يوماً بعد آخر تتكشف حقيقة نجاح القوات المسلحة اليمنية في استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس آيزنهاور” وإجبارها على الرحيل منكسرة من البحر الأحمر، برفقة طاقم الحماية المكون من أربع فرقاطات حربية.
في جديد هذه العملية التي حدثت أواخر حزيران/ يونيو الماضي، أقرت الأكاديمية العسكرية للولايات المتحدة، بأن حاملة الطائرات “آيزنهاور” تعرضت لهجوم في البحر الأحمر بصواريخ بالستية أطلقتها القوات المسلحة اليمنية، وكاد ذلك أن يتسبب بغرقها، مؤكدة أن قوات صنعاء حققت “إنجازات مثيرة للإعجاب في استهداف السفن”.
جاء ذلك في دراسة تفصيلية لمجلة (CTC Sentinel) التابعة لـ”مركز مكافحة الإرهاب” في الأكاديمية العسكرية بالولايات المتحدة، كما نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية المعنية بشؤون الدفاع والأمن تقريرين متزامنين الأول بعنوان: “هل كاد الحوثيون أن يغرقوا حاملة طائرات أمريكية؟”، والثاني بعنوان: “صاروخ حوثي كاد يصيب حاملة طائرات أميركية”.
وكانت القوات المسلحة اليمنية أعلنت، في 22 حزيران/ يونيو الماضي، استهداف حاملة الطائرات “يو إس إس آيزنهاور” للمرة الثالثة شمالي البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ البالستية، مؤكدةً أنّ العملية حققت أهدافها بنجاح.
وسارعت القيادة المركزية للجيش الأمريكي (CENTCOM) حينها إلى نفي استهداف “آزينهاور” بشكل قاطع، لتأتي الحقيقة بعد أربعة أشهر، مؤكدة صحة الاستهداف اليمني لما تصفها البحرية الأمريكية بمجموعة القوة الضاربة.
تهديد كبير
تحت عنوان “هل كاد الحوثيون أن يغرقوا حاملة طائرات أميركية؟”، قالت مجلة “ناشيونال إنترست”: “يكشف تقرير جديد أنه في وقت سابق من هذا العام، اقترب صاروخ أطلقه الحوثيون في اليمن إلى مسافة 200 متر من حاملة الطائرات الأمريكية دوايت دي آيزنهاور”، مضيفة: “ويؤكد هذا الحادث على التهديد الكبير الذي يشكله الحوثيون”، حد تعبير التقرير.
وأفاد تقرير “ناشيونال انترست” بأن هذا الهجوم الذي “كاد أن يؤدي إلى وقوع إصابات، يثير مخاوف بشأن ضعف الأصول البحرية الأمريكية المتقدمة أمام الجهات الفاعلة المزودة بالطائرات بدون طيار والصواريخ، ويسلط الضوء على التحديات المحتملة لجاهزية البحرية الأميركية في مواجهة الأسلحة المتطورة من خصوم مثل الصين”.
ووصفت المجلة استهداف “آزينهاور” من قبل القوات المسلحة اليمنية، بأنه “حادثة خطيرة”، مشيرة إلى أن هذه الحادثة لم يتم الحديث عنها إلا في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في دراسة تفصيلية لمجلة (CTC Sentinel) الصادرة عن “مركز مكافحة الإرهاب” في الأكاديمية العسكرية بالولايات المتحدة.
وأضافت: “وفقاً لبعض الروايات، وصل صاروخ بالستي مضاد للسفن، أو صاروخ آخر، إلى مسار ضحل جداً، مع أدنى حد من التحذير، دون فرصة لاعتراضه، وسقط على بُعد حوالى 200 متر من حاملة الطائرات آيزنهاور. بعبارة أخرى: كان الأمر بمثابة نداء قريب”.
