الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الصحافي كيف أثبت اليمن عملياً أكذوبة الهيمنة الأمريكية على البحار؟

كيف أثبت اليمن عملياً أكذوبة الهيمنة الأمريكية على البحار؟

تشهد المرحلة الخامسة من التصعيد العسكري اليمني ضد العدو الأمريكي والصهيوني إسناداً لغزة وضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ذروة المواجهة.

ولا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن بيان عسكري على لسان المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية العميد يحي سريع.

وعلى الرغم من التكاتف الغربي مع الكيان الصهيوني وتواطؤ الأنظمة العربية والإسلامية، بل ومساعيها في تقديم المساعدة العسكرية والإقتصادية للكيان، إلا أن القوات المسلحة اليمنية تواصل عملياتها في العمق الصهيوني، مستهدفة أهدافاً حساسة وحيوية في مختلف المستوطنات.

وتشمل العمليات العسكرية النوعية كافة مسرح العمليات المعلن من قبل الجيش اليمني، والذي يضم مساحة بحرية شاسعة ابتداء من البحر الأحمر وخليج عدن، مروراً بالبحر العربي والمحيط الهندي لتصل إلى البحر الأبيض المتوسط.

وفي حين تقف الدفاعات الجوية للكيان الصهيوني عاجزة وفاشلة في التصدي للصواريخ البالستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة اليمينة التي تسقط بين الحينة والأخرى في مختلف مناطق فلسطين المحتلة، تشهد الترسانة البحرية الأمريكية في المنطقة، وهي السلاح الاستراتيجي والحاسم في المواجهة لدى أمريكا تحديات صعبة، وغير مألوفة في تاريخ الصراعات والحروب التي خاضتها أمريكا منذ نشأتها وحتى اللحظة.

مرحلة مفصلية من المواجهة

وفي السياق يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد الركن عبد السلام سفيان أن أهمية استمرار القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ العمليات النوعية بوتيرة عالية ضد العدو الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين، يكمن في أنها تأتي في مرحلة حساسة، ومفصلية من تاريخ المواجهة مع الأعداء.

ويوضح في تصريح خاص “للمسيرة” أن استمرار العمليات العسكرية النوعية في العمق الصهيوني وضد الترسانة البحرية الأمريكية في المنطقة، ترجمة عملية على الجهوزية العالية للقوات المسلحة واستعدادها التام لمواجهة التحديات الراهنة، مبيناً أن استمرار العمليات العسكرية النوعية يجسد الثبات على الموقف المساند لغزة والذي اتخذه كافة اليمنيين قيادة وشعباً.

ويعتقد سفيان أن تصاعد العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني والعدو الأمريكي يأتي رداً على العدوان الصهيوني الصلف على قطاع غزة وتعنته في ارتكاب مجازر الإبادة، موضحاً أن مؤشرات المعارك الميدانية توحي بأن القوات المسلحة اليمنية ذاهبة إلى رفع وتيرة العمليات العسكرية بأكثر فعالية من أي وقت مضى، وذلك للضغط على العدو الصهيوني وإرغامه على وقف العدوان والحصار على غزة.

ويرى أن تصاعد العمليات العسكرية اليمنية توصل رسائل للأعداء والعالم الصامت المتفرج بأنه ما يزال هناك أحرار يدافعون عن مقدسات الأمة الإسلامية وعن المستضعفين، ولن يتخلوا عن ذلك وعن عظمة التحديات والصعاب، موضحاً أن الموقف اليمني العسكري والشعبي والمتكامل في اسناد غزة حجة دامغة على الدول والأنظمة والشوب العربية والإسلامية الصامتة.

ويشير إلى أن استمرار العمليات العسكرية النوعية ضد الكيان الصهيوني يسهم في تثبيت وتعزيز صمود المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تشتبك مع العدو الصهيوني من مسافة صفر، وتكبده خسائر جسيمة على مدى عام من المواجهات العنيفة وغير المسبوقة.

ويصف سفيان الموقف اليمني المساند لغزة بالموقف التاريخي والقرار الصائب والذي ينبغي أن تقوم به كل الأمة الإسلامية، موضحاً أن العدو الصهيوني مجرم ومتوحش وغير مؤتمن، مستدلاً بما يحدث من أعمال صهيونية إجرامية في فلسطين ولبنان ومؤخراً سوريا.

