فشلت القوات الأمريكية، اليوم الأربعاء، بتنفيذ عدوان جديد على اليمن.. يتزامن ذلك مع انسحاب لحاملة الطائرات الأمريكية من مناطق تمركزها في بحر العرب وإعادة تموضع بوارجها في المنطقة .
واعتادت القوات الأمريكية الرد المباشر على اي هجوم يمني، لكن رغم مرور اكثر من 24 ساعة على الهجوم الواسع الأخير لم يسجل اية غارات جوية ما يشير على مواجهة القوات الأمريكية صعوبات لوجستية بشن اية هجمات جديدة.
وكانت مصادر ملاحية أكدت تراجع حاملة الطائرات الأمريكية “ابراهام لينكولن” من موقع تمركزها الأخير في البحر العربي، مشيرة إلى أن البارجة الأمريكية بدأت الإبحار في المحيط الهندي باتجاه الهادي.
كما أكدت رصد إعادة تموضع البوارج الأمريكية الأخرى في المنطقة بتغيير مواقع وجودها مع الابتعاد قدر الأمكان عن المياه الدولية القريبة من اليمن. وابرز عمليات التموضع في خليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي.
وكانت القوات اليمنية أكدت في وقت سابق استهداف اسطول حاملة الطائرات لينكولن والتي كان يتوقع نشرها في البحر الأحمر كبديل للسابقة “ايزنهاور” إضافة إلى بوارج أخرى بالبحر الأحمر. وأشار بيان متحدث القوات اليمنية العميد يحي سريع إلى أن الهجمات الأخيرة هدفت لإحباط عدوان جديد كانت تحضره له القوات الأمريكية.
وكانت القوات الأمريكية كثفت مؤخرا عدوانها على اليمن مع إعادة تمركز “لينكولن” في بحر العرب.. وشنت مقاتلات أمريكية غارات على مدى الثلاثة الأيام الماضية طالت مناطق في شمال ووسط وغرب اليمن. وتكثيف الغارات الأمريكية يعد الأول منذ طرد “ايزنهاور”، كما أن توقفها بشكل مفاجئ يشير إلى نجاح القوات اليمنية بإحباط الخطة التصعيدية للأمريكيين.
تفاعل إقليمي ودولي مع استهداف “لينكولن” بعقدها الثالث
هذا وحظت العملية اليمنية الأخيرة ضد البوارج الأمريكية، بتفاعل دولي وإقليمي، جميعها عكست الحقيقة التي ظلت خافية لأشهر بفعل نجاح الأمريكي بالتمويه على ما تتعرض له قواته في اقصى جنوب الجزيرة العربية.
بالنسبة للولايات المتحدة وتحديدا وزارة الدفاع فقد سارعت لمحاولة احتواء تداعيات العملية على القوى الأمريكية التي صنفت لعقود بانها لا تقهر.. وبعد محاولات مستميتة لنفي الهجوم اقرت الدفاع الأمريكية بجزئية منه فيما يخص مدمرتين في البحر الأحمر في حين تجاهلت هجوم بحر العربي وهي بذلك لا تحاول إخفاء التطور الجديد بالعمليات اليمنية بل أيضا عدم المساس بقوتها القاهرة المتنقلة على متن “لينكولن”.
وايا تكون دوافع أمريكا لتجزئة العملية كعادتها المعهودة على مدى الأشهر الماضية من عمر المواجهة في اليمن، عدت نخب إقليمية ودولية العملية بمثابة واحد من الدروس القاسية للهيمنة الامريكية، فهل لا تضع البوارج الأمريكي بما فيها حاملات الطائرات محل سخرية واسعة وقد عجزت عن مقاومة الصواريخ والمسيرات اليمنية واسقاط هيبتها في عيون العالم الذي ظل لعقود يخشاها، بل أيضا تكشف تطور استخباراتي واستطلاعي للقوات اليمنية كما وصفت ذلك قناة “روسيا اليوم”.
بالنسية لنخب عربية، تفاعلت مع العملية بإيجابية وابرزها رئيس تحرير صحيفة القدس السابق عبدالباري عطوان والدبلوماسي المصري سامح عسكر وطيف كبير من الإعلاميين والمحللين فإن الجراءة اليمنية في العملية الأخيرة كسر كل الحواجز والقواعد التي لم تتجرا اية دولة عربية او كبرى المساس بها ..
اما بالنسبة للمحلل في قناة الجزيرة فائز الدويري فعن العملية الأخيرة تشير إلى ان لا القوات الامريكية ولا البريطانية ولا سلاح البحر ولا الجو قادر على الحاق الأضرار بمن وصفهم بـ”الحوثيين” وقد اثبتوا قدرتهم على استهداف أقوى أساطيله وهو بذلك يستند لأشهر من المواجهات الغير متكافئة بين القوات الامريكية واليمنية ومئات الغارات والقصف الصاروخي الأمريكي على اليمن والذي لم يغير شيء على خارطة العمليات اليمنية المساندة لغزة ولبنان.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تنكس فيه اليمن هيبة أمريكا وكبريائها في وحل البحر الأحمر والعربي فقد سبق لها وان اذاقت طواقم ايزنهاور وقائمة طويلة من البوارج المر في عمليات اختارت أمريكا الاعتراف بها بالتدريجي ووصولا إلى سحب “ايزنهاور” واخواتها.