المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    “قبائل الشاهل وقفل شمر” بحجة تعلن النفير العام نصرة لغزة

    أعلنت "قبائل الشاهل وقفل شمر في محافظة حجة، النفير...

    ماهي الأطعمة الملونة وماهي فوائدها ؟

    الأطعمة الملونة او بمعنى أخر “مضادات الأكسدة” ضرورية لمحاربة...

    استئناف عمل ميناء الحديدة ورسوا 3 سفن جديدة

    استأنف ميناء الحديدة، اليوم الأحد، نشاطه بقوة.. يأتي ذلك...

    نقابة الصرافين في عدن: انهيار الريال رغم الوديعة السعودية أزمة حقيقية عواقبها وخيمة

    قالت “نقابة الصرافين الجنوبيين” في مدينة عدن، اليوم الأحد،...

    لماذا فشلت التحالفات الأمريكية – البريطانية بالبحر الأحمر؟ ومالذي حققته اليمن على مدى عام كامل من المواجهة مع أقوى الأساطيل؟

    في الثاني عشر من يناير من العام الماضي، اطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا عدوان واسع على اليمن، وبعد عام على هذا التحالفات تبرز ملامح الفشل ماثلة للعيان، فمالذي اسقط عملاقي القوى في العالم في مستنقع حيتانه صواريخ وطائرات وغواصات مسيرة؟

    مع تصاعد وتيرة العمليات اليمنية المساندة لغزة والتي انطلقت في نوفمبر من العام 2023، وفشلت أمريكا احتوائها دبلوماسيا وعسكريا، قررت أخيرا وبمشاركة بريطانية اطلاق عدوان واسع مطلع العام 2024، وكانت الأنظار تتطلع لحسم امريكي للمعركة مباركة خصوصا وان موازين المعركة غير متكافئة وتميل لصالح القوى العظمى نظرا للفقر العسكري في اليمن خلال العقود الماضية ناهيك عن الحرب والحصار المستمران منذ اكثر من عقد.

    لم تتوقف الغارات الامريكية والصواريخ التي تطلقها البوارج والغواصات عن استباحة أجواء اليمن شمالا ووسطا وغربا، وكانت وتيرتها تتصاعد بشكل تدريجي حتى ظن البعض بان اليمن باتت في غياهب المجهول.

    لم يدوم الامر طويل، حتى قررت اليمن قلب الطاولة بخارطة اهدام لم تكن بحسبان أمريكا وبريطانيا ولم تخطر على بال اكثر الخبراء عمقا وتحليلا، وقد أعلنت وضع السفن الامريكية والبريطانية وبوارجهما على لائحة الأهداف، مع انه لم يسبق لطرف حول العالم بمن فيها روسيا والصين تحديد مثل هكذا اهداف، حتى بات الأمر بالنسبة لكثيرين محل سخرية واستهزاء.

    وبغض النظر عن ما يقوله المغمورين بعنفوان القوى الامريكية – البريطانية امام دولة نهضت من الحضيض، جاء الجواب مبكرا بضرب سفن أمريكية وبريطانية واغراق بعضها ولم يقتصر الامر على ذلك بل اتسعت رقعته باستهداف بوارج وحاملات طائرات وصولا إلى اجبار تلك الدول على سحب قواتها بمن فيها بريطانيا التي استدعت 5 مدمرات تم نشرها في البحرين “الأحمر والعربي” إضافة إلى سحب أمريكا حتى الان 3 حاملات طائرات بدء من ايزنهاور ولينكولن وصولا إلى روزفلت.

    فعليا خسرت الولايات المتحدة وبريطانيا وحتى حلفائها في الظل معركة البحر الأحمر، وليس بحديث القادة اليمنيين بل باعترافات من مسؤولي الدولتين، فأمريكا وبريطانيا لم تستطيعا حتى اللحظة تأمين مرور سفينة واحدة عبر باب المندب رغم تخصيص بوارج وقوافل عسكرية لحمايتها وفي كل مرة تحاول تجاوز الخطوط تعود البوارج منكسرة.

    لم يقتصر الأمر على توجيها الضربات للأساطيل الامريكية والغربية فقط بل وصل إلى اختراقات استخباراتية مع قرن القوات اليمنية كل هجوم بعبارة استباقية واحباط عدوان جديد على اليمن.

    بالنسبة لأمريكا وبريطانيا اللاتي كانت تمخر بوارجهما واساطيلهما عباب البحار والمحيطات دون اقتراب منها حتى وصل الامر لعدم تطوير قدراتها لضمان عدم اعتراض او استهداف اية دولة حول العالم، فقد خسرتا الكثير خلال عام من المواجهة في البحر الأحمر. خسرتا النفوذ على الممرات البحرية في المنطقة وخسرت بوارج وسفن حربية وتجارية غرقت بعضها واخرجت الأخرى عن الخدمة إضافة إلى قطع سلاسل الامداد لقواتها في المنطقة وحلفائها.. خسرتا أيضا جنود وطائرات ومقاتلات اقلها 14 طائرة أمريكية من نوع ام كيو ناين وواحدة من نوع اف اي 18 ناهيك عن ذخائر بمليارات الدولارات وجهد نفسي ومعنوي كبير.

