في المعارك المصيرية من تاريخ الشعوب، لا توجد منطقة وسطى، فإما أن تكون مع الوطن، وإما أن تكون ضد الوطن، حصل هذا في فرنسا، وهي تحارب المحتل النازي، وحدث هذا في فيتنام، والجزائر، وفي جنوب إفريقيا، وصار من العار والمعيب أن يخرج أي جزائري أو فيتنامي ليصرخ ضد مقاومة المحتلين الغزاة، رغم عشرات آلاف الضحايا.
غزة اليوم تخوض معركة الشعب الفلسطيني المصيرية، وفي مثل هذه المعركة فإن كل خارج عن صف المقاومة لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي، ومخططاته التوسعية، ورغم هذه الحقائق التاريخية الدامعة، فما انفكت بعض الكلاب تنبح خلف رجال المقاومة في غزة، في الوقت الذي ييفق فيه اهل غزة كلهم خلف شبابهم، في معركة طوفان الأقصى ضد المخططات الصهيونية، يقدمون التضحيات راضين، وهم يعرفون أن دماء وأرواحهم وأولادهم وبيوتهم، فداء للأمة العربية كلها.
وقد دللت المعارك التي يخوضها أبطال غزة بان أهل غزة يحفظون عهد الشهداء أبو عمار وأبو جهاد وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى والشقاقي، وهم أوفياء للعهد الذي قطعوه على أنفسهم أمام ذكرى هؤلاء الأبطال، لذلك يناشد الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات السيد محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية بأن حشر كلابه التي تنبح خلف رجال المقاومة، ويلجمها بحجر من حجارة المسجد الأقصى.
أما الكلاب الشارد؛ فيقول لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ومن وسط الدمار والخراب والهلاك وشلال الدماء. النبح خلف رجال المقاومة عيب أيها المارقون على تاريخ فلسطين المقاوم، ونهش لحم المقاومين، وهم في غياهب الجب، يصارعون شياطين الأرض كلهم، جريمة ووقاحة، فاخجلوا من عيون أمهاتكم، واخجلوا من أطفالكم، حين يكتشفون حقيقتكم، ويصفونكم بحقيقتكم، فولا تضعوا يدكم في يد الصهيوني إيدي كوهين، ولا تكونوا ذراعاً قذرة للصهيوني أفيحاي أدرعي.
واحذروا من غضبة شعبنا أيها المارقون على تاريخنا المقاوم، يا من تطعنون المقاومة في الخاصرة، وتحملونها مسؤولية حرب الإبادة في غزة، لتبرئوا العدو الإسرائيلي من جرائمه، فاحذروا غضبة شعبنا، فللخيانة حدود أيها الأذلاء، وللغدر أفق لا يتعداه، وللوقاحة سقف أيها المندسين الجبناء.
الشعب الفلسطيني وأبطاله في قطاع غزة يخوضون معركة الدفاع عن رام الله والقدس وجنين وبيت لحم والخليل ونابلس والجليل، فلماذا تطعنون ظهر الشرفاء بمنشوراتكم المقززة، وصراخكم الفاجر، وعويلكم الزائف، ودموعكم التي تسح على خد الجيش الإسرائيلي كذباً؟
أيها المارقون على تاريخ فتح المقاوم: كفاكم نبحاً خلف أبطال المقاومة، وكفاكم ردحاً لرجال المقاومة، وكفاكم لعقاً لأحذية الإعلام الإسرائيلي الذي يسير وفق هوى نتانياهو، ووفق رغبات سموتريتش، وأطماع بن غفير
أخزاكم الله أيها المارقون على تاريخنا الفلسطيني، ما أقذر منبتكم! وما أسخف فعلكم! وما أرخص منبعكم! وما أوسخ مسعاكم!
وإلى السيد محمود عباس، يقول شعبنا الفلسطيني المكلوم بالخذلان: هل يرضيك هذا العفن الذي يطفو على سطح قضيتنا؟ ومن المسؤول الأول عن كل ذلك؟
إذن؛ احشر كلابك يا سيد محمود عباس، فأهل غزة يخوضون معركة المصير، لا مصير غزة وحدها، وإنما مصير القضية الفلسطينية كلها، وكلنا ثقة بأن مصير الضفة الغربية سيظل مجهولاً، ما لم يكن مصير غزة معلوماً.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
د. فايز أبو شمالة