الواقع يثبت دائمًا أن التصريحات تحتاج إلى تنفيذ دقيق لتحقق أهدافها
الخطر حقيقي، الفرص موجودة، والنتيجة تعتمد على خطة مدروسة. هنا التحليل الكامل لتصريح طهران-بغداد-دمشق:
1️⃣ تفكيك الإعلان: ماذا قالوا؟
الأطراف: إيران، العراق، وسوريا.
الرسالة الأساسية: التحالف الثلاثي يتعهد بمواجهة الإرهاب، مع التركيز على خطر الجماعات مثل “هيئة تحرير الشام” و”داعش”.
الأهداف المعلنة: تعزيز التعاون الأمني والميداني.
منع استخدام حدود الدول الثلاث كنقاط اختراق للإرهابيين.
توجيه ضربة حاسمة ضد شبكات التمويل والدعم.
الهدف واضح: تحالف جديد يُراد منه حماية المنطقة من الإرهاب وتصعيد نفوذ الدول الثلاث.
2️⃣ التحليل السياسي: هل هو موقف أم تحرك؟
رسالة إلى الغرب:
هذا الإعلان ليس موجّهًا للإرهابيين فقط، بل إلى القوى الغربية التي تسعى لإضعاف هذه الدول عبر خلق فراغات أمنية الرسالة: “نحن مستعدون للتصعيد إذا فُرضت علينا شروطكم.”
التأثير: الإعلان يعزز موقع إيران إقليميًا ويعيد سوريا إلى دائرة القرار.
إلى الداخل الإقليمي:لبنان: ضمانة أن أي تحرك إرهابي لن يمر عبر الحدود.
الأردن والخليج: دعوة غير مباشرة للمشاركة أو على الأقل تجنب إعاقة الجهود.
سياسيًا، الإعلان قوة ردع، لكن النتائج تعتمد على ترجمته عمليًا على الأرض.
3️⃣ الأبعاد العسكرية: هل يمكن التنفيذ؟
القوة المشتركة: العراق يمتلك قدرة استخبارية متطورة بعد سنوات من مكافحة داعش.
سوريا تعتمد على إيران لتعويض النقص في الموارد بعد الحرب.
إيران تجلب التكنولوجيا (الدرونز، الصواريخ) والتدريب.
التحديات:التنسيق الميداني يحتاج إلى أكثر من مجرد تصريحات.
المناطق الحدودية مثل القائم والبوكمال تبقى نقاط ضعف، حيث تنشط شبكات التهريب.
عسكريًا، التحالف قادر على تنفيذ ضربات موجعة، لكن عليه سد ثغرات التنسيق لحماية الخطوط الأمامية.
4️⃣ ما المطلوب الآن؟
إجراءات عاجلة: إنشاء مركز عمليات مشترك لتنسيق المعلومات والضربات.
نشر تقنيات مراقبة حديثة على الحدود، بما في ذلك الدرونز.
خطط طويلة الأمد:بناء قواعد بيانات مشتركة عن شبكات الإرهاب والتمويل.
تحصين الحدود بمساعدة مجتمعات محلية لتقليل الاعتماد الكامل على الجيوش.
رسالة إعلامية موحدة:تأكيد أن هذه الجهود جزء من حماية الأمن الإقليمي.
التصدي للادعاءات الغربية بأن هذا التحالف “محور جديد” للتصعيد.
5️⃣ القواعد التي لا يجب نسيانها:
السيطرة على السرد الإعلامي: إذا سيطر الغرب على القصة، سيُصور هذا التحالف كأداة للهيمنة الإيرانية بدلًا من مكافحة الإرهاب.
وحدة الصف: أي انقسام بين الدول الثلاث سيُفشل الجهود ميدانيًا وسياسيًا.
كما يقول المبدأ: الهجوم الجيد يبدأ من دفاع قوي. الحفاظ على الحدود يبدأ من وحدة الهدف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مازن أنيس النقاش