في التاسع عشر من نوفمبر من العام 2023 ، دشنت اليمن أولى عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي اسنادا لغزة.. واليوم وبعد نحو عام من بدء تلك العمليات تقف اليمن على قائمة طويلة من الإنجازات برا وبحرا وحتى جوا، فما ابرز تلك الإنجازات؟
كانت البداية في باب المندب حيث أعلنت اليمن في المرحلة الأولى حظر مرور السفن التي تملكها و شركات او شخصيات تابعة للاحتلال الإسرائيلي وركزت على تلك السفن وصولا إلى احتجاز “جلاكسي ليدر” .. في هذه المرحلة نفذت اليمن عمليات عدة على مدن الاحتلال وتحديدا ام الرشراش “ايلات”، لكن لم يمر وقت طويلا على تصاعد وتيرة العدوان الصهيوني على غزة حتى قررت اليمن توسيع عملياتها البحرية في مرحلتها الثانية لتشمل منع كافة السفن الأجنبية من الإبحار إلى الموانئ الإسرائيلية على البحر الأحمر وتمكنت فعليا من وقف الملاحة إلى موانئ الاحتلال بعد سلسلة هجمات طالت سفن عدة .
كانت العمليات اليمنية ناجحة في مراحلها الأولى لدرجة ان الولايات المتحدة وبريطانيا قررتا الدخول على خط المواجهة بعدوان واسع على اليمن في يناير الماضي مع فشل تشكيل تحالف دولي واقليمي لحماية الاحتلال تحت مسمى “حارس الازدهار” حينها قررت اليمن الدخول بمرحلة جديدة بضم السفن الامريكية والبريطانية إلى قائمة الأهداف وتم فعليا التنكيل بها بإغراق عددا من السفن على راسها ” روبيمار” والتي ما تزال غارقة إلى اليوم.
وإلى جانب استهداف سفن الشحن إضافة اليمن البوارج إلى بنك الأهداف فأصابت العديد من منها اكانت أمريكية او بريطانية وحتى غربية مع ان الاتحاد الأوروبي انظم بعد العدوان الأمريكي – البريطاني بشهر وحاول تصوير انتشار بوارجه كحامية للسفن وليس عدائية ناهيك عن حديث القيادات اليمنية بأنها لم تكن ضمن الأهداف واصابتها كان ناتج عن محاولة اعتراضها هجمات يمنية.
ولا تزال حاملات الطائرات الامريكية “ايزنهاور” و”لينكولن” وطابور كويل من البوارج من ديموندا البريطانية إلى ميسون الامريكية وسلسلة طويلة من المدمرات وسفن الاستطلاع شاهدت على حجم العمليات اليمنية “الشرسة” بمفهوم أمريكا والغرب.
لم تتوقف العمليات اليمنية عند مياه البحر الأحمر وخليج عدن بل امتدت في مرحلتها الرابعة إلى المحيط الهندي وبحر العرب وفي الخامسة إلى البحر المتوسط مخلفة بعدها ركام سفن وبوارج بعضها اعترف باستهدافها وأخرى ظلت طي النسيان وربما لأسباب سياسية.
وبغض النظر عن قائمة السفن والبوارج المستهدفة والتي تناهز المئتين سفينة، وفق احصائيات رسمية، ثمة قدرات أخرى اظهرتها القوات اليمنية خلال مراحلة المواجهات ابرزها الدفاعات الجوية التي نجحت بإسقاط نحو 12 طائرة مسيرة من احدث المسيرات الامريكية ومن نوع “ام كيو ناين” إضافة إلى كشفها قدرات نوعية بدء ابرزها في مجال البحرية حيث استعرضت زوارق مختلفة أحدثها “طوفان المدمر” والغواصة المسيرة ” القارعة”. أما على جبهات الطيران المسير فقد طورت القوات اليمنية العديد منها لتتناسب وحجم المعركة التي تبعد الاف الكيلومترات فظهرت طائرات “صماد 3 ” و “صماد 4” إلى جانب “يافا” و “وعيد ” وجميعها اثبتت قدرات كبيرة في مسرح العمليات ووصلت إلى عمق الاحتلال مع تنفيذها عمليات في “يافا”.
بالنسبة للقدرات الصاروخية ، كانت صواريخ ” قدس” و “طوفان” و “حاطم” و “فلسطين 2” تتصدر المشهد سواء بعملياتها البحرية ضد سفن وبوارج او بضرب اهداف على الأرض في المدن المحتلة بفلسطين.
هذه التطورات بالقدرات العسكرية تضاف إلى مكاسب سياسية كبيرة حققتها اليمن بقيادة الحوثي على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي برز بالالتفاف الشعبي الغير مسبوق حول العمليات اليمنية والتي تبرز على شكل مظاهرات أسبوعية تشهدها العاصمة اليمنية والمحافظات شمال وجنوب وشرق اليمن إضافة إلى تماهي دول إقليمية مع العمليات اليمنية والدفاع عنها كاستحقاق لوقف العدوان على غزة وانهاء الحصار ناهيك عن الدعم الدولي البارز بمواقف دول كروسيا والصين في مجلس الأمن والذي ظل يربط وقف تلك العمليات بوقف الحرب على غزة وحال دون مساعي أمريكية لشرعنة عدوانها وتحقيق التفاف دولي حول عدوانها على اليمن.
اليوم وبعد نحو عام من المواجهة والعمليات التي لم تهدأ رغم نشر الاحتلال وحلفائه احزمة امنية لصدها وانشاء تحالفات عدة لمواجهاتها بات ينظر لليمن كقوة لا يستهان بها بعد ظل المجتمع الدولي ينظر لها كدولة فاسدة وفقيرة لعقود وغير ذات أهمية بالتوازي مع استباحة الدول الكبرى لمياهها وارضها ونهب ثرواتها.