الرئيسية أخبار وتقارير استغلال الفوضى أم اتفاق كبير.. تعديات إسرائيلية على سوريا في ظل سكوت...

استغلال الفوضى أم اتفاق كبير.. تعديات إسرائيلية على سوريا في ظل سكوت هيئة تحرير الشام وتنديد عربي

في الوقت الذي أبدت الفصائل المسلحة المسيطرة على سورية صمتها التام حيال التوغل الاسرائيلي في الأراضي السورية و هدم البنية التحتية الدفاعية بشكل كامل تقريباً لسورية أبدت العديد من الدول و الأحزاب العربية و القوى السياسية تنديدها للأفعال الصهونية التي تهدد الأمن الإقليمى مستغلة حالة الضبابية التي تسيطر علي المشهد بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدة ان التوغل بالأراضي السورية يخالف قرارات الأمم المتحدة ويهدم كل الجهود لتحقيق التهدئة والاستقرار.

السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي هل باتت دول الجوار تشعر الآن بالخطر المحدق القادم من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة على المشهد السوري وماذا يخفي الصمت التام لجماعة تحرير الشام حيال هذه الاعتداءات الصهيونية!؟

رفض و استياء عربي

فيما تواصلت بيانات الرفض العربي لاستيلاء كيان الاحتلال الصهيوني على المنطقة العازلة مع سورية بعد إعلانها عن انهيار اتفاقية فصل القوات مع دمشق بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. استمرت الدبابات الاسرائيلية في التوغل إلى العمق السورية و سيطرت على مرتفعات جبل الشيخ الاستراتيجية.

وجاء التنديد العربي في بيانات رسمية صادرة عن كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر وسلطنة وعمان والجزائر ومشيخة الأزهر، وذلك بعد مواقف مماثلة من السعودية وقطر والكويت والأردن والعراق وجامعة الدول العربية.

من جانبه، ندد الأزهر في بيان “انتهازية الصهاينة واستغلالهم ما تمر به سورية للسطو على أرضها ومقدراتها”، وأكد أن “هذا الكيان المحتل اعتاد على اغتصاب أراضي دول المنطقة ونهب ثرواتها، وتسخير مواردها لخدمة مصالحه”.

وأدانت الخارجية الإماراتية، في بيان، استيلاء قوات الاحتلال الإسرائيلية على المنطقة العازلة في هضبة الجولان السوري المحتل، مؤكدة حرص الإمارات على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها.

و من جهتها دانت مصر، ما وصفته بـ”الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية داخل الأراضي السورية، وتعمد قصف وتدمير العديد من المواقع والقواعد والأسلحة والمعدات والأنظمة العسكرية في مختلف أرجاء سوريا، بالإضافة إلى قيام الجيش الإسرائيلي بتكريس وجوده غير الشرعي وتوسيع نطاق سيطرته في الأراضي التي احتلها داخل العمق السوري.

في سياق متصل أدانت وزارة الخارجية العمانية إقدام القوات الإسرائيلية على احتلال أجزاء جديدة من الأراضي السورية في المنطقة الحدودية العازلة وخرقها اتفاق فض الاشتباك، مع استمرار قصفها العسكري على مواقع في العاصمة دمشق ومناطق أخرى.

كما استنكرت الجزائر في بيان “انتهاك جيش الكيان الصهيوني سيادة سوريا والاعتداء على أراضيها بعد استيلائه على المنطقة العازلة في الجولان المحتل”، وأكدت أن “جيش الكيان الصهيوني استغل الظروف الحالية التي تمر بها سوريا وحالة عدم الاستقرار في المنطقة لفرض أمر واقع جديد يتماهى مع السياسة التوسعية والاستيطانية التي تنتهجها سلطات الاحتلال الصهيوني”.

وفي هذا السياق دعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية (غير حكومية)، في بيان، الدول العربية والإسلامية كافة وبلدان العالم والمؤسسات الدولية إلى التصدي الفوري للاعتداءات والعربدة والاستباحة الإسرائيلية لسوريا ومقدراتها واحتلال أجزاء إضافية من أراضيها.

تأكيدات أممية

في ظل الغطرسة الاسرائيلية وتعديها على سورية و مقدراتها جددت الأمم المتحدة، التأكيد على أن الجولان أرض سورية تحتلها “إسرائيل” منذ عام 1967، وطالبت باحترام سيادة البلاد وعدم انتهاك وحدة أراضيها.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ما زلنا نعتبر مرتفعات الجولان أرضا محتلة”، مشددا على أن المنظمة الدولية تقف ضد أي انتهاك لوحدة أراضي سورية.

وأضاف “لا ينبغي لجيران سورية استغلال نقطة التحول الحالية للتعدي على أراضيها. الأمم المتحدة تعارض أي انتهاك لسلامة أراضي سورية”.

وفي وقت سابق، أكدت الأمم المتحدة الإبقاء على قواتها في المنطقة العازلة بالجولان السوري المحتل، وقالت إن دخول قوت الاحتلال الاسرائيلي هذه المنطقة يشكل انتهاكا لاتفاقية فض الاشتباك مع سورية الموقعة عام 1974.

الجولاني منشغلاً بالاحتفال

وفيما وصل توغّل قوات الاحتلال الاسرائيلي العسكرية في الجنوب السوري نحو 25 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق بعد سقوط الأسد، صمت حكّام دمشق الجُدُد تمامًا حتى عن الإدانة، وكان زعيمهم الجولاني أحمد الشرع قائد فصائل المعارضة مُنشغلًا في إبلاغ السوريين بالنزول إلى الساحات للاحتفال بالانتصار والتوعّد بمُحاسبة ومُلاحقة المسؤولين المتورّطين في “تعذيب السوريين ونشر قائمة بأسمائهم”، وأشار الجولاني إلى أنه سيتم تقديم مكافآت “لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب”.

ويظهر المشهد الحالي الخوف الكبير لهيئة تحرير الشام من كيان الاحتلال الاسرائيلي وأميركا، فحتى إلقاء بيان بخصوص الاعتداءات الإسرئيلية يعتبر أمر صعب بالنسبة للهيئة ، التي تسعى لكسب اعترافا دوليا، وإذا واجهت “إسرائيل” اليوم فبالتأكيد لن تحصل عليه.

ومن ناحية أخرى تتعامل المعارضة السورية المسلحة مع مقدّرات الدولة السورية السابقة وكأنها تعود فقط لنظام الأسد، حيث لم يصدر بيان إدانة واحد من قبلها يُدين الهجمات على مواقع الجيش السوري، فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني كبير أن الجيش الإسرائيلي دمّر مقدّرات الجيش السوري بأكبر عملية جوية قام بها في تاريخ كيان الاحتلال، ما يعني هُنا إخراج سورية وجيشها تمامًا من مُعادلة المُقاومة، والردع للعدو الاسرائيلي، وانضمامها رسميًّا لدول مُهادنة، وضعيفة، وتسعى لعلّه للتطبيع مُستقبلًا. في النتيجة فالجولاني و الاسرائيلي يتشاطران الاحتفال !!

مؤامرة تركية

فيما تنفي حكومة الاحتلال الصهيوني نيّتها احتلال دمشق، حيث القيادة الجديدة مُنشغلة باحتفالات إسقاط النظام، وتشكيل الحكومة الانتقالية، يُسلّط الإعلام العبري الضوء فجأةً على عشرات آلاف الدونمات داخل العمق السوري، ويدّعي أن البارون إدموند جيمس دي روتشيلد اشتراها زمن الدولة العثمانية لصالح الوكالة اليهودية، ما يطرح تساؤلات حول المدى الذي ستصل له الأطماع الإسرائيلية في الأراضي السورية التي انهار جيشها وقياداته.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version