انا اللي أروح اليمن وازورها واعيش فيها مش انتم… وانا التي اعرف رأي الناس بكل حر شريف ، مش بس بي، وبكل ما يحدث وسيحدث..
انا من أعيش في كل اليمن شمالاً وجنوباً وبكل تواضع واعتزاز وفخر اقولها واعرف مقدار محبتهم لي واعتزازهم بي.. وبكل يمني شريف، ورايهم بكم. هذا ان كانوا يعرفوكم أصلاً!!
اما هجومكم علي فليس جديداً، كلما قلت كلمة حق، مع اليمن، ومع من يدافع عنها، ورأي هو رأي ملايين اليمنيين، انتم من حرمتم على أنفسكم المشي بين شوارع المدن اليمنية وبين قراها وجبالها والجلوس في سواحلها، وتحت شمسها وظلالها، انتم اخترتم المنفى واللجوء والتشرذم والتشرد، حرمتم عليكم عدن وتعز، والحديدة والمهرة وأبين والضالع، وحضرموت، ومارب، وذمار ورداع وإب، وصنعاء، وهذه جزء من اليمن، انتقلت بين اجنابه خلال عشر سنوات من الحرب… وعشت من الناس وشفتهم .. وهم قالوا لي واصلي… لا تتوقفي… أنتي تقولي الي بقلبنا.
ما بتعرفوش أيش يقولوا اليمنيين من السوشل ميديا.. لانهم ما يقدروش يسافروا لا الرياض ولا القاهرة ولا إسطنبول، ولا بيروت ولا لندن ولا واشنطن ولا جنيف.. وهذه هذه المدن زرت الكثير منها وسمعت الناس واليمنيين العادين فيها أيش يقولوا.. الكل مع سيادة اليمن، وردها لاي عدوان خليجي عربي امريكي إسرائيلي.. مع فلسطين.. والذي مع فلسطين كيف يكون ضد اليمن .
انتم متعرفوش أيش هو الشرف… لكن ساترك بائع خضرة في السوق المركزي بتعز، ولا صاحب بقالة بعدن، ولا مقوت بالضالع، ولا نجار بصنعاء، او سواق باص بالحديدة يقلهم أيش هو الشرف.. او صانع صواريخ وطائرات مسيرة “محد دراري وينه” لان هؤلاء ائتمنوا كل يمني شريف على شرف بلادهم.. والله ان كلام الناس العادية.. اخطر من كلام المنابر ومهما قلنا ما نقدرش نعبر عنه…
انا قوتي من الأرض.. وانا الصحفية التي ليس بيدي الا الكلمة… لهذا افهم كيف يقاتل اليمني ويطلع الصواريخ ضد أمريكا… اقوى قوة في الكون لأنه بختلط بالأرض والناس.. ومن اين يأتي بقوته وجسارته.
يجب ان يتوقف هؤلاء ممن لا يعرفون اليمن عن الحديث عن اليمن.. مش كل من حمل الجواز قدو يمني.. هذا شرف وفخر لا يفهمه الا قلة..
اليمني فيه عنفوان الجبال… لا يهاب شيئاً . انا شفتهم تحت الحرب والقصف السعودي .. وهم بتفرجوا اين وقع الانفجار ..
شفتهم أيام كورونا والعالم مخبأ وخايف وهم بالشوارع والمواصلات والزحمة..
شفتهم أيام الحرب الأمريكية الإسرائيلية.. وهم يهموا سعر الصرف اكثر من القصف!
لم أغب يوماً عن ارض بلادي . والله انهم يردوا الروح… اليمني بايع للدنيا وداعس لها برجله.. فقير ولا غني… الدنيا عنده لا شيء هو ملكها وسيدها.. لا تعرف من اين يأتي بهذه الثقة!
فكيف يشعر يمني بالخوف او الذل..
اضف انهم اذكياء جداً. تكلم مع عوام الناس.. شوف حدة الذكاء والطيبة والفطرة الصحيحة.. لا نصاب ولا فهلوي.. ولا شرير..
انا يمنية من كل قلبي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
منى صفوان
