علق قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، في كلمة له، على آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، مسلطًا الضوء على المستجدات الأخيرة.
قضية الشهداء
وأكد الحوثي أن قضية شهداء اليمن منذ اليوم الأول هي قضية الأمة وفق التوجه القرآني. وأشار إلى أن الذكرى السنوية للشهيد هي مناسبة مهمة يحييها الشعب اليمني، ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها، ولها بركاتها وآثارها الطيبة.
وتهدف الذكرى السنوية للشهيد إلى ترسيخ قيم وثقافة ومكاسب الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى، والاستنهاض للأمة تجاه مسؤولياتها. كما تهدف إلى تمجيد عطاء الشهداء الذي حقق الله به النتائج المهمة للأمة.
وتحدث الحوثي عن منزلة الشهداء في سبيل الله تعالى وقيمة الشهادة، مشيرًا إلى أنها منزلة عالية ومرتبة رفيعة تفوق كل عطاء وتضحية. وأكد أن الشهادة في سبيل الله تعالى هي فوز عظيم واستثمار واع لما لا بد من حصوله للإنسان.
وشدد الحوثي على أن الجهاد في سبيل الله تعالى هو ضرورة حتمية لكي تسود قيم الحق والخير والعدل والرحمة، ولدفع الأشرار وحتى لا تبقى الساحة خالية لهم. وأوضح أن سيطرة الأشرار تشكل خطرًا حقيقيًا على المجتمع البشري في كل شيء، في أمنه واستقراره وحياته وإنسانيته.
التأريخ الإجرامي للغرب
وانتقد الحوثي النموذج الغربي، مشيرًا إلى أنه يمثل الشر والإجرام والنموذج الظلامي المفسد. وأكد أن فئة الشر والإجرام تتمثل في زمننا بالنموذج الغربي وعلى رأسه أمريكا و”إسرائيل” ومن يدور في فلكهم من أتباع الصهيونية وغيرها.
مأشار الحوثي إلى أن الرصيد التاريخي للأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني هو رصيد إجرامي مهول ومفجع وكارثي وفظيع للغاية. وأكد أن الغرب أكثر توحشًا من الوحوش المتواجدة في الغابات، ورصيده الإجرامي هو القتل للملايين من البشر بأسوأ الأساليب.
الشراكة الأمريكية الإسرائيلية
أكد الحوثي أن الأمريكي شريك أساسي مع المجرم الصهيوني الإسرائيلي اليهودي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر. وأشار إلى أن بريطانيا وفرنسا شاركت الأمريكي في استقدام العصابات الصهيونية اليهودية إلى فلسطين وتجنيدها وتسليحها وتمكينها.
كما شدد الحوثي على أن عدوانية أمريكا و”إسرائيل” ليست ردة فعل من استفزاز، بل هم من ابتدأ العدوان على الأمة باحتلال الأوطان واستهداف الشعوب. وأكد أن العدو لديه توجه إجرامي مفسد، يستهدف الناس لإفساد حياتهم على المستوى الأخلاقي، ولإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
مجلس الأمن
وانتقد الحوثي مجلس الأمن، مشيرًا إلى أنه تم تأسيسه بالشكل الذي يخدم العدوان والطغيان والاحتلال والتحكم ونهب ثروات الشعوب. وأكد أن الفيتو الأمريكي بالأمس في مجلس الأمن ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة يعكس النهج العدواني والإجرامي لواشنطن.
الإبادة في غزة ونهب المساعدات
وأشار الحوثي إلى أن الإبادة في قطاع غزة ليست إسرائيلية فحسب، بل أمريكية مدعومة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا ودول غربية. وأكد أن العدو الإسرائيلي يركز على المستشفيات كأهداف أساسية وكأنها قواعد عسكرية عملاقة، لأنه يريد إبادة أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين.
وأضاف الحوثي أن العدو الإسرائيلي لم يكتفِ باستهداف الفلسطينيين أثناء دخول كميات ضئيلة من المساعدات، بل شكّل عصابات لنهبها. وأوضح أن العدو يستهدف الجهاز الحكومي في غزة حتى لا يقوم بتنظيم المساعدات الضئيلة جداً التي تصل، لأنه يريد أن تنتشر الفوضى.
وأكد الحوثي على أهمية وضرورة العمل لتوفير ما يمثل حماية للناس من العدو الإسرائيلي المجرم. وأشار إلى أن الآيات القرآنية تتجلى في واقع الناس عن العدو في نهجه الإجرامي ومساعيه لإهلاك الحرث والنسل.
