المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    قراءة في خطاب السيد الحوثي الأخير.. القشة الأمريكية تقصم الظهر و لا تنج الغريق

    لا احد منا لم يقرى او يسمع أنفاً، بالمثال العربي القائل: القشة التي قصمت ظهر البعير” و هو مثل يستخدم للاشارة إلى ذلك الحدث الصغير الذي ياتي اخيرا فيحدث أثرًا كبيرًا و مدوياً ، ليس بذاته فقط بل لأنه جاء بعد تراكم كثير من الأحداث.

    كالبعير الذي يُحمَّل الأحمال الثقيله حتى لم يعد يحتمل شيئًا آخر، ثم تضع فوقه حملًا صغيرًا (كالقشة مثلًا) فينقسم ظهره، ظاهريًا بسبب القشة، ولكن حقيقةً بسبب عدم مقدرته على حمل كل الأحمال السابقة.

    في المقابل يقال ايضا: الغريق يتعلق بقشة.. وهذا المثل يصف الحالة التي يكون فيها الشخص الذي يصارع الامواج في البحث عن اي سبيل للنجاة فيعلق امله في النجاة بقشة هي لن تنجيه بل تضاعف حجم اليأس عليه.

    يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه في دروس عاشوراء: ان فهمنا للامور ياتي من خلال القرآن الكريم الذي يجعلنا نرى امريكا قشة من خلال عبوديتنا لله التي تعطينا الحرية التي تجعلنا نرى امريكا وأسرائيل قشة وليست عصا غليظة.

    هذا المعاني الضمنية تجسد تماما الحالة التي يعيشها النظام السعودي في هذه المرحلة على وجه التحديد هو كالغريق الذي يعلق امال نجاته على قشة وكالبعير الذي يستمر راعيه في تحميله ما لا يطيق الى الحد الذي يكسر معه ظهره.

    عقود من المقامرة الامريكية في شتى بقاع الارض كان النظام السعودي هو الصندوق السحري الذي يسدد كل الفواتير الناجمة عن مقامرة كابوي البيت الابيض.

    في العقد الاخير قادت المقامرة الامريكية السعودية الى التورط بحرب ضروس تستمر لعقد من الزمان تكبدت فيها السعودية مئات المليارات من الدولارات وخسائر فادحة في الارواح والامكانات اوشكت في نهاياتها على السقوط النهائي لولا ان حالفها الحظ بالدخول في مرحلة خفض التصعيد التي وقف معها النظام على حافة الانهيار.

    ثلاث اهداف رئيسية وضعتها القيادة الثورية في اليمن للدخول في مرحلة خفض التصعيد كمقدمة لعملية إنهاء الحرب مع قائدة التحالف على بلدنا ، ايقاف العدوان – ايقاف الحصار – انهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب كانت السعودية دوما على الحافة الاخيرة لإتمامها لولا الخطام المسحوب أمريكا في اخر اللحظات.

    في الاونة الاخيرة كان الوضع قاب قوسين من الانفجار بيد ان إنفجار طوفان الاقصى جعل اليمن يقدم الاولوية للقضية المركزية الاولى ويدخل في صراع مباشر في قلب الطوفان مع اعداء الامة الأساسيين جنبا الى جنب مع اخوته في محور الجهاد والمقاومة.

    في المقابل ذهبت السعودية في مسارها الامريكي في التخاذل والتواطؤء وتسخير مقدراتها خدمة للامريكي والصهيوني كما هي العادة وانتظرت انقشاع غبار المعركة عن هزيمة مدوية للمحور الجهاد والمقاومة الذي ترى فيه تهديد لمشاريعها التوسعية المنبثقة من مشكاة المشروع الامريكي العام للشرق الاوسط.

    في المحصلة وبعد مرور اكثر من ١٥ شهرا قاتل فيه الفلسطيني ومن ورائه اخوانه في جبهات الاسناد باللحم الحي والماء الاسن كان النصر الالهي عاقبة لاولئك الذين امنوا وكانوا يتقون.

