صادق كيان العدو الإسرائيلي، في الساعات الأخيرة من الثلاثاء، على قرار اتفاق وقف إطلاق النار، فيما شكك حزب الله بتنفيذه من قبل كيان العدو مؤكداً التدقيق على بنود الاتفاق في جلسة للكومة اللبنانية اليوم الأربعاء.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن المجلس الوزاري الأمني المصغر صادّق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، متوعدا بـ”الرد بقوة” على أي خرق للاتفاق من قبل حزب الله.
وأوضح -في كلمة له عقب انتهاء اجتماع للمجلس- أن أسباب وقف إطلاق النار هي “التركيز على تهديد إيران وإنعاش الجيش وعزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصل الساحات العسكرية”. وأضاف “قلت مرارا إن الاتفاق الجيد هو الذي يمكن تطبيقه، ونحن سنطبقه ونعيد سكان الشمال.. اتفاق وقف إطلاق النار يعني أننا سنركز على التهديد الإيراني الآن”.
تعليق حزب الله
وفي أول رد فعل من قبل حزب الله على الإعلان الإسرائيلي، قال محمود قماطي نائب رئيس المجلس السياسي للحزب -في لقاء مع الجزيرة- “نشكك بالتزام نتنياهو ولن نسمح له بتمرير فخ بالاتفاق”. وأضاف “يجب أن ندقق بالنقاط التي وافق عليها نتنياهو قبل توقيع الحكومة (اللبنانية) غدا”.
في المقابل، طالب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي المجتمع الدولي بـ”تنفيذ فوري” لوقف إطلاق النار، منددا بالقصف “الهستيري” الذي طال العاصمة بيروت اليوم.
وذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق أن اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان “في مراحله النهائية”، وهو نتاج جهد دبلوماسي مكثف من الولايات المتحدة وشركائها مثل فرنسا، وفق تعبيره.
موعد اقرار الحكومة اللبنانية
فيما قال مصدر رسمي لبناني، إنه تم إبلاغ الوزراء بالاستعداد لعقد جلسة للحكومة صباح غد الأربعاء لإقرار اتفاق وقف إطلاق النار. وحسب المصدر، فإن عقد جلسة الحكومة اللبنانية يرتبط بموافقة إسرائيل على مشروع اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد أنه إذا لم يتم النصاب القانوني لجلسة الحكومة سيعقد لقاء تشاوريا للوزراء برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.
وأشار إلى أن القرار الأممي 1701 هو المرجعية الوحيدة لاتفاق وقف إطلاق النار، وأنه سينفذ على مراحل وضمن مدة زمنية تمتد 60 يوما. وأضاف أن لجنة خماسية ستراقب وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل عند دخوله حيز التنفيذ.
بنود الاتفاق
بدوره، كشف موقع “حدشوت إسرائيل” الإخباري عن بنود الاتفاق الكامل بين تل أبيب وحزب الله الذي أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المصادقة عليه اليوم الثلاثاء، متوعدا في الوقت ذاته “بالرد بقوة” على الحزب لدى حدوث أي خروقات.
وفي ما يلي بنود الاتفاق:
- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى الموجودة في الأراضي اللبنانية لن تقوم بأي عمل هجومي ضد إسرائيل.
– إسرائيل، في المقابل، لن تقوم بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك على الأرض، في الجو وفي البحر.
– إسرائيل ولبنان تعترفان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
– هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.
– القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان ستكون الجماعات المسلحة الوحيدة المرخص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
– أي بيع وتوريد وإنتاج أسلحة أو مواد متعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية.
– سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المشاركة في إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة.
– سيتم تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة التي لا تفي بهذه الالتزامات.
– ستُشكّل لجنة تكون مقبولة لدى إسرائيل ولبنان، وتقوم بمراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
– إسرائيل ولبنان ستبلغان اللجنة وقوات اليونيفيل عن أي انتهاك محتمل لالتزاماتهما.
– سينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على كل الحدود والمعابر والخط الذي يحدد المنطقة -الجنوبية الموضح في خطة الانتشار.
– سترسل إسرائيل قواتها بشكل تدريجي إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يوما.
– ستعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.
نقاط ضعف
من ناحية أخرى، ذكرت هيئة البث العبرية أن الاتفاق تشوبه نقاط ضعف بالنسبة للطرف الإسرائيلي، بحسب مصادر اطلعت على نسخته الأخيرة ومسؤولين سياسيين وأمنيين كبار، وأبرزها أنه:
– لا توجد منطقة عازلة من شأنها أن تبقي العناصر اللبنانية بعيدا عن خط الصراع.
– لا يوجد تصريح صريح لإسرائيل بمهاجمة لبنان عند حدوث أي انتهاك.
– لا يضمن الضرر الذي يلحق بالمشروع الاقتصادي لحزب الله.
– من سينفذ الاتفاق بجنوب لبنان هما الجيش اللبناني واليونيفيل.
ردود فعل
وفي ردود الفعل على أنباء إعلان وشيك لوقف إطلاق النار، قال وزير الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن الاتفاق مع لبنان مُوقع على الجليد، معتبرا أن حزب الله سيعود للتسلّح مرة أخرى.
ونقلت هيئة البث العبرية عن بن غفير أن الحرب في لبنان “يجب أن تنتهي عندما تهزم إسرائيل الطرف الآخر”. ويرى بن غفير أن إسرائيل “تضيّع فرصة تاريخية لتركيع حزب الله وبإمكانها الاستمرار في سحقه”.
بدوره، قال زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس إنه من المستحيل الحديث عن وقف إطلاق نار مؤقت في لبنان، مؤكدا أن انسحاب القوات الآن والديناميكيات التي ستنشأ عنه سيصعّبان الأمر على إسرائيل، ومن ثم سيسهل على حزب الله إعادة تنظيم صفوفه. وشدد غانتس على “تجنب العمل بشكل غير مدروس أو تفويت الفرصة للتوصل إلى اتفاق قوي لتغيير الوضع في الشمال جذريا”.
كما قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن التسوية مع لبنان جيدة لإسرائيل، داعيا لإنهاء التحرك العسكري بتحرك سياسي. وقال إنه كان من الصواب التوصل إلى تسوية مع لبنان قبل 10 أشهر.
وبخصوص الأسرى في غزة، قال إن ما سيعيدهم هو صفقة كان من الممكن إبرامها في أبريل/نيسان أو في يوليو/تموز الماضيين. فيما نقل موقع “والا” عن مصادر أمنية أن الاتفاق بين لبنان وإسرائيل قد يدفع باتجاه إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس.
وأسفر العدوان الإسرائيلي إجمالا عن 3754 قتيلا و15 ألفا و626 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية.