ليقف اليوم كل الوجود باحترام وإجلال أمام سيرة الشهيد القائد صالح الصماد، الذي جسد كل معاني الشجاعة والصمود في وجه كل التحديات والصعاب، لقد كان الشهيد صالح رمزًا للنضال والإباء.
إن استشهاد القائد صالح الصماد لم يكن نهاية لمسيرته العظيمة بل كان بداية جديدة لشعلة النضال التي أشعلها في قلوب كل اليمنيين بدمائه الزكية والطاهرة ورسم بدمائه خارطة النصر المبين، إن تضحيات الشهيد الصماد تمثل فصلًا جديدًا في تاريخ النضال اليمني، كان صالح صالحًا أسمًا وعملاً فكان من أعظم الناس تأثرًا بهدى الله وتعاليم الإسلام، فكان يسعى دائمًا لتوجيه الناس نحو الهداية والالتزام بالدين وتعاليمه، كان حريص على تنظيم القيم الدينية في خطاباته وتحركاته، وهذا يعكس مدى تأثره بهدى الله والمسيرة القرآنية، كان يعتبر الدين جزءاً لا يتجزأ منه، وكان يسعى لتعزيز هذه العقيدة في المجتمع اليمني من خلال عمله السياسي والاجتماعي.
كان معروفًا بتواضعه وقربه من الناس وهذا ما جعله يُلقي خُطب الجمعة في المساجد ولم يمنعه من ذلك منصبه كرئيس، كان يحرص على التواصل المباشر مع الناس ونقل الرسائل الدينية من منابر المساجد وهذا يعكس تأثره بتعاليم الإسلام العظيمة، كان الصماد معروفًا بأخلاقه العالية وتعامله الحسن مع عامة الناس، كان يتميز بالتواضع في تعامله فلم يكن الصماد رئيس كبقية الرؤساء يجلس ويكتفي بالجلوس على كرسي الحكم فقط وإلقاء الأوامر على من حوله، بل كان يزور الجبهات الأمامية بنفسه،ويعزز من معنويات المجاهدين ليؤكد لهم أن القيادة معهم بكل خطوة.
وفي ظل العدوان المستمر على اليمن، كان الشهيد صالح الصماد يقود اليمن بشجاعة وإصرار حيث كان يعمل بلا ملل أو كلل للحفاظ على حرية وكرامة شعبه في ظل احداث متوترة جدًا ومعقدة بسبب القوات المعادية التي كانت تسعى لاستهدافه.
لقد كانت لحظة استشهاده مريرة جدًا وفقد اليمن للقائد الصماد يُعد خسارة كبيرة، حيث كان يعتبره اليمنيون رمزًا للمقاومة والصمود في وجه العدوان ورجل المسؤولية الأول وكان أثر رحيله مليئاً بالحزن العميق، ولكن في المقابل زاد اليمن وشعبه قوة وثبات وعزيمة لمواصلة المواجهة وإصرارا على تقوية خط الدفاع عن اليمن، وإن رحل الصماد فإرثه الذي تركه لنا مازال باقيًا حتى النهاية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاطمة الراشدي
