قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الولايات المتحدة الأميركية بحاجة إلى استراتيجية جديدة تركز على مصادر القوة المتنامية لليمنيين وليس فقط على أعراضها التي تظهر في البحر الأحمر، مؤكدة أن “مهمة الولايات المتحدة لردع اليمنيين وإضعافهم لم تنجح”. ونشرت المجلة تحليلا أعده كل من “بيث سانر”، نائبة مدير الاستخبارات الوطنية السابقة في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، و”جنيفر كافاناغ”، مديرة التحليل العسكري وكبيرة زملاء أولويات الدفاع. وكشف التحقيق عن استحالة ايقاف الهجمات اليمنية.
وقد دخلت المخاوف الامريكية من العمليات اليمنية، منعطف جديد مع طرح الهواجس من إمكانية اغراق حاملة الطائرات على طاولة النقاش. وتداولت منصات ووسائل اعلام أمريكية تصريحات مختلفة حول إمكانية تطور المواجهة في اليمن إلى مستوى اخر. وابرز ذلك ما كشفه العقيد المتقاعد في الجيش الأمريكي لورانس ويلكرسون عن المخاوف من إمكانية قرار اليمنيين اغراق حاملات الطائرات الامريكية بدلا من توجيها ضربات تحذيريه لها. واعتبر ويلكرسون الخطوة بانها ستشكل كارثة بالنسبة لأمريكا خصوصاً اذا ما غرقت الحاملة وعلى متنها نحو 5 الاف جندي ومعدات باهظة الثمن.
وجاء حديث ويلكرسون عقب اعلان اليمن استهداف حاملة الطائرات المتواجدة في البحر الأحمر “يو اس اس هاري ترومان”.. وترومان وهي رابع حاملة طائرات أمريكية يتم سحبها من البحر الأحمر والعربي عقب سلسلة استهدافات يمنية طالت “ايزنهاور” و “لينكولن” إضافة إلى روزفلت. والطرح الأمريكي الجديد حول إمكانية اغراق حاملة الطائرات الامريكية يأتي مع تطور نوعي في قدرات اليمن العسكرية اخرها الصواريخ الفرط صوتية التي عجزت جميع الدفاعات الامريكية والإسرائيلية عن اعتراضها.
هل تخلت أمريكا عن حاملة الطائرات في البحر الأحمر ؟
للمرة الثالثة في اقل من شهر تتعرض حاملة الطائرات الامريكية المتمركزة في البحر الأحمر لهجوم صاروخي ومسير ، وللمرة الأولى في تاريخها البحرية الامريكية لم تقرر سحبها رغم التقارير عن اضرار بها، فما ابعاد الخطوة وهل قررت أمريكيا التخلي عن هذه البارجة؟
في السابع عشر من ديسمبر الماضي دخلت حاملة الطائرات الامريكية “يو اس اس هاري ترومان” البحر الأحمر متسللة عبر قناة السويس .. حاولت هذه البارجة التي كانت خرجت عن الخدمة في العام 2019 وتم إعادة ترميمها للعمل مجددا في العام 2021، التوغل بعمق المناطق البحرية القريبة من اليمن ، لكن بعد أيام قليلة على اقترابها نحو 300 ميلا من السواحل اليمنية برسوها قبالة السواحل السودانية تم استهدافها بأول هجوم صاروخ ومسير ، اعترفت القيادة المركزية للقوات الامريكية حينها ، بتحطم طائرة من نوع اف اي 18 الخاصة باعتراض الهجمات الجوية والخاصة بالأسطول “ترومان” ..
بعد أيام من العملية شوهد الاسطول الأمريكي يبعد بشكل تدريجي بعد توقفه قبالة ميناء جدة السعودي ليصل بعدها إلى اكثر من الف ميل بحري.. لم يتضح ما اذا كانت الحاملة الامريكية قد خضعت لإجراءات صيانة سريعة، لكنه تم اعادتها إلى البحر الأحمر مجددا.
منذ بداية الشهر الجاري تعرضت “ترومان” لهجومين اخرهم مساء الاثنين وجميع الهجمات تتم بصواريخ كروز بالتوازي مع طائرات مسيرة.
مع أن “ترومان” ليست حاملة الطائرات الامريكية الوحيدة التي تتعرض لهجوم يمني منذ بدء المعركة المباشرة في يناير من العام الماضي، اذ سبقتها ايزنهاور ولينكولن وروزفلت، الا انها الوحيدة التي تتعرض لهذا الكم من الهجمات ولم تقرر أمريكا بعد سحبها، والاهم في الامر بدء الخبراء العسكريين وصنع القرار والاستخبارات الامريكية الحديث عن مرحلة ما بعد غرقها في إشارة إلى ان إمكانية تدميرها بات قاب قوسين او ادنى. وهو ما يشير إلى أن هذه الحاملة تم ارسالها في مهمة انتحارية لا اكثر.
فعليا لا تملك الولايات المتحدة خيار اخر فهي الان امام خيارين لا ثالث لهما ام الانسحاب طواعية والحفاظ على أصولها البحرية المكلفة في ظل العمليات اليمنية المستمرة او المغامرة في ابقائها والمناورة بها للحفاظ على سمعة أمريكا التي ظلت تسوقها بانها لا تقهر، لكن في كل الحالات يبدو ان مصير كل الخيارات محسوم مسبقا لصالح اليمن.