احتدمت المواجهة بين قوى المرتزقة الموالية لتحالف العدوان، اليوم الأربعاء، مع قرار أطراف السلطة خوض معركة كسر عظم جديدة.
ويقود رشاد العليمي، رئيس الرئاسي، تحالف جديد للانقلاب على الانتقالي داخل الحكومة لتجريدة من الحقائب التاي يمتلكها في “حكومة المرتزقة” بضوء أخضر من السعودية.
وكشفت السعودية، قرارها بشأن المجلس الانتقالي، سلطة الأمر الواقع جنوب اليمن.. يتزامن ذلك مع تصاعد وتيرة المواجهة معه في عدن. واكد الخبير السعودي صالح العمار بأن بلاده قررت انهاء الانتقالي خلال العام الجديد 2025. والمح في تغريدة على صفحته الرسمية إلى أن المجلس لن يستمر مع تمسكه بما وصفها بالأفكار الثورية.
وكانت السعودية صعدت خلال الايام الأخيرة ضد الانتقالي مع انسحاب رئيسه من اجتماعات الرئاسي في الرياض وتلويحه بخطوات تصعيدية لانهاء الشراكة مع قوى يمنية تحت سقف الرياض. واعادت الرياض خلال الساعات الأخيرة قطع امدادات وقود الكهرباء ما تسبب بانهيار جديد لمنظومة.
وقال عبدالرحمن انيس مدير صحيفة 14 أكتوبر الصادرة من عدن بان مؤسسة الكهرباء في المدينة جدولت ساعات إطفاء الكهرباء بمعدل ساعتين تشغيل لكل 11 ساعة إطفاء اي بمعدل ساعتين تشغيل في اليوم كاملا.
وجاءت الخطوة مع توقف امدادات وقود الكهرباء القادم من مأرب. وملف الكهرباء واحد من عدة ملفات تتخذها السعودية كورقة ضغط ضد الانتقالي.. تزامن قطع الكهرباء عن المدينة الساحلية مع إعادة تصدير الرئيس الأسبق “عبدربه منصور هادي” وابرز خصوم الانتقالي إلى واجهة المشهد.
تحالف جديد
وافادت مصادر تابعة لحكومة المرتزقة بان المرتزق “رشاد العليمي” قرر انشاء تحالف جديد داخل حكومة بن مبارك تهدف لتقليص نفوذ الانتقالي فيها. وكشفت المصادر اتصالات للعليمي بقيادات في حزبي الإصلاح والمؤتمر على راسها هادي لإعادة توزيع الحقائب السيادية والتي كانت الانتقالي استحوذ عليها تحت مسمى حصة الجنوب.
واصدر رشاد العليمي، وبامر من السفير السعودي، تعيين المرافق الشخصي لهادي صالح الجعميلاني قائدا للمنطقة العسكرية الأولى المتمركزة في الهضبة النفطية بوادي وصحراء حضرموت.. واعتبر الخبير العسكري بالانتقالي قرار تعيين الجعميلاني بانه يتعارض مع مبداء الشراكة بين الانتقالي وبقية المكونات اليمنية وينبئ بمرحلة تصعيد جديدة.
وتأتي هذه التحركات مع استمرار مناورة الانتقالي ضد السعودية ومجلسها الرئاسي. وبالتزامن مع مقاطعة الزبيدي لجلسات الرئاسي في الرياض واصلت فصائله بسط نفوذها على مدينة عدن في انقلاب واضح على الاتفاق بين اعشاء الرئاسي برعاية سعودية.
ويسعى العليمي وفق المصادر للدفع بهادي بغية انتزاع حقائب مهمة على الانتقالي في الحكومة المتوقع اجراءات تغييرات عليها. وتحالف العليمي يأتي بالتوازي مع تصعيد الانتقالي الذي سيطرت قواته على مقر معاشيق إضافة إلى الانتشار بمدينة عدن.
استعراض عسكري ومهاجمة معقل هادي
بدوره، نفذ المجلس الانتقالي استعراض عسكري يعد الأكبر من نوعه في محافظة نفطية هامة. وأقيم الاستعراض بمحافظة شبوة الخاضعة للانتقالي.
وتم خلال الاستعراض الذي حضرته قيادات من الانتقالي من محافظات عدة استعراض دفع جديد من ما تعرف بـ”دفاع شبوة” التيار المحسوب على الانتقالي بقيادة وجدي باعوم إضافة إلى أسلحة مختلفة. وشارك بالاستعراض ضباط إماراتيون أيضا.
