ما سأقوم بسرده هنا يأتي استكمالا للمقال السابق ، عن الحالة التي وصلت إليها حركة فتح وسلطة رام الله ، من خلال المشاهدات الأخيرة ، لما يجري لأهلنا في مختلف مناطق الضفة الغربية ، وخاصة مخيم جنين ، الذي لا تزيد مساحته عن نصف كيلومتر مربع ، حتى أصبح معضلة حقيقية أمام جيش الإحتلال الذي يمارس جرائم يومية ، كما هو حاله في قطاع غزة .
الإحتلال وجد ضالته في أجهزة أمن فتح والسلطة ، فهذه الأجهزة تمارس ( رجولتها ) بحقّ الأهل بصورة تبعث على الإعجاب والتقدير من قبل نتنياهو وزبانيته ، لا بل إن تصرفاتها أصبحت مفاجئة للكيان الغاصب ، الذي يبدي ارتياحا كبيرا لما تقوم به ، وهذه الأجهزة تخوض منافسة قويّة مع جيش الإحتلال ، كي تثبت له بأنّها قادرة على مواجهة رجال المقاومة والحدّ من خطورتهم على كيان العدو.
ما فاجأني خلال الأيام الماضية قيام هذه الأجهزة باستخدام قذائف الآر بي جي في مخيم جنين ، وهي المرّة الأولى التي نشهد فيها وجود مثل هذه القذائف ، التي كنّا نتمنى توجيهها لصدور جيش الإحتلال ، الذي مازال يستبيح الأرض والمقدسات ، ويقتل بدم بارد ، ويمارس كل سفالاته في أرضنا المحتلة.
والأغرب من ذلك ؛ إنّ أفراد هذه الأجهزة يقومون بالتقاط الصور من داخل منازل المواطنين في المخيم ، حيث الضحكات والتصرفات المخجلة ، وكأنّها تمكنت من تحرير القدس ، وهي تعلم بأنّها هي التي أصبحت أضحوكة وألعوبة بأيدي جيش الإحتلال النازي.
لا أشكّ للحظة بأنّ هذه الممارسات الفتحاوية والسلطوية لا تمتّ لأيّ فلسطيني بصلة ، من العيب والعار أن يصل هؤلاء لهذا المستوى المقيت والمشين في التعامل مع أهلنا الصابرين والمرابطين ، سواء في مخيم جنين أو أيّ مكان في الضفة الفلسطينية ، والتي يبدو أن ساعة الصفر باتت قريبة جدا ، للخلاص من الإحتلالين البغيضين .
لن أطلب من فتح وأجهزة أمن السلطة العودة إلى الرشد أبدا ، فهذا لن يفيد ، عليهم فقط انتظار ما هو قادم ، حيث لن ينفع الندم أبدا ، فشعبنا الفلسطيني ينتظر تلك اللحظة الحاسمة التي لن تطول أبدا ، حينها سيكون الحساب عسيرا وعسيرا جدا ، لكلّ من مارس الخيانة بحق فلسطين وشعبها ومقاومتها .
أجزم بأنّ نتنياهو يشعر ( بانشكاح ) كبير ، والإنشكاح يعني السعادة والسرور ، هذا هو الحال اليوم ، ويا ألف خسارة على فتح وماآلت إليه!
تحية للمقاومين الأبطال في كافة أنحاء الضفة الغربية ، والمجد للمقاومة ( المعجزة ) في غزة ، التي مازالت تواجه الإحتلال بصورة نعجز عن وصفها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. محمد أبو بكر
كاتب فلسطيني