ورد الآن.. إعلان جولة مفاوضات جديدة بين “صنعاء والرياض” ترتكز على (صرف جميع المرتبات) وبرعاية خليجية وصنعاء تعلن جهوزيتها لتوقيع خارطة الطريق الأممية

1813
بصورة مفاجأة.. إعلان جولة مفاوضات جديدة بين "صنعاء والرياض" ترتكز على "المرتبات" وبرعاية خليجية (التفاصيل كاملة)

كشفت مصادر دبلوماسية وسياسة، اليوم الثلاثاء، عن قرع جرس استئناف المفاوضات بين “صنعاء والرياض” وبوساطة عمانية.

وأفادت مصادر دبلوماسية بان الرياض طلبت من سلطنة عمان، الوسيط الإقليمي، تفعيل قنوات الاتصال مع صنعاء، مشيرة إلى أن الطرفان يستعدان لإجراء جولة مفاوضات مباشرة وجديدة.

وتتمحور الجولة الجديدة، وفق المصادر، حول استئناف تصدير النفط وصرف مرتبات الموظفين. والمفاوضات الجديدة قد تكون ضمن المفاوضات الاقتصادية الواسعة التي بداتها السعودية قبل شهر عبر المبعوث الاممي وتهدف لتوحيد العملة وإعادة البنك المركزي إلى صنعاء.

بدورها، كشفت مصادر سياسية عن دور قادم ستلعبه سلطنة عُمان من أجل حلحلت الجمود الذي تعيشه العملية السياسية في اليمن منذ توقف خارطة الطريق الأممية قبل عام.

ونقلت صحيفة “الأخبار اللبنانية على لسان مصادر سياسية أن مسقط تقود جهود سياسية ودبلوماسية جديدة في الملف اليمني تتمثل في العودة لإتفاق خارطة الطريق الأممية، والتركيز على قضية إعادة تصدير النفط وتسليم مرتبات جميع الموظفين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجهود والتحركات تأتي بالتنسيق مع مكتب المبعوث الأممي الذي سيدعو إلى عقد مفاوضات جديدة بين الأطراف اليمنية. وذكرت أن مسقط تقود حراكاً ديبلوماسياً جديداً في محاولة لإحداث اختراق في الملف الاقتصادي، مشيرة إلى أن الجهود الأممية والإقليمية الجديدة تحاول حلّ مشكلتي توقّف صادرات النفط الخام اليمني، وتوقف مرتبات الموظفين اليمنيين.

وطبقا للمصادر فإن تعامل الحوثي اتسم بمرونة مع الجهود في هذا الملف، حيث أبدى استعداده للسماح بتصدير النفط، مقابل توزيع عوائده على الموظفين. وأفادت بأن الجهود الديبلوماسية الجديدة تحاول استكمال مناقشات سابقة قادتها سلطنة عمان والأمم المتحدة في هذا الملف، وتبحث عن توافق الأطراف اليمنية حول الآليات التنفيذية الخاصة بذلك، والتي تحوي الكثير من التفاصيل.

صنعاء تعلن جهوزيتها لتوقيع على خارطة الطريق الأممية باشتراط توقيع الرياض

بدورها، أكدت صنعاء، اليوم الثلاثاء، جاهزيتها للتوقيع على خارطة الطريق الأممية، متهمة السعودية بالتراجع عن التوقيع على الخارطة تلبية لرغبات وضغوط أمريكية.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية والمغتربين جمال عامر،كبير مستشاري مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن فاطمة الزهراء لنقي، ومدير مكتب المبعوث بصنعاء محمد الغنام.

وأكد عامر أن المعني بإقناعه بالمضي في خطوات السلام هي الرياض التي رضخت للإملاءات الأمريكية وأوقفت التوقيع على خارطة الطريق التي كانت تسير بشكل جيد، بعد أن رهنت الإدارة الأمريكية تنفيذ خارطة الطريق والبدء بصرف المرتبات بوقف صنعاء لعملياتها العسكرية في البحر الأحمر.

