تعرض كيان العدو الإسرائيلي المحتل، اليوم الإثنين، لضربة قوية بغزة. يتزامن ذلك مع استعداده لاتفاق جديد يتضمن انسحاب لقواته من الشمال وفتح المعابر واطلاق اكثر من الف فلسطيني.
وأكدت المقاومة الفلسطينية تنفيذ سلسلة عمليات مركبة ضد قواته. وابرز تلك العمليات ما اعترف به الاحتلال وتضمن كمين في بيت حانون لرتل عسكري كان برفقة نائب قائد لواء نحال العبري والذي أصيب إلى جانب اخرين.
والعملية الأخرى كانت بسقوط اكثر من 5 قتلى و10 جرحى داخل منزل قرب معبر ايراز الحدود مع غزة وفي بيت جانون ذاتها. وافاد متحدث القسام أبو عبيدة في تصريح له بسقوط اكثر من 10 جنود وضباط صهاينة خلال عمليات الساعات الـ72 الأخيرة واصابة العشرات مؤكدا بأن حصيلة الضحايا بصفوف الاحتلال اكبر مما يتم إعلانه.
وبيت حانون تعد اهم منقطة حدودية سيطرت عليها قوات الاحتلال مع بدء العمليات الثانية على شمال غزة قبل نحو 100 يوم وتم تسوية مبانيها بالأرض وتجريدها من السكان نهائيا وموقعها محاذي لمستوطنات غلاف غزة وهي من المناطق التي ظلت هدفا لقصف الاحتلال الجوي والبري والبحري على مدى اكثر من عام.
وعودة العمليات في هذه المنطقة الحيوية بالتزامن مع تعهد أبو عبيدة برحيل الاحتلال من الشمال بعد ان كان يسعى لفرضها منطقة امنة على الحدود مع غزة تحمل العديد من الدلالات في هذا التوقيت أولها قدرة المقاومة على تنفيذ عمليات استخباراتية دقيقة تتمثل باستهداف قيادات عسكرية صهيونية من الطراز الرفيع والثانية ان موقعها يصفر حديث الاحتلال عن تحقيق اي انجاز عسكري على الأرض والاهم ان تزامن تلك العمليات مع التوصل إلى اتفاق جديد بشان غزة يحمل تأكيدات بقدرة المقاومة على طرد الاحتلال مهما كانت قوته.
تأكيد المقاومة والاحتلال صفقة غزة
وكان اكد الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، توصلهما إلى اتفاق بشأن غزة. يتزامن ذلك مع تقارير دولية عن تسلم الطرفان لمسودة الاتفاق النهائي. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في حركة حماس قوله إن الشعب الفلسطيني على موعد جديد من تحرير اسراه، بينما اكد وزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر رغبة حكومته بالاتفاق في غزة.
وتأتي هذه التصريحات غداة تأكيد دولي التوصل إلى مسودة اتفاق نهائي بشان غزة. وافادت الوكالة البريطانية بان المسودة تم التوصل اليها في وقت متأخر من ليل الاحد.
وكانت العاصمة القطرية احتضنت منذ أيام جولة جديدة من المفاوضات بين المقاومة والاحتلال شارك فيها هذه المرة ممثل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن إلى جانب رؤساء الاستخبارات الامريكية والمصرية وممثلين قطريين واخرين عن المقاومة الفلسطينية.
وتشير التسريبات إلى ان الاتفاق الذي تم التوصل اليها بشان المرحلة الأولى التي يمتد تنفيذها لنحو 42 يوما.
وتقضي التفاصيل بإطلاق المقاومة 33 اسيرا صهيونيا مقابل 1000 اسير فلسطيني إضافة إلى دخول كميات كبيرة من المساعدات وانسحاب قوات الاحتلال من وادي غزة ومحور نتساريم الذي يمثل بمثابة غرفة عمليات وسيطرة متقدمة على حدود غزة.
ويتوقع ان تضم المرحلة مفاوضات حول المرحلتين الثانية والثالثة والتي تشمل إدارة القطاع وإعادة الاعمار. ومع أنه سبق للطرفان وان توصلا العام الماضي لاتفاق جزئي لكنه لم يصمد طويلا بفعل قرار الاحتلال نقضه مجددا.
ويتوقع خبراء صمود الاتفاق الجديد خصوصا في ظل تغيير الإدارة الامريكية وإصرار ترامب على انهاء الحرب في غزة قبل تنصيبه في العشرين من الشهر الجاري.