يتوعد كيان العدو الإسرائيلي بشن هجوم كبير على إيران تشارك فيه الولايات المتحدة وربما دول الغرب، تدميرا لبرنامج النووي الإيراني وبذريعة الانتقام من “الرد الإيراني” على اغتيال القائد هنية في طهران.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول صهيوني استعدادهم لهجوم كبير على إيران وتأهبهم لصد أي رد فعل مستقبلي من جانبها.
وحصل “المشهد اليمني الأول” على معلومات عن “تقرير سري” يكشف مواصلة قوات كيان العدو الجوية استعداداتها لشن هجوم على إيران وتجري تمرينات ومناورات تدريبية لاستخدام القوة الكبيرة. حيث واصلت القوات الجوية لكيان العدو التعامل مع الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الجو (ALBM)، والعمليات السرية للطائرات بدون طيار، وأجرت القوات الجوية تمرينًا ثانيًا لاستخدام القوة الكبيرة (LFE) في الفترة من 15 إلى 16 أكتوبر 2024، وفقًا لتحليل الصور.
وتعاملت القوات الجوية الصهيونية مع على الأقل 16 صاروخًا باليستيًا من طراز Golden Horizon وما لا يقل عن 40 صاروخًا باليستيًا من طراز 1502 (Rocks) منذ 8 أكتوبر، وواصلت التعامل مع الصواريخ الباليستية في مطار هاتسيريم في 15 أكتوبر، ووضعت القوات الجوية لكيان العدو شاشات إخفاء فوق ستة مداخل لملاجئ الطائرات المحصنة (HAS) لطائرات F-151 على ساحة تأهب في 16 أكتوبر، مما يشير إلى حدوث مناورة للصواريخ الباليستية في منطقة الملاجئ.
وبالنسبة لنتنياهو، فهو يستخدم التهديد الإيراني تحت إطار الحرب الوجودية التي من شأنها أن تجمع المستوطنين وتوحّدهم على اعتبار أن الخطر يهدد الجميع ويجب مقاومته، بما يخدم الحفاظ على وجوده واستقراره السياسي. وبالتالي، هو يسعى لفتح جبهة جديدة مع إيران، وحسم ما يعدّه معركة لكسر “حزام النار”، محاولًا دفع الولايات المتحدة إلى الدخول في حرب إقليمية يراها السبيل الوحيد للتخلص من إيران وتهديدها النووي، والخروج من أزماته السياسية والعسكرية.
طهران: سنرد على أي تحركات صهيونية بشكل صارم
على ذات السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن رد بلاده على أي هجوم صهيوني سيكون صارما وقويا. وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، قال بقائي: “رسالتنا واضحة للغاية وقلنا مرات عديدة أن أي أذى من الكيان الصهيوني سيقابل برد قاطع من إيران، والقرار بشأن كيفية الرد هو أيضًا مسؤوليتنا، مضيفا لقد كان إنشاء الولايات المتحدة لنظام الدفاع الصاروخي استمرارًا للدعم الأمريكي للكيان الصهيوني.
وعن تهديدات الكيان الصهيوني ضد منشآت إيران النووية، قال بقائي: “قدمنا مذكرة احتجاج إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التهديدات التي أطلقها الكيان الصهيوني، وسنتابع التهديدات التي صدرت في هذا اليوم، مع مختلف المستويات الأخرى”.
وأضاف بقائي “رسالتنا فيما يتعلق بمسؤولية الدول التي تشارك بأي شكل من الأشكال في الهجوم على إيران واضحة” مردفا “نحن سعداء بأن دول المنطقة وصلت إلى هذا النضج بأن حماية سلم وأمن المنطقة هي مسؤولية الجميع، وعواقب أي انفلات أمني ستطال جميع دول المنطقة، ودول هذه المنطقة لن تسمح أبدًا بأن يتم الهجوم على أي دولة أخرى في المنطقة من خلال أراضيها”.
هذا ويتأنى كيان الاحتلال في اتخاذ قرار شن هجوم عدائي على إيران، ولم يستطع حتى اللحظة الحصول على تأييد كامل بشن هجوم واسع تستهدف منشآت حيوية ونووية. وقد نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن محلل عسكري صهيوني “إيتمار آيخنر” انه أشار إلى أن على دولة الكيان أن تأخذ في الاعتبار عدة قيود، بما في ذلك الطلب الأمريكي بعدم إشعال حرب إقليمية. ومن الممكن أن يؤدي مثل هذا الهجوم أيضًا إلى تسريع عمليات تطوير الأسلحة النووية في إيران، وكذلك إلى حرب إقليمية. لذلك، من المرجح أن يتم اختيار هدف إيراني ترى واشنطن فيه أنه رد مناسب ومشروع ومدروس من جانب الكيان.
بدورها، أوضحت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن تغيير طهران لاستراتيجيتها تجاه إسرائيل. وقالت في تقرير أن ايران قد “تخلت عن الصبر الاسراتيجي.. وقد أظهر انتقامها قدرتها على تنفيذ هجوم مدمر على إسرائيل”. وأضافت “للمرة التالية، تجاوزت إيران خطين أحمرين مهمين: ضرب الأراضي الإسرائيلية من أراضيها واستهداف دولة مسلحة نووياً”. مشيرة إلى أن “نفوذ إيران في الشارع العربي قد ازداد”.
وشن الحرس الثوري الإيراني، 1أكتوبر هجوم بدفعة صواريخ كبيرة على مستوطنات كيان العدو الإسرائيلي بينها تل أبيب، وأوضح في بيان ان العملية جاءت رداً على إغتيال الشهيد إسماعيل هنية والشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد اللواء عباس نيلفوروشان.
وتتصاعد في المنطقة نذر حرب إقليمية واسعة، جراء إصرار إسرائيل على استمرار حربها على قطاع غزة وعدوانها على لبنان، إضافة إلى غارات تشنها من حين إلى آخر على سوريا واليمن.