وأشار عامر لرفض صنعاء ربط ملف خارطة الطريق بالهجمات البحرية التي قال بأنها جاءت إسناداً لأبناء غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة، وأنه لا وجود لارتباط بين الملفين. وأوضح أنه في إطار جهود بناء الثقة يتوقع من المبعوث الخاص للأمم العام للأمم المتحدة إلى اليمن الاستمرار في العمل على تنفيذ خارطة الطريق والإعراب عن ذلك بشكل واضح ومٌعلن.

وقال: “أسهل وسيلة لطريق السلام هو البدء بتنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها”، مشيرًا إلى جاهزية الجماعة لـ “التوقيع على الخارطة في حال كان النظام السعودي جادًا للمضي في جعلها واقعًا باعتباره طرفًا أصيلًا في الحرب على اليمن”.

بدورها، أوضحت كبير مستشاري مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، أن الأمم المتحدة مستمرة في مساعيها الحميدة للوصول إلى السلام وتسوية سياسية سلمية شاملة بقيادة يمنية.

ومع أن نتائج الجولة قد تكون كغيرها من الجولات السابقة والتي انتهت دون تقدم يذكر ان توقيت تحريك السعودية لملف المفاوضات يحمل من حيث التوقيت بعد اخر يتمثل بمحاولة تخفيف التوتر المتصاعد في الساحل الغربي لليمن تحديدا حيث تحشد أمريكا عسكريا لتفجير الوضع وسط مخاوف سعودية من أن تطالها نيران الحرب مجددا.

ومن شان استئناف المفاوضات قطع الطريق على المساعي الامريكية للتصعيد وخلق أجواء إيجابية للتقارب بين صنعاء والرياض والتي كانت أمريكا اوقفتها في أكتوبر الماضي مع ربط السلام في اليمن بوقف العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.

بصورة مفاجئة.. “أمريكا والسعودية” من تلويح عسكري في اليمن إلى قرع الأبواب الدبلوماسية

المزيد من التخبط الأمريكي – السعودي في اليمن، فبعد ان كانت اعلى اعتاب تفجير معركة جديدة تحولتا بصورة مفاجئة إلى حمائم سلام تقرع السلام من أوسع ابوابه، فما الذي غير الاستراتيجية في اليمن؟

حتى قبل يومين واحد، كان الجميع في واشنطن والرياض تتحدث عن الهجوم على الحديدة. كانت وسائل اعلام السعودية بما فيها قنوات الحدث والعربية تحاولان رسم المشهد التالي في المدينة الواقعة عند الساحل الغربي لليمن بعد ما تصفه بالإنزال الأمريكي وكان أمريكا التي تشن منذ يناير حرب ضروس في اليمن عجزت فيها عن حماية حتى سفنها وبوارجها مستعدة نفسيا وعسكريا لمعركة تبدو ملامحها اكبر بكثير من إعصار فيتنام.

وحتى أمريكا ذاتها التي تتحرك على اكثر من جبهة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا كان تتحدث عن المعركة وكأنها استكملت ترتيبات اجتياح المدينة مع أن جميع بوارجها تبعد الالاف الاميال عن سواحل اليمن.

كل هذه الحملات والحرب النفسية تلاشت خلال الساعات الأخيرة، مع قرع السعودية وساطة عمانية جديد لتحريك الجمود في مفاوضات السلام وتحديدا الملف الاقتصادي، وعرض أمريكا صفقة جديدة قبل الانتخابات الرئاسية. كانت هذه تبدو بمثابة جس نبض لليمن، لكن وقد ردت الأخيرة بمناورات برية وبحرية جبلية وصحراوية اكدت فيها دخول قدرات جديدة وأبدت فيها استعداد تاما للمواجهة على اي مسارح العمليات وضع كلا من الرياض وواشنطن في مأزق جديد ودفعهما لتلافي غضب اليمن من اي استراتيجية لحافة الهاوية او سوء فهم للحسابات.

قد تكون التحركات الأمريكية والسعودية الأخيرة عسكريا ضمن مناورات لا اكثر وقد تكون أيضا ضمن محاولات لإعادة تصويب المعركة، لكن ما اظهرته القوات اليمنية في اخر مناوراتها يشير إلى ادراك تلك القوى بأن ما ينتظرهم اكبر بكثير من توقعاتهم، ودفعهم مجددا للاعتراف بان السلام الطريق المختصر للخروج من الوضع المتأزم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا