بدأت السعودية، السبت، اجراءات نقل البنك المركزي في عدن إلى صنعاء رسميا. يأتي ذلك في اعقاب كشف المبعوث الأممي إلى اليمن مفاوضات منذ شهر لتوحيد العملة والبنك.
واعلن السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر، توقيع اتفاق مع برنامج الغذاء العالمي يتضمن تسليم منحة جديدة لليمن بقيمة 25 مليون دولار. وكان يتوقع ان تذهب المنحة لصالح حكومة التحالف بعدن حيث تواجه انهيار مالي غير مسبوق وسط تجاهل سعودي.
وإعلان السعودية الاتفاق مع برنامج الغذاء العالمي الذي عاود مؤخرا نشاطه شمال اليمن بعد توقف لأشهر يشير وفق خبراء إلى انها ضمن الترتيبات السعودية لإعادة البنك المركزي إلى صنعاء باعتبار الدعم الجديد سيوفر ملايين من العملة الأجنبية والتي من شانها المساهمة بمواصلة استقرار العملة شمالا.
واستثناء السعودية حكومة عدن من منحها الجديدة جاء في اعقاب كشف المبعوث الاممي إلى اليمن هانس جرودنبرغ استمرار المفاوضات منذ شهر بين صنعاء والرياض حول توحيد القطاع المصرفي والعملة في حين وضعت صنعاء عدة شروط للقبول بعودة المركزي ووقف الانهيار جنوبا.
وقد تعبد الخطوة السعودية الطريق امام المفاوضات الاقتصادية مع صنعاء والتي تم استثناء حكومة عدن والقوى الموالية للتحالف منها.
حكومة المرتزقة تهاجم السعودية
بدورها، أبدت حكومة عدن، الموالية لتحالف العدوان الأمريكي السعودي، امتعاض كبير من قرار السعودية التخلي عنها. حيث شنت حكومة بن مبارك في تصريح لمصدر مسؤول فيها نقلته وكالة رويترز هجوم غير مسبوق على السعودية.
وأشارت، وفق الوكالة، إلى انها تعاني ازمة مالية كبيرة جراء تأخر اعلان الوديعة السعودية لشهر حتى الان، ملوحة بالانهيار في ضوء عجزها عن صرف المرتبات وتلبية احتجاجات عدن من الكهرباء. كما اتهمت السعودية من التهرب من صرف استحقاقات ما تبقى من الوديعة المعلنة خلال تشكيل الرئاسي والمقدرة بنحو ملياري دولار.
وجاء التصريح لحكومة عدن عشية اعلان السعودية تقديم منحة جديدة لليمن لكن عبر برنامج الغذاء العالمي في خطوة وصفت بمثابة رسالة بالتخلي عن حكومة عدن رسميا حيث كانت الأخيرة تنتظر بفارغ الصبر اعلان سعودي جديد بدعم مالي لها.
وتعكس تصريحات حكومة عدن مخاوف من ابرام الرياض اتفاق مع صنعاء خصوصا وان التحركات السعودية الأخيرة جاءت بالتوازي مع مفاوضات مع صنعاء، كشفها المبعوث الأممي، تتعلق بالملف الاقتصادي وابرزها إعادة البنك المركزي إلى صنعاء وتوحيد العملة.