلامية الواردة من المدينة تؤكد بان جميع من شاركوا بالاستعراضات على مدى الايام الأخيرة هم ذاتهم بلحاهم واطقمهم التي وزعها الحزب على أنصاره قبل سحب العسكرية الثالثة منه وحتى أسلحتهم المختلفة.

    من وجهة نظر الحزب، وفق ما يسوقها اعلامه، فهذه التحشيدات لمواجهة هجوم محتمل لمن يصفهم بـ”الحوثيين” وقد استبق ذلك بتفعيل عدة جبهات إعلاميا مع ان صنعاء لم تتحدث عنها رسميا او تقوم بخطوات توحي بترتيبها لهجوم حتى، لكن وبغض النظر عما يسوقه الحزب من دعاية يبدو شركائه في السلطة الموالية للتحالف بعدن جنوب اليمن، وجهة نظرا أخرى، فاستناد لتاريخ الحزب بالمعارك فهو لم يحركها الا وفق لأهداف انتهازية لأكثر، والتوقيت الأقرب قدوم شهر رمضان الذي اعتاد الحزب استباقه بقرع طبول الحرب بغية استدرار أموال من رعاته بمن فيهم السعودية والتي تكرمت عليه بمستحقات 5 اشهر دفعة واحدة مؤخرا.

    وإلى جانب الأموال، ثمة ابعاد سياسية من التحرك الجديد للحزب، وفق هؤلاء، يتمثل بالحراك السياسي لتغييرات مرتقبة على مستوى السلطة الموالية للتحالف وخطوة الحزب بتجييش مسلحي القبائل ومقاتليه في الوقت ذاته قد تعكس مخاوف من سحب بساط وزارة الدفاع من تحته تارة وربما المناورة لتحقيق مكاسب أخرى في ثانية ناهيك عن مناورته في وجه المطالب بتسليم عائدات نفط مأرب الضخمة والتي يستحوذ عليها قياداته بزعامة سلطان العرادة تحت ذرائع تمويل القبائل في المواجهة.

    spot_imgspot_img