    وكانت النتائج كالآتي:

    فشل المجرم [نتنياهو] في تحقيق اهداف الحرب المعلنة

    في اليوم التالي للطوفان ولم ينجح برسم صورة للانتصارٍ الإسرائيلي، بزوال حركة مقاومة الإسلامية حماس، وكتائب القسام، والفصائل الفلسطينية المجاهدة من قطاع غزة
    السيطرة الإسرائيلية التامة، عليه واعادة “المخطوفين ”

    وكانت الصورة المرسومة هي للانتصار الفلسطيني، وللمجاهدين الفلسطينيين بكل جلاء، في يوم النصر الذي كان يوماً حماسياً في غزة، ظهرت فيه فصائل المقاومة في الميدان منتصرة.

    وخلافا للمتوقع كانت مكتسبات الطوفان ( الجولة الاولى من معركة الفتح الموعود):

    تشكل علامة بارزة وفارقه في هذه الجولة من المواجهة مع العدو الإسرائيلي، من بعد طوفان الأقصى، و علامةً فارقةً في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، من خلال الاتي :

    ١ – لقد كانت عملية طوفان الأقصى بنفسها نقلةً نوعيةً في العمل الجهادي الفلسطيني، وكان أيضاً هذا الصمود العظيم على مدى خمسة عشر شهراً، بما تحقق فيه من إبداعات، وما كان له من نتائج، نقلةً عظيمةً ومهمةً، وتجربةً ناجحةً كذلك.

    ٢- جبهات الإسناد، التي استمرت بالإسناد للشعب الفلسطيني، ومجاهديه الأعزاء، بشكلٍ غير مسبوقٍ في تاريخ هذا الصراع، وبشكلٍ مستمر.

    بالنسبة على المستوى المحلي في جبهة الإسناد في يمن الإيمان، بمستوى موقفها، واستمرارها،وثباتها، وبزخمها الشعبي، والسقف العالي للموقف.

    حيث كان لها الحظ الأوفر من هط التميز والتكامل فاجأت معها العالم (خارج الحسابات )

    كما تحدث بذلك قائد الثورة يحفظه الله في خطابه عقب النصر التاريخي للمقاومة الفلسطينية حيث ذكر العديد من مميزات هذا الموقف ابرزها كونه اتى:

    ١. ثمرةٌ للانطلاقة الإيمانية، والتوجه القرآني لشعبنا العزيز، وهذا التوجه، الذي ارتقى بشعبنا العزيز، من مجرد العاطفة الوجدانية، والتعاطف النفسي، والمواقف الشكلية والمحدودة؛ إلى مستوى الشعور بالمسؤولية، والموقف العملي الجهادي الشامل في كل المجالات.

    ٢. تكامله في الاتجاه الرسمي والشعبي معاً ولـذلك لم تنجح أمريكا ومن مع أمريكا في التأثير على هذا الموقف، من خلال أسلوبها الذي تستخدمه في بقية البلدان،من خلال تكبيل الموقف الشعبي من خلال الجانب الرسمي، او أسلوب الإثارة لمكونات شعبية، وللشعوب، تحت عناوين واصطناع مشاكل وأزمات وقضايا؛ من أجل الانتقام من الموقف الرسمي.

    وما نجم عنه في الموقف العملي، الذي هو تحركٌ شاملٌ في كل المجالات، بدءاً من العمليات العسكرية، ومراحلها التصاعدية، بالرغم مما واجهته من تعقيدات، في افق السقف العالي لما كان يرغب به شعبنا العزيز، وما يريده، وما طالب به، هو: التفويج، والاشتراك المباشر في القتال، جنباً إلى جنب مع المجاهدين في فلسطين

    وضع السيد القائد يحفظه الله الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة ضمن مسارين اساسيين في المرحلة الحاضرة والمستقبلة:

    – الاستعداد للجولات الآتية، مع هذ العدو

    – مسار الجهوزية المستمرة للتدخل الفوري، في أي وقتٍ
    يعود العدو الإسرائيلي فيه إلى التصعيد، وتجاوز الخطوط الحمراء بعملياته الوحشية في :
    – جرائم الإبادة الجماعية،
    – والحصار لقطاع غزة، ومنع الغذاء والدواء عن أهالي غزة،