والاستعراض يعد الأول من نوعه منذ اشهر حيث ظلت الأنظار تترقب اتفاق على توحيد كافة فصائل الرئاسي تحت قيادة وزارة الدفاع في حكومة عدن. وتوقيته يشير إلى انه ضمن المناورة التي بداها الانتقالي من عدن خلال الايام الأخيرة ويهدف من خلالها للضغط على خصومه بالرئاسي لتحقيق مكاسب اكبر.
وشبوة تعد ثاني محافظة خاضعة للانتقالي يستعرض فيها الأخير بوجه خصومه. ويأتي الاستعراض مع اتساع رقعة المواجهة بين الانتقالي والعليمي. والمواجهات الجديدة تأتي على واقع ترتيبات سعودية لمرحلة ما بعد الاتفاق مع صنعاء وسط محاولة الانتقالي تحقيق مكاسب كبيرة.
من جهة أخرى، عاود المجلس الانتقالي، الهجوم على معقل الرئيس الأسبق وابرز خصومه عبدربه منصور هادي. يتزامن ذلك مع محاولات لاعادته إلى المشهد جنوبا على حساب المجلس المنادي بالانفصال.
وافادت فصائل الانتقالي في بيان لها بانها بدأت حملة جديدة بوادي نصبه والجبال الحدودية على طول المناطق الوسطى شمال ابين. وتلك المناطق تعد مسقط راس هادي. وجاء الحرك غداة اصدار رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي قرار بتعيين ابرز مرافقي هادي صالح الجعميلاني قائد للمنطقة العسكرية الأولى المتمركزة بمناطق النفط شرقي اليمن.
والقرار ضمن خطوات تشمل تمكين هادي في حكومة عدن بهدف تقليص نفوذ الانتقالي واستحواذه على تمثيل الجنوب. وتشير الحملة العسكرية الجديدة إلى سعي الانتقالي اضعاف الحاضنة الشعبية والقبلية لهادي بذريعة “مكافحة الإرهاب” لاسيما في ظل المواجهات المستمرة لقبائل المناطق الوسطي وشيطنة أبنائها للتفرد بهم.
ويخوض الانتقالي وتيار هادي معارك منذ العام 2019 حيث تمكن الانتقالي من اسقاط حكومة هادي في عدن وازاحته من المشهد. والحرب الأخيرة ضمن صراع يمتد إلى ثمانينات القرن الماضي بين كان يعرف بالطغمة والزمرة والتي كانت الضالع وابين تصطفان في مواجهة الأخرى بمعية بقية المحافظات الشرقية والغربية.
انتفاضة للمعلمين في عدن
على ذات السياق، شهدت مدينة عدن، المعقل الأبرز للانتقالي، اليوم، انتفاضة تربوية جديدة بالتزامن مع اعلان رشاد العليمي صرف مرتبات شهرين لمعلمين تعز. وشارك الالاف المدرسين والمدرسات بمسيرات احتجاجية بشوارع عدن احتجاجا على عدم صرف المرتبات.
ومع أن عدن تشهد كغيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف حالة اضراب وتصعيد للمطالبة بصرف المرتبات المتوقفة منذ اشهر الا ان قرار الخروج للشارع جاء في وقت أعلنت فيه حكومة بن مبارك قرارها صرف مرتبات المعلمين بتعز وكافة موظفي السلطة المحلية بمعدل راتبين.
وكانت “حكومة الرمتزقة” عجزت عن صرف مرتبي أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي جراء الإفلاس. وجاء اعتماد مرتبات شهرين لتعز مع اعلان السعودية وديعة جديدة تقدر بنحو نصف مليار دولار.
واستبعاد مدرسي وموظفي عدن من الوديعة رغم معانتهم كغيرهم من المحافظات جراء انقطاع المرتبات لشهرين يحمل ابعاد سياسية اذ يأتي في وقت يحاول فيه الانتقالي سلطة الامر الواقع المناورة ضد الرئاسي عبر السيطرة على قصر المعاشيق إضافة إلى التهديد بفرض الإدارة الذاتية.
وتحاول “حكومة المرتزقة” القاء اللوم على الانتقالي الذي يشكل ابرز أعمدتها ويرفض توريد عائدات عدن إلى حساباتها بالمركزي.