ويذكر سفيان أن مراحل تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني تثبت جدوائية الكفاح المسلح والجهاد في سبيل الله ضد الكيان الصهيوني بصفته الحل الوحيد، والأنسب للتخلص من الاحتلال وتحرير المقدسات الإسلامية، منوهاً إلى أن الموقف اليمني الخالد في مساندة غزة ومواجهة قوى الشر العالمي المناصرة للإحتلال الصهيوني يعيد الأمل للأمة الإسلامية والعربية الخانعة والذليلة في إمكانية مواجهة قوى الشر العالمي والتغلب عليه وهزيمته، مستدلاً بما يحدث في البحر الأحمر، وخليج عدن والبحر العربي، وكذا داخل العمق الصهيوني من عمليات نوعية يمنية أفقدت صواب العدو.

ويلفت إلى أن الأمة العربية والإسلامية بمراحل مظلمة ومخزية لم يسبق لها مثيلاً في التاريخ، حيث تشاهد العدو الصهيوني يرتكب المجازر المروعة ويدمر مقدرات سوريا دون أن تحرك ساكناً.

وينوه إلى أن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- مؤهلاً لاستنهاض الأمة الإسلامية، وجعلها قادرة على مواجهة المخاطر والتحديات، وذلك كونه ينهض باليمن من بين الركام وجعلها قوة عظمى عصية على الأعداء متجاوزة كل التحديات.

ومع استمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب المجازر البشعة في قطاع غزة، وتدميره العشوائي للبنان، إضافة إلى توغله في الأراضي السورية، تجعل العديد من الأمة العربية والإسلامية يصابون بالإحباط ويفقدون الأمل بالمقاومة الإسلامية. وتعليقاً على ذلك يؤكد المحلل العسكري سفيان أن تصاعد العمليات العسكرية اليمنية النوعية تعزز موقف المقاومة، وتترجم عملياً أن المقاومة ماضية -بعون الله تعالى- صوب تحقيق النصر وهزيمة الكيان الصهيوني.

ويختتم سفيان حديثه بالقول:” مهما حدث من متغيرات فأن النصر حليفنا، وحليف الأمة الإسلامية والهزيمة والخسران المحتم هو من نصيب الكيان الصهيوني، وحلفائه، ومهما طال أمد المعركة سننتصر حتماً، وستضل فلسطين باقيه وهي في حدقات عيون شرفاء هذه الأمة ومقاومتها وقادتها وأعلام الهدى.

اليمن عصي على الأعداء

بدوره يؤكد المحلل السياسي حميد عنتر أن استمرار العلميات العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني، وكذا العدو الأمريكي يسهم في اضعاف قدراته العسكرية وتدميرها.

ويوضح في تصريح خاص “للمسيرة” أن تصاعد وتيرة العمليات العسكرية اليمنية في مرحلتها التصعيدية الخامسة، يضاعف الخسائر الاقتصادية والمادية للأعداء، والتأثير على معنوياتهم، مؤكداً أن فعالية العمليات اليمنية أدهشت الأعداء وجعلتهم يحسبون ألف حساب لجبهة اليمن.

ويشير عنتر إلى أن اليمن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس أثبت قدراته الفائقة في مواجهة أعتى وأقوى الدول في العالم، مبيناً أن تنفيذ العمليات بشكل شبه يومي يثبت أن اليمن يمتلك مخزوناً استراتيجياً من الصواريخ البالستية والفرط صوتية، وكذا الطائرات المسيرة وغيرها من الترسانة الحربية المجهزة وفق أحدث التكنولوجيا.

ويلفت إلى أن المخزون الاستراتيجي لليمن يؤهله إلى تلقين العدو الصهيوني والأمريكي دروساً قاسية جداً في المواجهة، مؤكداً أن أي تصعيد أمريكي بريطاني صهيوني قادم ضد اليمن سيهم سلباً على الأعداء؛ كون اليمن يخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ضمن خطط عسكرية مدروسة بحنكة كبرى على مدى طويل من المواجهة.

وعن مزاعم الأعداء وعملائهم من المرتزقة والمطبعين حول إمكانية تطبيق سيناريو سوريا على اليمن يؤكد العميد عنتر أنه من الاستحالة احتلال اليمن؛ وذلك لأن الطبيعة الجغرافية والالتفاف الشعبي وقدرات الجيش الحديثة وحنكة السيد القائد -يحفظه الله- تخدم اليمن وتجعل أرضه مقبرة للغزاة كما هو معروف عبر التاريخ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد ناصر حتروش

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version