    وهو بذلك في الوقت نفسه يذكر امريكا والسعودية ومن يلف لفهما في اعادة قراءة المشهد حتى لا تكون قراءاتهم خاطئة فما مضى في الجولة الاولى يؤكد على ان اليمن كان خارج الحسابات بشكل استثنائي فهو ينطلق من مبدأ ايماني لا يضع اي حساب لمدى حجم الجدوائية والتاثير في البداية بل يسعى بشكل مستمر و حثيث الى مراكمته ليصل الى المستوى المطلوب بالاظافة الى الاستمرارية والثبات والتصميم على المواصلة والمواكبة والتطوير وابتكار القدرات والتكتيكات مع الاستعداد العالي للتضحية كل ذلك شكل عوامل حاسمة في النصر

    استعرض السيد القائد خلال خطابه الاخير تطور القرارات والقدرات خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ضمن مسارات عملية حققت اهدافها بالمجمل في الوقت الذي نجحت بعضها بشكل جزئي ومن خلال ما تم استعرضه نجد ان المسارات كانت متوزعة على ثلاثة محاور :

    مسار بري: يهدف الى التفويج للالتحام المباشر مع العدو ويستعد للمواجهة المباشرة في حال اقدم العدو على الدفع بعملائه ومرتزقته للمواجهة البرية وقد وصل هذا المسار الى ذروته في مسار الاستعداد البري وكذلك مخرجات التعبئة التي باتت مخرجاتها تقارب المليون متدرب ..

    – مسار البحري: نجح في حضر حركة الملاحة الاسرائيلية بشكل تام في مسرح البحر الاحمر والعربي واثرت جزئيا في نطاقين

    الاول في المتوسط وكان العائق هو الضغوط التي فرضت على المقاومة الاسلامية في العراق
    والثاني كان في اتجاه المحيط الهندي وكان العائق متعلق بالقدرات نتيجة الاتساع والبعد ..
    وهذان المساران لن يبقيا على حالهما في الجولات المقبلة ..

    – مسار القصف الجوي بالصواريخ والمسيرات: وهذا المسار تطور بشكل ملحوظ وحقق نقلات هائلة تجاوز خلالها كل انظمة الاعتراض والتصدي والتمويه والتخفي لكل ترسانة العدو نوعا وزداد زخمه كما حتى وصل الى ذروته في اواخر ايام الجولة الاولى بشكل شبه يومي ومزدوج غالبا..

    استراتيجات الردع فشلت بالكامل الامر الذي دفع بالامريكي لاخراج كل مفاخر صناعته الحربية من حاملات الطائرات بحرا الى طائرات الشبح أيضاً قاذفات الـ (بي-52)، وهي أيضاً من أهم ما بحوزة الأمريكي من سلاحٍ جويٍ مدمِّر، يعتمد عليه، وله هيبته عند مختلف الدول الكبرى، وجيوشها الكبرى بما تمتلكه.

    مرورا بالاشتراك الثلاثي بين ثلاثي الشر الامريكي والاسرائيلي والبريطاني في شن عدوانهم على اليمن والذي كانت كل نتائجه فاشلة فلم تحد ولم تحيد ولم تردع او حتى تخفض من حدة التصعيد اليمني في كل المسارات السابقة.

    في نهاية المطاف هذا الامر يضعنا امام رسائل هامة للغاية:

    الأولى ان اليمن اليوم بات خارج الردع ولن يكون ايضا ضمن نطاقه الى قيام الساعة

    الثانية: على السعودي ان يستفيد من تجاربه السابقة ويعيد قراءاته للواقع ويدرك ان الامريكي لم يدع اي جهد يقدمه في سبيل اسرائيل ومع ذلك فشل في جهده وهو مع غير اسرائيل لاشك اقل استجابة وحمية ولن يكون له الا كقشة لا تنقذه من الغرق في البحر فحسب بل وستقصم ظهره في البر ايضا.

    الثالثة: يجب على الاسرائيلي والامريكي الا يخطؤوا بحسابتهم مستقبلا ويعولوا على وكلائهم الذين فشلوا لسنوات خلت رغم كل ما توفر لهم من وسائل الحرب والتضليل فهم اليوم افشل وما سينتج عن اي حماقة بهذا الصدد من شئنها فقط ان تزيل العائق الثالث الخاص بالمسار البري ليلتحم اليمني بالفلسطيني في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس..

    والله غالب على امره والعاقبة للمتقين..

    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    الباهوت الخضر

    spot_imgspot_img