تستمر المعارك العنيفة لليوم الثاني على التوالي في سوريا، بين الجيش السوري و”هيئة تحرير الشام” وحلفائها على جبهتي جنوب شرق إدلب وغرب حلب. وأعلنت القوات المسلحة السورية اليوم أنها تواصل تصديها لهجوم إرهابي واسع شنته التنظيمات الإرهابية في ريفي حلب وإدلب وكبدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان اليوم، إن التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى “جبهة النصرة الإرهابية” والموجودة في ريفي حلب وإدلب، قامت بشن هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح الأربعاء بأعداد كبيرة من الإرهابيين، وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق.
وأكدت القيادة العامة أن القوات المسلحة السورية تصدت للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح، “وتقوم قواتنا بمواجهة التنظيمات الإرهابية بمختلف الوسائط النارية وبالتعاون مع القوات الصديقة.”
اندلاع معارك بعد توقفها سنوات
حيث كسرت الأحداث في ريفي حلب الغربي وادلب، سنوات الهدوء في تلك المنطقة على مدى أكثر من 4 سنوات، فالخارطة في تلك المدينتين تحمل الكثير من التعقيدات، فالتبعية والانتماء والعديد من العوامل تحكم تحركاتهم والعقيدة التكفيرية الإرهابية أساس تكوينها.
أما أهدافهم فهي مجموعة من الأحلام بتشكيل كيان مزروع في سورية، للضغط عليها وكونها واحدة من دول المقاومة، أما المشغلون والقيادة فهنا يبرز الصوت التركي واضحاً، ورأس الحربة تتمثل بالتنظيم الإرهابي المسمى “هيئة تحرير الشام”.
واتجهت الانظار إلى مناطق حررها الجيش السوري منذ سنوات، واللافت في التحرك هذه المرة بعض المصطلحات في بيان الإرهابيين، حيث استخدموا من مصطلحات تستخدمها دول وليس مجرد منظمات يشغلها دول إقليمية، فالقول “عملية عسكرية ردعية” يأخد الأذهان مباشرة باتجاه الكيان الصهيوني ومصطلحاته التي يبررون فيها أعمالهم.
التوقيت لافت أيضاً حيث جاء بعد يوم واحد فقط من التهديدات الاسرائيلية على لسان نتنياهو عشية إعلانه دخول وقف إطلاق النار مع جبهة المقاومة في لبنان، والتطرق المباشر في تهديداته إلى سورية، مع التركيز على اسم الرئيس بشار الأسد.
مشاركة سلاح أوكراني
وبدأ السلاح الأوكراني الذي سلّمته أوكرانيا للهيئة يظهر في المعركة، بعد المعلومات التي كشفت وجود تنسيق استخباراتي بين هيئة تحرير الشام في إدلب وأوكرانيا بهدف تنفيذ عمليات ضدّ مواقع روسية في سوريا، السلاح الأوكراني بدأ يظهر في المعركة.
وتبيّن في مقاطع مصوّرة استخدام هيئة تحرير الشام طائرة انقضاضية متطوّرة في استهداف أحد مواقع الجيش السوري غربي حلب. وأظهرت المقاطع المصوّرة التي جرى تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي أيضاً استخدام “هيئة تحرير الشام” أنواعاً متطورة من الطائرات المسيّرة المزوّدة بقنابل وعدسات تصوير عالية الجودة لاستهداف مواقع انتشار الجيش السوري وآلياته.
وكشف ناشطون امتلاك ما تسمّى بغرفة عمليات “ردّ العدوان” تقينات متطوّرة في إدارة المعركة على الأرض، إضافة إلى تزويدها بأجهزة اتصال حديثة وكميات كبيرة من السترات الواقية للرصاص، إلى جانب عشرات الآليات المصفّحة التي تستخدم للمرة الأولى بعد تعديل هيكلها.
وميدانياً، ما زالت خريطة السيطرة متغيّرة نتيجة استمرار المعارك العنيفة على جبهة إدلب الجنوبي الشرقي، والتي بدأها المسلحون صباح اليوم انطلاقاً من جبل الزاوية جنوب إدلب بهدف الوصول باتجاه الاوتستراد الدولي حلب دمشق وصولاً إلى سراقب.
وما زالت جبهة ريف حلب الغربي تشهد اشتباكات عنيفة، إذ استقدم الجيش السوري تعزيزات لتحصين المواقع الاستراتيجية لإيقاف تقدّم المسلحين، بالتزامن مع بدء وصول تعزيزات جديدة إلى جبهة جنوب شرق إدلب لإحباط تقدّم المسلحين للوصول إلى الأوتستراد وقطعه، إذ أوقف الجيش السوري حركة السير عليه مؤقتاً ريثما تنتهي العمليات العسكرية.
وكانت “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) تحاول تغذية نفوذها بالانخراط في الصراعات الإقليمية، في محاولة منها لتنفيذ أجندات الدول التي تسعى لضرب مصالح حلفاء سوريا، مثل إيران وروسيا، وذلك بعد الكشف عن تنسيق وتعاون بينها وبين الاستخبارات الأوكرانية.
وكشفت معلومات جديدة عن وجود تنسيق استخباراتي بين الهيئة في إدلب وأوكرانيا بهدف تنفيذ عمليات ضد مواقع روسية في سوريا.