أصدرت القيادة العامة لـ “هيئة تحرير الشام” الخميس الماضي، أول بيان رسمي يحمل اسم “أحمد الشرع”، كقائد عام للجماعة، بعد دخول المسلحين إلى مدينة حماة، واعلان الجيش السوري اعادة الانتشار خارجها.
هو أحمد حسين الشرع، ولد عام (1982) في مدينة الرياض السعودية، وينحدر من بلدة “فيق” في الجولان السوري المحتل، وينتمي إلى بيئة فلاحية محافظة. انتقل إلى دمشق بعد عودة عائلته من السعودية، واستقر في منطقة “المزة” عام (1989)، بالتحديد في “فيلات شرقية”، في منزل حصل عليه الأب بالعضوية في جمعية سكنية للاقتصاديين.
درس الشرع الابتدائية في مدرسة “معاذ بن جبل”، ثم تابع دراسته الثانوية في ثانوية “عمر بن عبد العزيز”. ثم عاد وانتسب إلى كلية الاعلام، وليست هناك معلومات عن تقدمه.
والده حسين الشرع، وهو خبير اقتصادي وُلد في قرية جيبين التابعة لمدينة فيق في الجولان عام 1946، وتأثر بالقومية العربية وأفكار الزعيم المصري جمال عبد الناصر. درس الاقتصاد في جامعة بغداد خلال الستينيات، وهي فترة شهدت تصاعدًا في الفكر القومي العربي. عاد إلى سوريا في السبعينيات ليعمل موظفًا حكوميًا في وزارة النفط، ثم انتقل إلى السعودية للعمل في صناعة النفط. عاد إلى سوريا في أواخر الثمانينيات وعمل مستشارًا في وزارة النفط. افتتح مكتب وساطة عقارية لتأمين رزق الأسرة، التي أصبحت تدير متجرًا صغيرًا.
تأثر الجولاني بانتفاضة الأقصى عام (2000)، وأثرت أحداث (11 أيلول) على أفكاره، حيث أطلق لحيته وواضب على الصلاة في مسجد “الشافعي”، وبدأ بحضور خطب وعظية وحلقات نقاش سرية في ضواحي دمشق مثل حجيرة وسبينة ودروشا. وتأثر بشدة بأسامة بن لادن، وبدأ في تقليد مظهره وأسلوبه الخطابي.
الهب الغزو الأمريكي للعراق حماسة الجولاني كما غيره من الشباب في سوريا والمنطقة، حيث انضم إلى “سرايا المجاهدين” عام (2003)، وبايع “أبو مصعب الزرقاوي”. اعتقل الجولاني في العراق، وتنقل في سجون (أبو غريب وبوكا وكروبر والتاجي) بين عامي (2004- 2010)، حيث أقام خلال هذه الفترة علاقات مع قادة الجماعات المسلحة في العراق، الذين أصبحوا لاحقاً قياديين في تنظيم داعش.
غير أن معلومات أخرى تفيد بأن الجولاني اعتقل عام (2005) في سوريا، لفترة قصيرة قبل أن يتم اطلاق سراحه.
عاد الجولاني إلى سوريا مع اندلاع الأحداث عام (2011 – 2012)، موفداً من قبل زعيم تنظيم داعش ابراهيم عواد البدري “أبو بكر البغدادي”. وبعد اعلان البغدادي عن اقامة “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، اندلع الخلاف بين الجانبين، إلى أن انفصل الجولاني عن البغدادي أولاً ثم عن تنظيم القاعدة ثانياً.