النموذج الجهادي
وشدد الحوثي على أن النموذج العظيم للمجاهدين هو ما يشكل ضمانة للأمة وحماية لها. وأوضح أنه لو اتجه العرب التوجه القرآني الإيماني في الجهاد لحمى فلسطين والمنطقة بشكل عام.
وانتقد الحوثي تحرك العرب في المراحل السابقة، مشيرًا إلى أنه لم يكن بحجم المسؤولية، ولا بمستوى التحدي والمخاطر ولا وفق رؤية صحيحة. وأكد أن التحرك الإيماني الجهادي يحرر الناس من القيود والمخاوف ويرقى بالأمة إلى مستوى مواجهة المخاطر والتحديات مهما كان حجمها.
وأشار الحوثي إلى أن الخيارات الأخرى التي انتهجها العرب فشلت، من المبادرات والتنازلات والاتفاقيات، ولم تمثل أي حماية للأمة. وأكد أن المجاهدين من أبناء الأمة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن هم من اختاروا الخيار الصائب الحكيم وينبغي للأمة أن تعزز هذا الاتجاه الذي يحميها من الضياع والاستنزاف.
وأوضح الحوثي أن الاتجاه الجهادي هو ناجح في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وفاعليته رغم محدودية الإمكانات فاقت الجيوش العربية النظامية التي كانت تهزم هزيمة ساحقة في غضون أيام. وأكد أن المجاهدين في فلسطين في غزة من كتائب القسام والسرايا القدس وبقية الفصائل المجاهدة مستمرون ثابتون ينكلون بالعدو.
صمود المقاومة
كما أشاد الحوثي بالصمود العظيم لحزب الله والمقاومة في لبنان، مشيرًا إلى أن ما يقدمه حزب الله اليوم إنجاز عظيم، وهو صامد في وجه عدوان غير مسبوق على لبنان. وأكد أن حزب الله يتحرك بشكل فعال جداً، ومجاهدوه يشتبكون مع العدو الإسرائيلي من المسافة صفر ويطردونه وينكلون به.
وأشار الحوثي إلى أن المقاومة الإسلامية في العراق نفذت 18 عملية هذا الأسبوع بتصعيد وزخم كبير. وأكد أن يمن الإيمان والحكمة والجهاد قدم عشرات آلاف الشهداء في إطار التوجه الإيماني القرآني الجهادي من صفوة الشعب اليماني من مختلف المحافظات.
وشدد الحوثي على أن اليمن بعطائه الكبير يقف اليوم في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس موقفاً عظيماً ومميزاً رسمياً وشعبياً. وأكد أن اليمن تحدى أمريكا ببارجاتها وأساطيلها الحربية في البحار بعد أن أعلنت عليه العدوان وثبت ولم يتراجع عن موقفه أبداً.
استهداف حاملات الطائرات
وأشار الحوثي إلى أن اليمن استهدف حاملات طائرات أمريكا التي ترهب الكثير من الدول والأنظمة والحكومات وكانت تخيف بها من ينافسها من القوى الدولية. وأكد أن اليمن استهدف حاملات الطائرات بدءاً بأيزنهاور التي هربت من البحر الأحمر منهزمة ذليلة مطرودة ومستهدفة.
وأكد الحوثي أن شعب اليمن يواصل عملياته في البحار ومنع الملاحة الصهيونية من البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب ويستهدفها إلى المحيط الهندي. وأشار إلى أن العمليات استمرت هذا الأسبوع بالقصف الصاروخي والمسيرات إلى فلسطين المحتلة لاستهداف العدو الإسرائيلي، والعمليات مستمرة.
وشدد الحوثي على أن الشعب اليمني يسعى على الدوام لبناء وتطوير قدراته العسكرية، وحقق نجاحات مذهلة يشهد لها الواقع والأعداء. وأكد أن عمليات الشعب مستمرة وأنشطته الشعبية مستمرة، والخروج الأسبوعي هو متكامل مع كل هذه الأعمال والتحركات والأنشطة.
الخروج الأسبوعي
ودعى الحوثي الى الخروج الإسبوعي في اطار التضامن مع المقاومة في غزة ولبنان وتأييداً للعمليات المساندة مشيراً إلى أن الشعب اليمني يخرج أسبوعياً خروجا مليونياً ويهتف لنصرة غزة وفلسطين وكذلك لنصرة لبنان. وأكد أن مئات الآلاف من رجال اليمن يتجهون للتدريب والتأهيل والتعبئة ويقدمون الإنفاق في سبيل الله بالرغم من الظروف الصعبة ويتصدون لمؤامرات الأعداء بمعونة الله تعالى في كل المجالات.