في اليوم الـ432 للعدوان على المستمر على قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي أن سلاحه الجوي اعترض قذيفتين أطلقتا من وسط القطاع باتجاه مستوطنات الغلاف “دون وقوع إصابات”، على حد قوله.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مصادر طبية ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 40 شهيداً، جراء غارات معادية استهدفت مختلف أنحاء قطاع غزة، مشيرة إلى أن 29 منهم شمالي القطاع. فيما أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال ارتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 19 شهيداً و69 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية. هذا وأكدت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع حصيلة العدوان إلى 44,805 شهيدا و106,257 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023.
وفي التفاصيل، فقد أفادت مصادر إعلامية باستشهاد 3 في غارة إسرائيلية استهدفت فلسطينيين أمام بوابة مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع. وفي هذا الاطار، قال مسؤول صحي فلسطيني اليوم الأربعاء إن عمليات النسف التي نفذها جيش العدو الإسرائيلي فجراً فاقمت من تدهور الأوضاع في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وأدّت إلى تضرر “شبكة المياه والأكسجين” داخله.
يأتي ذلك في وقت قال فيه مدير المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع مروان السلطان، إنَّ “الاحتلال استهدف المشفى عدة مرات بالرغم من وجود المرضى والكادر الطبي بداخله، ما أدّى لإصابة 6 مرضى”. وأكد السلطان في تصريحات صحفية، أنّ الاحتلال استهدف مولدات الوقود والطاقم الذي كان يحاول إصلاحها، مشيرًا إلى وجود امرأة حامل جريحة مصابة برقبتها ولا يستطيع المستشفى تأمين العناية الكافية لها.
كما ذكّر أنَّ الأدوية والمواد الغذائية والمياه قليلة في المشفى، مؤكداً أن “حصار الاحتلال يمنع من إدخال هذه المواد الضرورية للمرضى والكادر الطبي”، قائلاً “ناشدنا المنظمات العالمية لتوفير الحماية للمرضى و الطاقم الطبي، لكن حكومة الاحتلال لا تستجيب لأحد”.
من جهة ثانية، استهدفت قوات الاحتلال عمارة الملش في الشارع الثالث بحي الشيخ رضوان، مع أنباء عن وجود شهداء وإصابات. وأصيب صياد بجراح خطرة غربي دير البلح جراء إطلاق نار من زوارق الاحتلال الحربية. واستشهد شاب إثر استهداف طائرات الاحتلال صباح اليوم في منطقة خربة العدس قرب من قصر الملكة في رفح.
وأعلن الدفاع المدني أن طواقمه انتشلت شهيدين وعدة إصابات من منزل استهدفه الإحتلال في منطقة الزيتون جنوبي مدينة غزة. هذا واستشهد 20 مواطنا صباح اليوم بعدما قصفت طائرات الاحتلال منزلاً يؤوي نازحين من عائلة أبو الطرابيش في مشروع بيت لاهيا شمال غزة.
ودمر جيش الاحتلال عددا كبيرا من منازل المواطنين باستخدام البراميل والروبوتات المتفجرة في منطقة العلمي بمخيم جباليا شمال القطاع.
كذلك، واستشهد وأصيب عشرات المواطنين، الليلة الماضية، في قصف الاحتلال منازل المواطنين في مخيم النصيرات وسط القطاع، ومحيط مستشفى كمال عدوان شمالاً.
وأفادت مصادر محلية، أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلاً غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد ثمانية مواطنين وإصابة آخرين، مضيفة أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، ما ادّى إلى سقوط 30 مواطنا بين شهيد وجريح ومفقود. وشنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على تل الزعتر في مخيم جباليا شمالاً.
إلى ذلك، أفادت مصادر إعلامية أن شمال غزة عاشت الليلة الماضية واحدة من أصعب الليالي مع استمرار القصف المدفعي العشوائي والعمليات العسكرية المكثفة التي ألحقت دمارًا هائلًا بالأحياء السكنية، وسط أحزمة نارية مستمرة.
ولليوم الـ 68 تواليا، يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة.
وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 50 تعطيل عمل الدفاع المدني قسرا في مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
القطاع وصل إلى مرحلة كارثية
بدوره، مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة قال إن “الاحتلال يواصل إغلاق جميع المعابر ويمنع إدخال المساعدات والغذاء إلى القطاع”، مشيراً إلى أن “القطاع وصل إلى مرحلة كارثية بعد انتهاج الاحتلال سياسة التجويع”.
ودعا “مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لإدارة أزمة الغذاء الخطيرة في القطاع”، معرباً عن إدانته “جرائم الاحتلال المركبة بحق شعبنا ومنها سياسة التجويع الممنهجة”.