وأوضحت أنه منذ اندلاع الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة، شنت القوات المسلحة اليمنية عشرات الهجمات على السفن التابعة للكيان الصهيوني أو المرتبطة به أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة. وقد أُرسلت حاملة الطائرات “آيزنهاور”، وسفن أميركية وأوروبية أخرى، إلى المنطقة تحت مزاعم حماية السفن المدنية التي تمر عبر باب المندب والبحر الأحمر، وصد الهجمات اليمنية التي تطال الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وتابعت المجلة: “كانت حاملة الطائرات آيزنهاور على وجه الخصوص منشغلة جداً أثناء عملية الانتشار، حيث أطلقت 155 صاروخ أرض-جو، و135 صاروخ كروز للهجوم البري، ونحو 60 صاروخ جو-جو، و420 سلاح جو- أرض خلال ما يسمى انتشاراً قتالياً تاريخياً”، لافتة إلى أن “آيزنهاور كانت هدفا أيضاً، فالحوثيون، الذين لديهم ترسانة متنوعة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار الجوية والبرية والبحرية والصواريخ البالستية والصواريخ المجنحة، كانوا يصدون الوجود الأمريكي في المنطقة”.
واستعرضت المجلة الطبقات الدفاعية لحاملة الطائرات “آيزنهاور”، مشيرة إلى أن الأخيرة اعتمدت على “مجموعة حاملة الطائرات الضاربة، التي تضم طراداً ومدمرات مسلحة بصواريخ للدفاع الجوي، وشكلت طبقة دفاعية لحماية آيزنهاور، وفي الوقت نفسه، يمكن للطائرات المقاتلة على متن حاملة الطائرات، المجهزة بصواريخ جو-جو، إسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ البطيئة الطيران، إضافة إلى أن آيزنهاور نفسها مجهزة بأسلحة للدفاع عن النفس، بما في ذلك صواريخ أرض-جو وأنظمة مدفعية للتهديدات القريبة.
وذكرت المجلة أنه رغم كل تلك الطبقات الدفاعية، يوجد حقيقة مفادها أن “الطائرات بدون طيار والصواريخ التي في حوزة الحوثيين، يمكن أن تشكل تهديداً مشروعاً لحاملة طائرات أميركية عملاقة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وينبغي أن تكون موضع قلق، خصوصاً وأن حاملة الطائرات تعد رمزاً لهيبة أمريكا وقوتها العسكرية وبراعتها التقنية واستهدافها هو استهداف لهذه الرمزية”.
قدرات متقدمة
وفي التقرير آخر بعنوان “صاروخ حوثي كاد يصيب حاملة طائرات أميركية”، ذكرت مجلة “ناشيونال انترست” أن استهداف حاملة الطائرات “آيزنهاور” يسلط الضوء على القدرات المتقدمة التي تتمتع بها القوات المسلحة اليمنية في مجال المراقبة والتوجيه الصاروخي. ففي وقت سابق من كانون الثاني/ يناير 2024، تجنبت السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس غرافلي” (DDG-107) بصعوبة صاروخ كروز مضاد للسفن أطلقه اليمنيون، واعترضته منظومة “فالانكس” للأسلحة القريبة المدى على مسافة قريبة جداً من المدمرة.
وقالت: “لم تغرق أي حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية في القتال منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ لكن تقريراً جديداً من “مركز مكافحة الإرهاب”، التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية، ذكر أن صاروخا اقترب لمسافة 200 متر فقط من ضرب حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي آيزنهاور (CVN-69) في وقت سابق من هذا العام”.
وأضافت: “ربما لم تكن هذه الضربة كافية لإغراق أو ربما حتى شل حركة حاملة الطائرات النووية من فئة “نيميتز”؛ ولكنها كانت ستسبب أضراراً جسيمة وربما تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح”. ووصفت الضربة اليمنية بأنها كانت “قريبة جداً لدرجة لا تبعث على الراحة”.
واستشهدت “ناشيونال انترست” بما جاء في الدراسة التي نشرتها مجلة (CTC Sentinel) والتي جاء فيها أن “الجمع بين المراقبة على نطاق واسع، وتتبع الهدف عن قرب، والتوجيه النهائي، سمح للحوثيين بتحقيق بعض الإنجازات المثيرة للإعجاب في الرماية، مثل إصابة حاملة طائرات أميركية على ما يبدو”.
ــــــــــــــــــــــــــــ
عادل بشر