    فعليا لم تعد أمريكا وبريطانيا اللاتي سوقتا انتصارهما عقب الحرب العالمية الثانية بموقف يسمحا لهما حتى بالمناورة في المنطقة وقد عجزتا عن تأمين تحالف كافي لمواجهة اليمن في ظل مخاوف حلفائهما من تبعات ذلك ولم يتبقى لديها سوى الانسحاب بهزيمة الا ربع قبل ان تجدا نفسيهما امام خسارة فادحة في التاريخ.

    كانت أمريكا وبريطانيا قبل عدوانهما على اليمن تعتقدان انها ستنقضان على بلد مفكك ومحاصر ويتعرض لحرب منذ سنوات إضافة إلى تدمير كافة قدراته العسكرية والبنى التحتية، وهذا ابرز عوامل الانتصار في تاريخ الحروب الامريكية – البريطانية حول العالم، لكنهما وجدت شيء مختلف عن السابق، وجدتا قوما لا يهابون الموت ولا يضعون خطوط حمر للمواجهة، ولديهم قدرات تنمى وفقا لمتطلبات المعركة ومصممين على تحقيق أهدافهم مهما كانت النتائج والتفاف شعبي منقطع النظير.

    مالذي حققته اليمن على مدى عام كامل من المواجهة مع اقوى الاساطيل؟

    على ذات السياق، وبعد نحو عقد من الحرب الكونية على اليمن، قررت قواتها خوض المعركة الجديدة في البحر الأحمر رغم مستوياتها المختلفة وابعادها الدولية، فما ابرز المكاسب التي حققتها على مدى الأشهر الماضية من عمر المواجهة؟

    مع انطلاق العدوان السعودي-الاماراتي بتحالف 17 دولة في مارس من العام 2015، كان العالم يترقب سقوط اليمن، وقد دفع الامر بالسعودية لتحديد أسبوعين فقط على المعركة. كان التحالف مفعم بالقوة التي تم حشدها ضد بلد بالكاد صمد في وجه العواصف المتتالية من التحول في مشهده خلال السنوات الأخيرة.

    ومع أن اليمن المنهكة بالصراعات السياسية والمؤامرات الإقليمية والدولية وسطوة الجماعات المتطرفة إضافة إلى الهجمات الاستباقية التي شلت اخر قدراتها العسكرية لم تكن حينها جاهزة للمعركة الا انها استطاعت تدريجيا التعافي وصولا إلى قلب المعركة والتي انتهت بانسحاب سعودي على مضض ضمن اتفاق هدنة لا يزال قائما رغم المؤامرات والخروقات.

    كان يفترض ان تختار اليمن فترة نقاهة للتعافي خلال السنوات التي أعقبت الهدنة وإعادة بناء داخلها لمواجهة الاخطار والتقاط أنفاسها، لكن عندما تعرضت غزة لحرب الإبادة قررت الانخراط بطوفان الأقصى ملقية كل ما تملكه من قوة وايمان في المعركة حتى وصلت إلى مستوى لا يقاس محليا بل دوليا.

    بدأت المواجهات بالطائرات المسيرة تلتها الصواريخ البالستية ومن ثم الغواصات واليوم تضع القوة الفرط صوتية على طاولة المواجهة، وكانت المسافات التي تقطعها المسيرات والصواريخ اقل مما هي عليه اليوم واقل أيضا من حيث القدرة التدميرية والاصابة الدقيقة ، ليتم وضعها في صدارة الأسلحة الحديثة.

    على مدى عام كامل من المواجهة مع اعتى الاساطيل والقوى العظمى نجحت اليمن بفرض معادلة جديدة أولها الاندفاع نحو صدارة الدول الأكثر قدرة عسكريا وتطورا في الصناعات العسكرية باعتبارها أصبحت خامس دولة في العالم تعلن استخدام الصواريخ الفرط صوتية وواحدة من بضعة دول تعتمد على المسيرات الانتحارية.

    أصبحت الممرات الملاحية في المنطقة من البحر الأحمر حتى العرب مرورا بخليج عدن والمحيط الهندي تحت الرقابة اليمنية بشكل كلي وباتت الحركة الملاحية في هذه المنطقة الهامة التي تشكل ما نسبته 45 % من حجم التجارة البحرية حول العالم محكومة بقرار القوات اليمنية ..

    فعليا، أصبحت اليمن رقما صعبا في المنطقة عسكريا وجيو سياسيا برسمها معالم مرحلة جديدة قد تلقي بظلالها على مراكز النفوذ العالمي في المنطقة إضافة إلى إعادة صياغتها لمعالم الحرب الجديدة هنا وفرض واقع جديد يجعل أمريكا وحلفائها الكبر امام معادلة جديدة اما الاستسلام بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة او بإغراق بوارجها ومدمراتها وتلك خطوة لم تتخذ القرارات بشانها بعد.

    spot_imgspot_img