إستراتيجية قديمة التكتيك حديثة الظهور، يهودية المنشأ، شيطانية التفكير، وحشية التنفيذ، زُرعت ببذرة الفساد فأنبتت سنابل فاسدة تذروها رياح الطغيان الصهيوأمريكي؛ لتفسد بقية الزرع بأنمل سوداء ممتلئة بدماء الأبرياء تنوي التجزئة والخراب، تخطيط بِكل بشاعة وإجرام يريد الصهيوني دمار الساحة العربية وجعلها صريعة مُنذلة تحت الأقدام تتداس، والعزة لهم تحديًا واضحًا لله ولرسوله وللمؤمنين؛ لتظهر في الآونة الأخيرة تلك الإستراتيجية بالساحة العربية وبشكل علني “تغير الشرق الأوسط” بكل بجاحة وهيمنة تُعلن تلك الخطط غير مراعين حرمات العرب وحقوق الأوطان وحرية الشعوب التي تغنوا بها وشبّعت مصطلحاتهم الكاذبة بها.
يبدوا أن النزوة الصهيونية قد تفاقمت شيئًا فشيئًا، فباتت تلتهم ماقد تراه في الخارطة العربية، تسقط دول وتخطط على الأخرى، فالنيل والفرات حدودًا جديدة للكيان الغاصب وباقي الدول العربية حصون حامية يحمون أنفسهم وراء تلك الحصون، ها نحن نرى ما قد سعت له الماسونية منذ سنيين طويلة، تجميد الأمة الإسلامية وتدجينها وجعلها جنود مجندة للحروب الناعمة لتكن عبرية متيهودة مسلمة مستسلمة راضية منهزمة مطأطأة الرأس ناكسة العزة والكرامة.
لكن رياحها توقفت على الحدود اليمنية وفساد زرعها لم يغلب زرع المسيرة القرآنية، تدجين البشرية تغلبت عليه البصيرة والوعي والتمسك بالقادات العظيمة من آل محمد، ليسوا حصون محصنة لليهود المعربدة وإنما هم من سيقتلعون الحصون ويبيدون وينكلون ويدمرون فهم ليسوا كبقية الشعوب، لم تحتضنهم غمامة التطبيع والتكيف مع العدو الصهيوني، أو القبول بالجلوس معهم على طاولات تفاوض قد تساوم تلك التفاوضات في دماء الشعب الفلسطيني، حتى تلك القمم والجامعة لمن تكن محض اهتمامنا، نعلم أن وجودها كعدمها، ما بيننا ليس كرسيًا، بيننا مسيرات وصواريخ ومعركة حتميةً تقام برًا بحرًا وجواً، بيننا بيانات ناطق القوات المسلحة اليمنية، بيننا حرب كونية مُنذ قيامة معركة طوفان الأقصى إلى أن يشاء الله النصر لجنده وتصديق لوعده وتطهيرًا لأرض رسوله المباركة وأولى قبلة من آمنوا به.
عقب اندلاع حرب غزة والتي أرادت بذلك تحرير الأرض من الكيان الغاصب، آملةً من العرب مساندتها والوقوف معها ضد الغدة السرطانية إلا أنها لم تلقى سوى الخذلان والسكوت، سارعت اليمن كقوة حربية متمكنة مناصرة لفصائل المقاومة في أرض فلسطين، بالتدخل السريع في خضم تلك المعركة القائمة على الأرض الفلسطينية والوقف معهم بالمال والعتاد والأرواح، لم تكتفي القوات اليمنية آنذاك بإقامة الحرب في البحر الأحمر وتمركزها عليه والسيطرة على الأقاليم البحرية، وفرض حصار على إسرائيل ومن يمولها، وهدم اقتصادها وجعلها تقف على نصف رجل، بل صعّدوا تلك المعركة لمراحل متعددة سخرت مسيراتها وصواريخها التي ظهرت على الساحة الحربية بتقنيات متقدمة وتحديثات متميزة فرط صوتية لتستهدف منشآت حيوية وثكنات عسكرية، ولم تنسى الميناء والمطارات وتعطيلهن عن العمل وهروب الكثير للملاجئ مذعورين أذلاء.
عززت تلك الهجمات الحربية في منطقة البحر الأحمر من قبل اليمن دورًا كبيرًا في إطار المعركة، شهدت له الملاحة العالمية، بدأت القوات المسلحة اليمنية باستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في 19 نوفمبر 2023 في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب؛ بهدف وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أدت تلك الهجمات اليمنية إلى أزمة غير مسبوقة وليدة عصرها، كيف لا وحاملات الطائرات تقصف والبارجات تتدمر؟!، حدثٌ لم يحدث مثله منذ أن أوجد التاريخ نفسه.
على الرغم من استمرار العنجهية الصهيونية في إصرارها على أقامة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ستبقى القوات اليمنية في البحر الأحمر، وستفرض واقعًا جديدًا في المنطقة، حيث وستصبح هذه الهجمات وسيلة في أجبار العدو بالتوقف عن عملية التهجير والإبادات الجماعية بحق إخواننا في غزة، وأيضاً ورقة ضغط على المجتمع الدولي بأن تضع حدًا وتردع الجيش الإسرائيلي من أفعالهم الشنيعة بحق الأمة قاطبة.
نكررها ونقول مابين اليمن وإسرائيل ليس كرسي تفاوض ولا يد سلام وإنما معركة فيها يحدد المصير شهداء كرامًا أو أنصارًا منصورين منتصرين والله على مانقول شهيد.
ــــــــــــــــــــــ
كوثر العزي