مقالات مشابهة

حزب الله ينعي الشهيد “هاشم صفي الدين” الذي تم اغتياله على يد كيان العدو الإسرائيلي

نعت المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب” الله، اليوم الأربعاء، رسميا رئيس المجلس التنفيذي بالحزب، الشهيد هاشم صفي الدين.

وقال الحزب في بيانه: “ننعى إلى أمة الشهداء والمجاهدين، أمة المقاومة والانتصار قائدا كبيرا وشهيدا عظيما ‏على طريق القدس رئيس ‏المجلس ‏التنفيذي في حزب الله سماحة العلامة السيد ‌‏هاشم صفي الدين رضوان الله تعالى عليه. والذي ارتحل إلى ‏ربه مع ‌‏خيرة ‏من إخوانه المجاهدين راضيا مرضيا صابرا محتسبا، في غارة ‌‏صهيونية إجرامية عدوانية”. ‏

وأضاف: “لقد التحق السيد هاشم بأخيه شهيدنا الأسمى والاغلى سماحة الأمين العام ‌‏لحزب الله السيد حسن نصر الله ‌‏ولقد كان نعم الأخ المواسي لأخيه، وكان ‌‏منه بمنزلة أبي الفضل العباس عليه السلام من أخيه الإمام الحسين ‏عليه ‌‌‏السلام، فكان أخاه وعضده وحامل رايته، ومحل ثقته، ‌‏ومعتمده في الشدائد ‏والكفيل في المصاعب، مضى على ما ‏مضى ‌‏عليه البدريّون ناصراً لدين الله، تقياً، صالحاً، رائداً، ‏مدبّراً، مديراً، قائداً ‌‏وشهيدا”. ‏

وتابع: “لقد قدم سماحة السيد هاشم صفي الدين جلّ حياته في خدمة حزب الله ‌‏والمقاومة الإسلامية ومجتمعها وأدار ‏على مدى ‏سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية ‌‏واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة ووحداته ‌‏العاملة ‌‏في مختلف المجالات وكل ما له صلة بعمل المقاومة قريبا من مجاهديها، لصيقاً بجمهورها محبا ‏لعوائل ‏شهدائها حتى حباه الله ‌‏بالكرامة شهيداً في قافلة شهداء كربلاء النورانية”. ‏

وتم اغتيال الشهيد هاشم صفي الدين بعد يومين من اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” رضوان الله عليه، حيث شن كيان العدو الإسرائيلي سلسلة غارات جوية في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري على ما قال إنه “مقر استخبارات تابع لحزب الله” في الضاحية، ووقتها تحدث إعلام عبري رسمي عن تقديرات تشير لاغتيال صفي الدين خلال تلك الغارات.

من هو هاشم صفي الدين؟

وبعد تمكن “كيان العدو الإسرائيلي” من اغتيال أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله بغارة صهيونية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، تصاعدت التكهنات بأن صفي الدين هو المرشح الأبرز لخلافته في قيادة الحزب. وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي.

أشرف صفي الدين على الشؤون السياسية لحزب الله، وكان يعد الرجل الثاني في حزب الله خلف حسن نصر الله حتى أنه يُوصف في الأوساط الإعلامية منذ سنوات بأنه “ظل” نصرالله.

وصفي الدين من مواليد عام 1964 في بلدة دير قانون النهر بقضاء صور جنوب لبنان. ولا تتوفر الكثير من المعلومات عن الرجل، لكن من بين المعروف عنه أنه كان جزءًا من هيكل “حزب الله” منذ تأسيس الجماعة عام 1982.

وفي ثمانينيات القرن العشرين سافر صفي الدين إلى مدينة قم في إيران ليلتحق هناك بابن خالته حسن نصر الله، في دراسة العلوم الدينية.
وأُعد صفي الدين لخلافة نصر الله منذ عام 1994، حيث تم استدعاء الرجل من قم إلى بيروت ليتولى رئاسة “حزب الله” في منطقة بيروت عام 1994.
قبل أن يتولى رئاسة “مجلس المقاومة” المسؤول عن النشاط العسكري للحزب عام 1995.

وفي عام 1998، أصبح صفي الدين عضوا في مجلس الشورى، وهو الهيئة التي تتخذ القرارات في الحزب.
وفي العام ذاته، تمت ترقيته سريعا ليترأس المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب، خلفا لنصر الله، الذي أصبح أمينا عاما للحزب. وأشرف على عمله آنذاك القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية.
وعلى مدى 3 عقود، أمسك الرجل بكثير من الملفات اليومية الحساسة في الحزب، من إدارة مؤسساته إلى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركاً الملفات الاستراتيجية بيد نصر الله.

حضور شعبي وسياسي

وعلى غرار السيد الشهيد نصر الله، الذي يشترك الرجل معه في العديد من الصفات، يتميز صفي الدين بالحضور الشعبي والسياسي، وخطاباته المفوهة والنارية، التي تُغلف في الغالب بنبرة دينية قوية.

ويبرز الرجل في تلك الخطب التزامه بمواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلية والتأكيد على الرد الحازم تجاهها ففي كلمة ألقاها في 13 يوليو/ تموز 2024، قال صفي الدين: “إذا كان تكليفنا، كما هو اليوم، أن نكون في الجنوب نقاتل هذا العدو، ونقدم شهداءنا، فنحن مستعدون للتضحية بكل شيء، وواثقون بأن الله سينصرنا كما نصرنا في 2006”.

وفي خطاب آخر في 18 من الشهر ذاته، شدد على أن “لبنان معني بالحرب مع العدو الإسرائيلي دون قيود أو حدود”. كما أكد صفي الدين مرارًا، خلال الفترة الأخيرة، على ما سبق أن أعلنه نصر الله، بأن حزب الله لن يتوقف عن دعم جبهة غزة حتى توقف إسرائيل عدوانها على القطاع.

وتربط صفي الدين علاقات جيدة بطهران، فإضافة إلى قضائه سنوات في دراسة العلوم الدنية بحوزة قم، صاهر الرجل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020. إذ تزوج ابنه رضا آنذاك من زيت ابنة سليماني.

وفي عام 2017، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن “إدراج صفي الدين على قائمة الارهاب” بدعوى انتمائه إلى “حزب الله”.